الفجور فى الخصومة

الفجور فى الخصومة

المغرب اليوم -

الفجور فى الخصومة

بقلم - عماد الدين أديب

إذا أردت أن تعرف حقيقة سلوك أى إنسان لا تزن أفعاله وتصرفاته عند مراحل الصفاء والوئام والوفاق بينك وبينه ولكن يمكن تقييم ذلك فى حال الخلاف بينكما.

ومن أكثر الأمور التى نهى عنها سيد الخلق (عليه أفضل الصلاة والسلام) الفجور فى الخصومة بين الناس على أساس أن «الدين المعاملة» وهو واحد من الأحاديث النبوية الجامعة البليغة التى تشرح جوهر الدين فى كلمتين لا ثالثة لهما.

ومن عيوبنا الكبرى فى العالم العربى مسألة الفجور فى الخصومة وقدرتنا المذهلة على الانتقال الحاد من حالة الحب والوله والتقديس إلى حالة التحقير والسب القذف فى الشخص ذاته فى ثوانٍ معدودات.

بهذا المنطق يصبح الزعيم الملهم الخالد هو الرجل الخائن الفاسد، ويتحول حزب الجماهير إلى حزب الفساد وبيع الضمائر، ويتحول الاقتصاد الوطنى الذى يسعى لرعاية الفقراء والكادحين إلى اقتصاد الأقلية التى سرقت خيرات الشعب.

وقائمة التحولات فى حكم الرأى العام على الغير مذهلة ومخيفة وغير موضوعية بالمرة.

نحن نحكم على الشخص وليس الموضوع، ونحتكم للهوى والمزاج وليس للعقل والمنطق.

لا توجد لدينا مرجعية موحدة للحكم على الأشياء والأشخاص.

والآن، نكتشف ونحن نتابع خلاف دول الخليج ومصر مع قطر ذلك التقلب المذهل فى وسائل التواصل والأدوات الإعلامية التابعة للدوحة فى الآونة الأخيرة.

ففى الأسابيع الأخيرة اكتشفت الدوحة أن دولة الإمارات راعية للإرهاب، وأنها تقوم بتعذيب اليمنيين، وأنها ضد حقوق الإنسان، وأنها على علاقة مشبوهة بواشنطن.

واكتشفت الدوحة مؤخراً أن التغيير الذى تم فى السعودية بتولية الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد هو انقلاب قصر.

واكتشفت الدوحة أن الرياض عاصمة دولة راعية للإرهاب.

واكتشفت الدوحة أن مملكة البحرين تضطهد مواطنيها الشيعة وأن نظامها ضد حقوق الإنسان.

واكتشفت الدوحة أن المصريين يكرهون رئيسهم وأنه يحكمهم بالحديد والنار وأن الشعب ينتظر الثورة، وأن أرض جزيرة الوراق هى مشروع استثمارى.

وقد يقول قائل: «وأنتم أيضاً هاجمتم قطر وتقولون عليها الكثير».

يا سيدى.. نحن لم نقل ذلك الآن ولكن وضعناه فى وثائق مكتوبة ورسمية منذ عامى 2013 و2014 وصارحنا بها الجانب القطرى الذى أقر بها بدليل أن أمير قطر وقع عليها وتعهد بالالتزام ببنودها لكنه للأسف لم يلتزم.

حال العرب شىء محزن للغاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفجور فى الخصومة الفجور فى الخصومة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 06:01 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

النجمة غادة عبد الرازق تنشر صورة تكشف إصابتها في قدمها

GMT 10:17 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 4

GMT 00:32 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

عموتة ينفي صلته بقرار إبعاد المياغري عن فريق الوداد

GMT 12:16 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عروض الأفلام القصيرة والسينمائية تتهاوى على بركان الغلا

GMT 03:49 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

فاطمة سعيدان تكشف أن "عنف" استمرار لتقديم المسرح السياسي

GMT 07:51 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

Red Magic تطلق حاسوبها المحمول للألعاب Titan 16 Pro

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

نوال الزغبي بإطلالات مُميزة بالأزياء القصيرة

GMT 18:01 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib