«يا أستاذ أرجوك خليك موضوعى»

«يا أستاذ أرجوك خليك موضوعى»!

المغرب اليوم -

«يا أستاذ أرجوك خليك موضوعى»

عماد الدين أديب


كلما سمعت عبارة «أرجوك يا أستاذ خليك موضوعى» تحسست مسدسى!

وكلما سمعت من بدأ عبارته أو حكمه على أى شىء بعبارة: «ومما لا شك فيه» شعرت بأن هناك عاصفة من الغباء تكاد تقتلعنى من على ظهر الأرض!

لماذا؟ تعالوا نناقش الأمر.

حينما يطلب منك أحد الالتزام بالموضوعية، فهو فى حقيقة الأمر يتهمك بأنك صاحب رأى فاسد، وأنه -بالتالى- هو وحده دون سواه يملك التوكيل الحصرى للحقيقة المجردة على ظهر كوكب الأرض!

«أرجوك خليك موضوعى»، تعنى أن قائلها هو صاحب «العصمة» فى الصواب، بينما أكد لنا تاريخنا الإسلامى، أن محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام هو آخر المعصومين فى هذا الزمن، وأن «كلٌ يؤخذ منه ويرد عليه غير صاحب هذا القبر»، ويقصد به رسول الله عليه الصلاة والسلام.

لا توجد قداسة لشخص، ولكن توجد قداسة للنص الإلهى والذى يتم فيه فهم أسباب التنزيل وفهم فقه الواقع.

أما إذا قيل لك «مما لا شك فيه»، فإن السؤال العظيم الذى يجب أن تطرحه على قائل هذه العبارة: «ما الشىء وما الأمر الذى لا شك فيه»؟!

كل الأمور تبدأ بالشك، وقد تنتهى إلى يقين، أو تستمر إلى شك لا نهائى!

علماء الفلسفة اعتمدوا منهج الشك من أجل الوصول إلى اليقين، والأنبياء والرسل بدأوا الإيمان بالشك فى واقع الكفر الذى كان يحيط بهم، والثوار يبدأون ثورتهم بالشك الناقد لأحوال البلاد والعباد.

لذلك كله تصبح مسألة محاولة مصادرة رأيك مسبقاً، أو حسم أحكام أو آراء لأصحاب النفوذ أو السلطة هى محاولة لفرض حراسة على المنطق، ومحاولة لتأميم العقل، وتعطيل المنهج العلمى للتفكير.

لا يوجد من لديه التوكيل الوحيد للحق أو الحقيقة فى العالم، لذلك يتعين على كل من يحترم عقله أن يقبل بتعدد الرؤى واختلاف وجهات النظر.

علينا أن نرفض دائماً وأبداً الرأى أحادى التعبير، لأنه لم يعد له مكان فى عالم يحترم نفسه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يا أستاذ أرجوك خليك موضوعى» «يا أستاذ أرجوك خليك موضوعى»



GMT 14:22 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان!

GMT 14:21 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

رصاص الحكومة

GMT 14:20 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السوداني وشعار: العراق أولاً

GMT 14:19 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

أحوال الشام في عيون الريحاني

GMT 12:58 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

سوريا في محنة جديدة مفتوحة الأمد

GMT 12:57 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

سلاح وجبال ومتسلقون

GMT 12:55 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

درس السويداء السورية

GMT 12:54 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

أنت وسام أم عبد القادر؟!

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib