مصر خناقة لا نهائية

مصر خناقة لا نهائية

المغرب اليوم -

مصر خناقة لا نهائية

عماد الدين أديب

هل التعريف الحقيقى للعمر أو للحياة عندنا هو أن الحياة هى مشاجرة طويلة ممتدة تبدأ من الميلاد حتى الوفاة؟

هل خلقنا الله سبحانه وتعالى كى نتشاجر ونتشاحن وندمر بعضنا البعض، أم أن حكمة الخلق والخالق هى أننا خُلقنا كى نتعاون على البر والتقوى؟

وحينما قال الله فى كتابه الكريم: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» فإن الرسالة الإلهية والأمر السماوى هو «أن نفهم ونتفاهم مع بعضنا البعض بهدف التقارب والتعاون لإعمار هذه الأرض».

قد يبدو ما أقوله اليوم لدى الكثيرين كلاماً ساذجاً، رومانسياً، طوباوياً بعيداً عن الواقعية، ويميل إلى «استكانة الدراويش».

والقوة الحقيقية هى قوة الحجة والمنطق وليس بقدر علوّ الصوت وارتفاع الحناجر.

هذا المنطق الذى أتحدث عنه ليس هو الأكثر شعبوية فى عالم اليوم الذى تسوده حالة صراع عدمى وجدل عبثى لن يوصل أحداً إلى أى فائدة ولا إلى أى مكافأة إنسانية شريفة.

ماذا يحدث إذا قررنا جميعاً أن ندمر بعضنا البعض؟ ماذا يحدث إذا أثبتنا جميعاً أننا أسوأ من بعضنا البعض؟

إننا منذ سنوات نعيش حالة من الهياج الفكرى والغليان النفسى التى تحولت إلى طاقة تدميرية تسعى إلى قتل الأخضر واليابس على أرض هذا الوطن المسكين.

ما هى البطولة فى أن يصل هذا المجتمع إلى حالة من الرغبة فى الانتحار الجماعى؟

لدينا طاقة عظيمة، وموارد هائلة، كلها مسخّرة لإثبات فساد وأخطاء الخصوم والأعداء، بدلاً من أن أبذل هذه الطاقة فى نصح الغير وتطوير الآخر وإصلاح وتغيير من حولى بالتسامح والموعظة الحسنة.

يبدو كلامى هذا خارجاً عن الطقس وبعيداً عن «الموضة» السائدة الآن.

لقد أصبح الوطن كله مسرحاً لمشاجرة هزلية تدميرية، والمذهل أننا جميعاً نشارك «بالفرجة» والاستمتاع بهذه الكوميديا السوداء التى قد تتحول قريباً إلى تراجيديا دموية مؤلمة.

سترك يا رب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر خناقة لا نهائية مصر خناقة لا نهائية



GMT 00:10 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

أزمة النووي الإيراني.. أي مسار سنشهد؟‎

GMT 00:06 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

قمة لا غرب فيها

GMT 00:03 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

وميضٌ عربي في بحر الظلمات

GMT 00:00 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

لبنان وخطر العودة إلى العادات القديمة

GMT 23:58 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

«واقعة» صبي المنبر

GMT 23:56 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

«عيد ميلاد سعيد».. أمل جديد!

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 15:02 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا سعيدة بإهداء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لشادية

GMT 01:36 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"لارام" تلغي الخط الجوي الرابط بين الحسيمة والدار البيضاء

GMT 00:59 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

10 نصائح للفوز بفستان زفاف أنيق يوافق المرأة في سن الأربعين

GMT 23:42 2024 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تُصرح أن جائزة جوي أووردز كانت مفاجأة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يفشل في تأجيل سفر النُصيري

GMT 16:35 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ديكورات لحفلات الزفاف الخارجية لصيف 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib