مسار المصالحة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

مسار المصالحة

المغرب اليوم -

مسار المصالحة

محمد الأشهب

لتحديد الأسباب التي حالت دون توقيع المؤتمر الوطني العام الليبي اتفاق السلام والمصالحة الذي تجاوز الشطر الأكبر من الصعوبات، يتبين أن الرغبة في اضطلاعه بدور مماثل للبرلمان والسلطة المعترف بها دولياً كان وراء تحفظات الشريك الذي ما فتئ يرفع سقف المطالب على نحو سياسي وأمني وعسكري حتى.

غير أن الذهاب إلى المفاوضات الذي استغرقته فكرة تضم أكبر ما يمكن من المكاسب على الأرض فرض نفسه على الأطراف المتناحرة، من دون أن يفلح أي منها في تمثل شروطه كافة. لأن مسار المصالحة توزع بين الهاجس المحلي الذي ينم عن ضجر الليبيين من استمرار الصراعات العبثية التي حولت حياتهم إلى جحيم، وبين الضغوط الإقليمية والدولية التي يؤرقها تغلغل التنظيمات الإرهابية وتهديد منابع النفط وتصدير الأزمة إلى بلدان الجوار، وكذا المخاوف الناشئة جراء استشراء موجة النزوح الجماعي في اتجاه السواحل الجنوبية للبلدان الأوروبية، عبر قوارب الموت التي غذت تجارة الهجرة غير الشرعية.

لا يوازي صبر المجتمع الدولي على الحالة الليبية المنذرة بعواقب وخيمة في حال وصول مساعي الوساطة الليبية إلى الباب المغلق، سوى المنهجية المتأنية للمبعوث الدولي برناردينو ليون الذي ما إن يستميل طرفاً حتى يستشيط خصمه غضباً، ويرفع سقف المطالب. وبعد أن جرب التأثير السياسي والمعنوي المحتمل لاستضافة جولات الحوار متعدد الأطراف والشركاء، من خلال جذب دول الجوار، بخاصة الجزائر ومصر والمغرب، رغبة في إضفاء بعد إقليمي وعربي على مساعيه المتواصلة تحت مظلة الأمم المتحدة، يبدو أن طرح فكرة جنيف، ذات الإيحاء الخاص في مسار مفاوضات دولية أكثر تعقيداً، يراد منه إبعاد أشواط المفاوضات عن الانجذاب لأي حسابات. فالأزمة الليبية وإن كانت محلية بمعايير الخلافات التي استخدمت شتى الوسائل من أجل الحسم من دون جدوى، انتقلت إلى مربع فضفاض، زادته المخاوف جراء «استيطان» تنظيمات إرهابية متطرفة، تعقيداً.

لا يلغي أي من الأطراف فرضية أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يعتبر أفضل مخرج للأزمة، ليس فقط لأنه ينهي حالة التقسيم التي هيمنت على المشهد السياسي والعسكري، من خلال وجود حكومتين وبرلمانين، وأكثر من مصدر لاتخاذ القرارات من وراء الستار، ولكن لأن انبثاق سلطة واحدة بمرجعية شرعية تسمح ببلورة الخطوات المقبلة للفترة الانتقالية، في إمكانه أن يعاود بناء الثقة المفقودة. وكم من مرة لوح المبعوث الدولي برناردينو ليون بالكم الهائل من الانتظارات التي يعول عليها الشارع الليبي. وفي أقرب احتمال أن أصوات الناخبين، بعد إنهاء الأزمة المستعصية ستميل إلى الجانب الذي أبدى المزيد من المرونة في تحقيق المصالحة. ولعل هذا الإحساس ما دفع الأطراف المتناحرة للإعلان عند كل محطة أن الرغبة الصادقة تحذوها في تجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة.

من السابق لأوانه الحديث عن أي مشروع للعزل قبل إبرام اتفاق المصالحة، لأن ذلك يعتبر نوعاً من التعجيز وضرباً من وضع العصي في العجلة. فيما أن الوقائع التي عرفتها دول ما يعرف بالربيع العربي أكدت أن بناء الدولة سابق لهكذا إجراءات يمكن أن تترك لإجراءات قضائية في أبعد تقدير. ويصعب بكل المقاييس الإذعان لمثل هذه الشروط، إلا حين تصبح موضوع اتفاق جماعي تحسم فيه السلطة الشرعية الموحدة. وما لا يستوعبه كثيرون أن مطلب الأمن والاستقرار يعلو على غيره من الإجراءات.

حين يؤكد المبعوث الدولي إلى حوار المصالحة الليبية أن التقدم الكبير الذي أحرز على صعيد التوصل إلى اتفاق، يتطلب مضاعفة الجهود لتضييق فجوة الخلافات، فإن كلامه ينصرف بالدرجة الأولى إلى الطرف الذي لم يضع بصماته على الاتفاق بعد. وهذه المرونة التي تدفع في اتجاه إبقاء الباب نصف موارب مبعثها الحرص على عدم إقصاء أي طرف في التوصل إلى أرضية وفاقية مشتركة، تصبح أساس تسوية دائمة. ففي الملفات العالقة من هذا النوع يتطلب الأمر مزيداً من الوقت وكثيراً من الإرادة المشتركة. ولا داعي لأن يحس الطرف الذي أبرم الاتفاق بأي حرج، إذ من الأفضل استصدار قرار شامل ومتكامل على الاطمئنان إلى أنصاف الحلول.

غير أن الليبيين يريدون حلاً عاجلاً، كما هي دول الجوار والمجتمع الدولي قبل فوات الأوان. فالأزمة وإن كان ظاهرها ليبيا، فإن عمقها أكبر شساعة من الحدود الليبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسار المصالحة مسار المصالحة



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib