عن استقالة الحكومة الفلسطينية

عن استقالة الحكومة الفلسطينية

المغرب اليوم -

عن استقالة الحكومة الفلسطينية

بقلم : عريب الرنتاوي

استقالة حكومة رامي الحمد الله، تبدو منتظرة وطبيعية، حتى لا نقول مرحب بها، سيما بعد أن استنفدت ما في جعبتها من مهام ووظائف على المستوى الوطني، وبالأخص بعد أن تحولت إلى جزء المشكلة على خلفية الأزمة المرتبطة بـ»الضمان الاجتماعي».
ولكيلا يكون ترحيبنا بهذه الخطوة، متسرعاً أو سابقاً لأوانه، فإن معرفة شكل ومضمون الحكومة التي ستليها، يبدو أمراً ضرورياً ... وبالترتيب فإن حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، تبدو الخيار الأفضل للشعب الفلسطيني ... لكن إن تعذر ذلك، وهو متعذر تماماً، فليس أقل من حكومة تضم في صفوفها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
أما أن ننتهي إلى حكومة تبدأ بحركة فتح، وتنتهي بممثلين شائخين، لفصائل ميكروسكوبية، فتلكم نتيجة لا يتمناها أو أي إلي محب للشعب الفلسطيني، فما بالك بالفلسطينيين أنفسهم، أولئك الذي يكتوون يومياً بنيران الحصار والاستيطان والعدوان، ويتعرضون لشتى أشكال الانتهاك لكراماتهم وحقوقهم الأساسية، في الحل والترحال.
لست متفائلاً بفرص انضمام الفصائل الرئيسة إلى الحكومة، وتحديداً الجبهتان الشعبية والديمقراطية، ومن عجز عن إقناعهما بالالتحاق بالمجلس المركزي، لن يكون بمقدوره أن يقنعهما باحتلال مقاعد في الحكومة، اللهم إلا إذا حصلت المعجزة، واستخدمت الرئاسة سحرها وما بين بيديها وفي صناديقها من حوافر ومغريات ووعود لفظية بالغالب.
لكنني والحق يقال، كنت أفضل أن يكون التقارب والتقرب من فصائل منظمة التحرير توطئة لبعث المنظمة وإحيائها أولاً وقبل أي شيء آخر... المنظمة التي باتت نسياً منسياً، ولا يتذكرها «أصحابها» و»القائمون عليها» سوى بالمنسابات الصعبة، وغالباً في سياق المناكفة والصراع مع حماس، وليس في سياق استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال ورفع أكلافه وتحشيد طاقات الشعب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده في مواجهة المشروع الصهيوني.
لكن لا بأس، فحكومة «سياسة وسياسيين» أكثر أهمية وفاعلية من حكومة تكنوقراط، لا قواعد اجتماعية – تمثيلية لها ... وحكومة من هذا النوع، قد تسحب البساط من تحت محاولة عزل القطاع عن الضفة الغربية، وليس خافياً على أحد، أن ثمة سباقاً محموماً بين فتح وحماس على بقية الفصائل: حماس تريدها في غرفة العمليات المشتركة لضمان إدامة التهدئة، وثمة مشاريع لتشكيل إدارة لغزة موزعة على هذه الفصائل وإن بغير عدل وقسط، ومن جهتها تسعى فتح في جذب الفصائل ذاتها، إلى بوتقة الحكومة الجديدة ... والمعركة على الفصائل، كما هو معروف، هي فصل من فصول المعركة الأكبر، على «الشرعية» و»التمثيل» بين قطبي الانقسام الفلسطيني.
ليست العلاقة واضحة بعد بين تشكيل حكومة فصائل سياسية جديدة من جهة وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية من جهة أخرى ... الأمر مرتبط بمن من الفصائل سيلتحق بالحكومة، وكيف سيكون أداؤها داخلها ... ربما تساعد الحكومة على تسريع اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ربما تستقدم الأولى وتستأخر الثانية، وربما يترتب عليها «إضعاف الطلب على الانتخابات» طالما أن الجميع سيكون راضياً بنصيبه من كعكة السلطة ... رحيل حكومة الحمد الله أمر جيد، لكن ليس ما سيتبعه من تطورات سيكون جيداً بالضرورة..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن استقالة الحكومة الفلسطينية عن استقالة الحكومة الفلسطينية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib