لبنان  والحرب الظالمة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

لبنان .. والحرب الظالمة!

المغرب اليوم -

لبنان  والحرب الظالمة

طلال سلمان


لا يستطيع اللبنانيون، حتى لو أرادوا، أن يلغوا ذاكرتهم فيسقطوا منها التشابه بين مشاهد موجعة لأحداث عاشوها فعلاً طوال الحرب الإسرائيلية على لبنان بعنوان مقاومته المجاهدة خلال شهر القصف والتدمير براً وبحراً وجواً بين 12 تموز و13 آب 2006، ومجريات «عاصفة الحزم» السعودية التي تدك أسباب العمران ووحدة الشعب في اليمن السعيد، بزيوده والشوافع وحاصل التداخل بين الطائفتين الإسلاميتين.
ومع أن اللبنانيين لا يريدون ولا يتقصدون اعتماد هذا التشابه، لأنهم يدركون أن الشعب في المملكة المذهبة هو شعب عربي مسلم تماماً مثل إخوته وأعمامه وخؤولته وأجداده في اليمن، إلا أن الوقائع المأساوية التي تبثها الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي آناء الليل وطوال ساعات النهار تفرض عليه هذا التشابه... خصوصاً وأن وقائع الحرب الإسرائيلية على «بعض» لبنان وضواحي عاصمته لا تختلف كثيراً عما نشاهده الآن على الشاشات ـ وبالألوان ـ سواء أركّزت على تدمير بيوت الفقراء أم نقلت صور الضحايا وفيهم الأطفال والنساء والرجال الذين يتبدّون كالأشباح بسبب سوء التغذية وإدمان مضغ القات، قاتل الشهية وأسباب الصحة.
إنها الحرب الظالمة، مع اختلاف في هوية الظالم، ففي لبنان كان الظالم المتجبر والعاتي هو العدو الإسرائيلي، وبالتالي فقد كان متوقعاً منه أن يلجأ إلى كل ما يملك من أسباب القوة وطاقة التدمير لإلحاق الهزيمة بأهل البلاد جميعاً تأديباً لهم على احتضانهم مقاوميهم المجاهدين الذين افتدوا الأرض بدمائهم مراراً... في حين أن الظالم في اليمن هو الأخ الشقيق الذي لا تحجب ثروته الفلكية وأسباب التدمير والقتل الجماعي التي يستخدمها الآن بلا حساب، حقيقة أخوّته وثباتها عبر التاريخ.
ولأنها حرب ظالمة على أخ شقيق هو البطل التاريخي للفتح الإسلامي (للتذكير: تشهد وقائع التاريخ أن فتح الأندلس قد تمّ بعمامة مقاتل يمني بعد سقوط الراية نتيجة احتدام المعارك في نقطة العبور، واضطراب صفوف المسلمين بسبب دوار البحر وجهلهم بطبيعة الأرض..).
... لأنها حرب ظالمة، فقد كان بديهياً أن يقف الناس عموماً إلى جانب «الضحية»، وهو الشعب اليمني، بغض النظر عن معرفتهم أو جهلهم بأنساب اليمنيين وأعراقهم، وأيهم «الزيود» وأيهم «الشوافع»، ومن هم «الحوثيون» وموقعهم من السلطة عبر التاريخ.
وهي بالتأكيد حرب ظالمة بشهادة الفارق في أسباب القوة بين السعودية التي تقصف أسباب العمران من الجو بقذائف هائلة التدمير يبلغ سعر الواحدة منها أكثر من مئة ألف دولار، عدا تكاليف الرحلة التدريبية للطيارين الحربيين الذين لا يهتمون كثيراً ولا هم يدققون في طبيعة الأهداف التي يقصفون (ملاحظة: في أبسط تقدير فإن رحلة القاذفة الواحدة مع الصواريخ التي تطلقها على أهداف تقديرية تكلف أكثر من مليون دولار... 
علماً أن المعدل اليومي للغارات كثيراً ما تجاوز المئة غارة في النهار الواحد..)، هذا بمعزل عن الأكلاف اليومية لحالة الاستنفار التي تشمل، إلى الطيران، وحدات مقاتلة على طول الحدود السعودية اليمنية، يقف في مراكز محددة منها طوابير من الجنود خلف مدفعيتهم أو صواريخهم باهظة الثمن، في حالة استعداد لصد هجوم محتمل ـ ولو بالتوهم ـ وربما استعداداً لهجوم بري في يوم مقبل.
هذا قبل الحديث عن طبيعة النظام السعودي وسياساته وممارساته في الداخل وفي المحيط الذي جعله «إسلامياً»، رفضاً منه لدعوة العروبة التي يعود اليوم للتحدث بلغتها تجاوزاً وتمويهاً لأطماعه المعروفة في اليمن ـ خاصة ـ والتي احتلت قوات الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بعضها، وكانت بقيادة ابنه الأمير (الملك الراحل) فيصل بن عبد العزيز، في الثلاثينيات من القرن الماضي.
أما بعد هذا الحديث فيمكن طرح بعض الأسئلة الساذجة ومنها:
÷ ماذا لو أن هذه الحملة العسكرية بالصواريخ المدمرة والحارقة توجهت، مثلاً، نحو فلسطين التي تفتقد هذه الأيام النصير، والتي يعيش شعبها حياة بؤس إضافة إلى إذلال العدو الإسرائيلي على مدار الساعة..
أو لو أن نفقاتها مُنحت لشعب فلسطين، فقط ليبقى صامداً في أرضه؟
÷ أو ماذا لو أن تكاليف هذه الحملة قدمت كهبة أو مساعدة إلى شعب اليمن.. ألم تكن حققت أهدافاً أسمى وأنبل من أن تُصرف على قصف منشآته العسكرية والمدنية وتدمير المؤسسات الحكومية، فضلاً عن بيوت الفقراء التي تنبت في صخور الجبال، ويعيش أهلها حالة خوف دائم من الطبيعة كما من «الخصوم» المتربصين بهم ـ في أوهامهم ـ لأسباب تتصل بالمعاش أو بالثأر أو بالفقر الذي «لو كان رجلاً لخرجت إليه أقاتله فأقتله»؟
لكل هذه الأسباب، ومع تجاوز لطبيعة النظام القائم في السعودية وطبيعة اللانظام المتهالك بل المنهار في اليمن حتى من قبل «عاصفة الحزم»، التي تستذكر أرجوزة نظمها الملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود خلال الحرب الأولى على اليمن، وقف الجمهور العريض من بسطاء العرب في مختلف أقطارهم مع الضحية... مع أن هذا الموقف لا يأتي بالشرهات ولا يبني زعامات وهمية على حساب دماء الأبرياء!
حروب الأغنياء على الفقراء ترف، فكيف وهي تدمر دولتهم قيد الإنشاء؟
... وهي حروب تكاد الهزيمة فيها أن تكون أشرف من النصر، في أي حال!

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان  والحرب الظالمة لبنان  والحرب الظالمة



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib