مصباح علاء الدين الأمريكى

مصباح علاء الدين الأمريكى

المغرب اليوم -

مصباح علاء الدين الأمريكى

عماد الدين أديب

على مسارح «برودواى» الشهيرة بمدينة نيويورك، تعرض مسرحية «علاء الدين»، وهى عمل درامى موسيقى مقتبس من قصة علاء الدين والمصباح السحرى.

واستطاعت هذه المسرحية أن تحصد جوائز كبرى وتحقق أرباحاً قياسية فى تاريخ المسرح الأمريكى.

أهم ما فى العمل ليس جانبه التجارى، لكن الرؤية البسيطة والعميقة فى آن واحد التى تناول بها مؤلف العمل هذه القصة، التى يعرفها معظم سكان كوكب الأرض منذ عشرات السنين.

المسرحية تتحدث عن الشاب الصعلوك الفقير البائس «علاء الدين»، الذى يقع فى غرام الأميرة «ياسمين»، ويسعده القدر بأن يعثر على المصباح السحرى الذى يخرج منه عفريت يعرض عليه تحقيق 3 أمنيات فقط، مقابل أنه أخرجه من المصباح.

لكن فى قصر الأميرة ياسمين توجد دسائس كبرى يتزعمها الساحر الشرير «جعفر» الذى يسعى للزواج من الأميرة، حتى يستولى على الحكم، لذلك يحاول إزاحة أى عريس محتمل لها.

وفى حوار بين الساحر وتابعه «ياجو»، يشكو الساحر من كثرة من تقدموا للأميرة، لحظتها يقول له «ياجو»: «اقتلهم»، ويرد الساحر: «وماذا لو تقدم كل شباب البلاد للأميرة؟»، فيرد التابع: «اقتلهم جميعاً».

وفى حقيقة الأمر، فإن التاريخ أثبت أن قتل الناس جميعاً غير ممكن، وهو أمر لا يحل الأمور، بل يجعلها أكثر تعقيداً.

هولاكو حاول قتل كل معارضيه ولم ينجح. ومحمد على قتل المماليك فى القلعة، لكن استمرت المعارضة للأسرة العلوية، و«هتلر» وضع يهود أوروبا فى الأفران الحارقة بالملايين وبعدها قامت دولة إسرائيل، و«ستالين» قتل 30 مليوناً، ولم يؤد ذلك إلى استمرار ونجاح الشيوعية!

وصدام حسين حاول قتل الشيعة جميعاً، والآن هم يحكمون العراق، وآية الله الخمينى أعدم نصف مليون فى العام الأول من حكمه ولم يستقر حكم آيات الله.

«اقتلهم جميعاً» ليس حلاً، بل بداية لدائرة من الدماء لا تنتهى!

الثورة الفرنسية قامت من أجل الحرية والإخاء والمساواة، فأعدمت كل النبلاء وكل أنصار الملكية، وبعدها بسنوات جاءت بنابليون إمبراطوراً مستبداً.

أعظم ما فى مسرحية «علاء الدين» أنه قرر ألا يستفيد من الأمنية الثالثة التى وفرها له العفريت كى يخدع الأميرة ويقنعها بأن الصعلوك أصبح أميراً.

بطل المسرحية واجه الأميرة بحقيقته، وقرر أن يكون تحقيق الأمنية الأخيرة لدى العفريت هو أنه يطلق سراحه إلى الأبد من سجن المصباح!

وهكذا يتطهر البطل بالحقيقة وبالحرية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصباح علاء الدين الأمريكى مصباح علاء الدين الأمريكى



GMT 00:10 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

أزمة النووي الإيراني.. أي مسار سنشهد؟‎

GMT 00:06 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

قمة لا غرب فيها

GMT 00:03 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

وميضٌ عربي في بحر الظلمات

GMT 00:00 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

لبنان وخطر العودة إلى العادات القديمة

GMT 23:58 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

«واقعة» صبي المنبر

GMT 23:56 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

«عيد ميلاد سعيد».. أمل جديد!

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 23:08 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"ماريما" اختيارك الأفضل لقضاء شهر عسل لن تنساه

GMT 05:49 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

امضي شهر عسل رومانسي ومميز في أفخم فنادق باريس

GMT 17:55 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

افتتاح مصنع لزجاج السيارات في القنيطرة في 2019

GMT 08:37 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فرصة لقضاء شهر عسل لا يُنسى في كوستاريكا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib