سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم
الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير
أخر الأخبار

سوريا قبل سبع سنوات... إيران اليوم

المغرب اليوم -

سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم

بقلم - عريب الرنتاوي

لا أوجه للشبه بين النظامين السوري والإيراني، لا من حيث السياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا من حيث التركيبة وديناميكيات ممارسة السلطة وتوزيعها أو الأطر المرجعية المؤسسة لكل منهما، لكن ما تشهده إيران اليوم، يذكر بما شهدته سوريا قبل سبع سنوات، وربما يتكشف المشهدان عن كثير من المشتركات المدهشة.
في سوريا قبل سبع سنوات، وقعت الثورة، ثورة الشعب المتطلع لحريته وكرامته ولقمة عيشه الكريم، والشعب السوري فيما فعل، أراد أن يبرهن أنه ليس أقل توقاً للحرية من شقيقيه في تونس ومصر، وهو الذي اعتاد تاريخياً أن يكون سبّاقاً إلى ريادة الصفوف، ولديه فوق هذا وذاك، من الدوافع والمحركات المشروعة للانتفاض، ما يعادل أو يفوق ما لدى الشعبين المصري والتونس.
في إيران اليوم، شعب ضاق ذرعاً بالنمو “اللا متوازن” لاقتصادات بلاده ومقدراتها، فليس بالصواريخ وحدها يحيا الإنسان، ولا بالجيوش الجرارة وبناء القدرات العسكرية الفائقة، تبنى الشعوب والمجتمعات، وثمة شواهد على ذلك في التاريخ الحديث، فالاتحاد السوفياتي السابق بنى ترسانة عسكرية كفيلة بتدمير كوكب الأرض مرات عديدة، لكنه عجز إشباع حاجات مواطنيه ومكوناته القومية، نجحت الصواريخ العابرة للقارات في حماية الاتحاد السوفياتي من تهديدات الخارج، بيد أنها أخفقت في الحفاظ عليه، أمام طوفان تهديدات الداخل ... ما يحدث في إيران اليوم، ينذر بأن “النموذج الثوري” في الاقتصاد والاجتماع قد استنفذ دوره، وقد آن أوان التغيير.
 في سوريا قبل سبع سنوات عجاف، وجدت “المؤامرة” ضالتها وفرصتها، وبدا أن لحظة تسوية الحساب مع دمشق، ومحور بأكمله قد لاحت، وآن أوان اغتنامها ... لم يبق جهاز مخابراتي واحد في هذا الكون، إلا وأنشأ لنفسه محطة هناك ... الذهب الأسود والرايات السوداء وغرف العمليات المعتمة، فعلت فعلها في جلب عشرات ألوف الإرهابيين من عشرات الدول، وبقية القصة معروفة.
في إيران اليوم، وقبل أن يتضح خيط الاحتجاجات الأبيض من خيطها الأسود، كانت غرف العمليات/ المعدة مسبقاً، قد أعلنت أعلى درجات التعبئة والاستنفار ... من مجلس الأمن إلى “غرف الأخبار”، مروراً بغرف العمليات المختصة بتدبير الاختراقات وتوجيه الخلايا وتشغيلها ... إيران تتحول سريعاً، أسرع من سوريا، إلى نقطة جذب وتلاقي لمختلف خيوط “المؤامرة” وخطوطها.
سوريا قبل سبع سنوات، اختبرت أسوأ تجربة فشل في الفصل ما بين الثورة بما هي مطالب عادلة ومشروعة لشعب عانى ويعاني من شظف العيش وسطوة النظام وغياب العدالة والكرامة، و”مؤامرة” تسعى في تفتيت البلاد وتدمير المؤسسات وتبديد المقدرات، خدمة لمصلحة طرف واحد فقط: إسرائيل ... ذهب النظام إلى آخر الشوط في استعداء شعبه، وشيطنة معارضيه وخصومه، وبدل تقديم التنازلات للسوريين، اضطر لتقديمها للإيرانيين والروس ... أما في المقلب الآخر، فحدث ما هو أسوأ من ذلك، حين تحولت فصائل المعارضة ومكوناتها، إلى بيادق تحركها عواصم إقليمية ودولية، على رقعة الشطرنج الخاصة بها.
إيران اليوم، لم تصل إلى نهاية الشوط على هذا الطريق، ثمة “وعي نسبي” تكشفت عنه حكومة روحاني عندما حاولت الفصل بين مطالب المتظاهرين السلميين المشروعة، وعناصر التخريب و”المؤامرة”، لكن فداحة الهجمة الإعلامية – السياسية التي قادتها واشنطن ضد إيران، دفعت للخلف برواية روحاني وإصلاحيي إيران، وغلبت “رواية المؤامرة ونظريتها”، وإن استمر الحال على هذا المنوال، فقد تنزلق طهران إلى ما انزلقت إليه دمشق، ودفعت ودفعنا جرائه أبهظ الأثمان.
في سوريا قبل سبع سنوات، هناك من أراد إلقاء المسؤولية عن الاحتجاج والثورة، إلى برامج اقتصادية ليبرالية ونيو-ليبرالية جرى تنفيذها في العشرية الأولى لحكم الأسد، ودائماً بهدف إبراء ذمة النظام السياسي من أية مسؤولية عن “الكارثة” التي ألمت بالبلاد ... والحقيقة أن الليبرالية الاقتصادية لا تكفي وحدها لتفسير ما حصل، فالديكتاتورية والاستبداد اللذين ميزا نظام الحكم في دمشق، مسؤولان مسؤولية كبرى عن دفع الأحداث على هذا المسار، وتغذية وتخصيب بذور التطرف والإرهاب.
في إيران اليوم، لا حديث عن “السياسة”، كل التركيز على فشل السياسات الاقتصادية، ولحكومة روحاني على وجه التحديد، التي تتهم بدورها بتوجهاتها الليبرالية، مقابل سياسات “الاكتفاء الذاتي” التي تنسب إلى التيار الأصولي – المحافظ ... لا شيء يذكر عن فشل النظام السياسي الإيراني، بحكم طبيعته وتكوينه الدينية – المذهبية، في استيعاب وتمثيل مختلف المكونات والكيانات الإيرانية، وأن هذا النظام بالذات، هو المسؤول عن “الأزمات الدورية” التي رافقت الثورة الإيرانية منذ انتصارها قبل أربعة عقود تقريباً، وأن الحال سيستمر على هذا المنوال، وقد يأخذ أشكالاً أكثر تفاقماً في المستقبل.... النظم الدينية – الشمولية، القائمة على الخطاب الديني والمذهبي، أثبتت أنها عاجزة عن حفظ وحدة البلاد والعباد على المديين المتوسط والبعيد، بل وأنها سبب بحد ذاتها، في توليد مزيدٍ من الانقسامات، وتخليق المزيد من متواليات الصراع والحروب الأهلية.
في سوريا وإيران، ثورة ومؤامرة، ديكتاتورية وتوتاليتارية وشعوب تواقة للحركة والكرامة والتعددية والعيش الكريم، فشل نظام الحزب القائد للدولة والمجتمع وتفاقم مأزق نظرية الولي الفقيه... ليبرالية اقتصادية تحتضر من دون ليبرالية سياسية، ولعب في الوقت الضائع على نظرية “الاكتفاء الذاتي” التي لا تبشر إلا بإعادة أصحابها عشرات السنين للوراء.
إذاً، رغم اختلاف التجربتين والسياقين، ثمة مشتركات مدهشة في تجربة دولتين محوريتين، من دول “المقاومة والممانعة”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:45 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
المغرب اليوم - حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك

GMT 05:01 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

النفط يتراجع بفعل توقعات تجاوز المعروض الطلب

GMT 13:15 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفيزازي يُبارك زواج المغني مسلم و الفنانة أمل صقر

GMT 10:39 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

مجموعة أزياء محتشمة وعصرية لإطلالاتك في رمضان

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دلال عبدالعزيز تُؤكِّد أنّ "كازابلانكا" مكتوبٌ بحرفية شديدة

GMT 03:36 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

تعرف على أحدث عطور "لويس فويتون" الجديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

تعرفي على أفضل حليب لتسمين الرضع

GMT 03:51 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب تكشف تأثير فطر "البسيلوسيبين" في علاج مرضى الاكتئاب

GMT 05:53 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

جورج حبيقة يكشف عن مجموعته الجديدة لموسم ما قبل خريف 2018

GMT 04:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

بحث طبي يكشف عن دواء جديد لداء "السكري" يُعالج الزهايمر

GMT 21:07 2014 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الكريستالُ يحول قطع الديّكور إلى حالةِ فريّدة

GMT 04:52 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة إيمي بوني تُجدد منزلها الفيكتوري على الطراز العصري

GMT 15:54 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السلوفاكي مارك هامسيك سيعتزل كرة القدم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib