عودة الصراع الدولي إلى العراق

عودة الصراع الدولي إلى العراق

المغرب اليوم -

عودة الصراع الدولي إلى العراق

بقلم : عبد الرحمن الراشد

مرات كرر الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب انتقاداته لسلفه الرئيس باراك أوباما، أنه ترك العراق لقمة سائغة للإيرانيين، وبدد جهد ثلاثة تريليونات دولار أنفقتها الولايات المتحدة لبناء عراق حليف.

وبدل أن ترسل السلطات الإيرانية لترمب رسائل طمأنة بعثت بتهديدات غير مباشرة؛ واحدة من ميليشياتها الكثيرة في العراق، حركة النجباء، أوعزت لها بإطلاق صواريخ في استعراض قوتها، وهي واحدة من الميليشيات المجهزة للاعتداء على الجيران، مثلما تستخدم إيران في اليمن الجماعة الحوثية بقصف السعودية بصواريخ من تمويلها.
خطر إيران في العراق الأكبر ليس على دول الخليج بل أولاً على العراقيين، ثم على دول المنطقة.

إيران هدفها الرئيسي الاستيلاء على العراق، ثاني أغنى دولة في المنطقة، لتمويل حاجاتها الاقتصادية والعسكرية. وقد قامت خلال السنوات الست الماضية بتحويله إلى قاعدة عسكرية إيرانية، تشن منها حروبها في سوريا وتهدد الكويت والسعودية والأردن. وتفاخر قيادة الحرس الثوري الإيراني بأنها لم تكلف الخزينة الإيرانية أي مبالغ على نشاطاتها العسكرية الخارجية في سوريا والعراق، لأنها تعتمد على الخزينة العراقية التي أصبحت محفظتها المالية وتحت سيطرة نفوذ الجماعات الموالية لها، بعد أن همشت سلطات رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي.

ولأن عددًا من قيادات إدارة ترمب سبق لهم أن خدموا في العراق، ويعرفون حقيقة دور النظام الإيراني هناك، عبروا في مناسبات ماضية عن غضبهم من سياسة أوباما بسبب أنه تخلى عن العراق لإيران.

ما الذي يمكن أن نتوقعه من إدارة ترمب لمواجهة الإيرانيين في بغداد؟
من المستبعد تمامًا أن ترسل قوات عسكرية إلى هناك لكنها ستتخذ خطوات تضييق مهمة، غالبًا ستعتبر الحكومة العراقية مسؤولة وستضعها أمام خيارات صعبة، ومن المحتمل أن تحيي دور القوى الموالية لها، مثل الأكراد، لموازنة القوى الموالية لإيران. وكذلك ستدعم القوى الوطنية الشيعية والسنية المعارضة للمطالبة بالعودة لمشروع الدولة المدني الذي أهملته إدارة أوباما.

والسؤال ليس ما الذي يمكن أن يفعله ترمب لوقف استيلاء إيران على العراق بل ما الذي يمكن أن تقدمه دول المنطقة لدعم القوى الوطنية هناك. لقد حدثت إخفاقات رهيبة بعد الغزو الأميركي للعراق بعد عام 2003، حيث رفضت دول المنطقة دعوة الإدارة الأميركية للتعاون معها لبناء نظام عراقي وطني. وعندما تركت دول المنطقة، بما فيها الخليجية، العراق، جاءت الفرصة مواتية لإيران فكانت القوة الإقليمية شبه الوحيدة التي عرضت التعاون مع الأميركيين لإدارة العراق الجديد. وفِي نفس الوقت كانت إيران بالتعاون مع نظام الأسد في سوريا تقوم بدعم عمليات ما كانت تسمى بالمقاومة العراقية و«القاعدة» لضرب الوجود العسكري الأميركي وإخراجه من هناك. ونجحت طهران في مشروعها المزدوج بالتعاون والتآمر، خاصة بعد وصول أوباما الذي وجد أن للإيرانيين في العراق من النفوذ ما جعله يختار التفاهم معهم بدلاً من مواجهتهم.

القيادات الأميركية الحالية في البيت الأبيض والدفاع والاستخبارات، التي سبق لها العمل في العراق، تعرف أن إيران كانت وراء الحرب على قواتها في العراق، بما في ذلك «القاعدة»، وتدرك أسلوب إيران في إدارة معاركها باستخدام القوى المحلية، بروكسيز، مثل «حزب الله» في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، وفتح الإسلام في لبنان، وعدد من تنظيمات «القاعدة» في سوريا والعراق، وكذلك الحوثيين في اليمن.

لهذا أعتقد أن المواجهات أصبحت محتملة في العراق، وغيره. وهي نتيجة طبيعية لسياسة أوباما التي سمحت للنظام الإيراني بالتمدد في المنطقة وصار يهدد وجود الدول المعتدلة بما فيها مصر وتركيا والأردن والخليج، ويهدد المصالح الأميركية وكذلك السلم الدولي.

المصدر : الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الصراع الدولي إلى العراق عودة الصراع الدولي إلى العراق



GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib