ظاهرة عولمة الإرهاب
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

ظاهرة عولمة الإرهاب

المغرب اليوم -

ظاهرة عولمة الإرهاب

محمد الأشهب

ما استطاعه حراك الشارع العربي في إطاحة علامات الاستبداد، من قبيل إلغاء حال الطوارئ، وعودة الجيش إلى ثكناته، وبلورة معالم تعددية خلافات الرأي والانتماء، وما إلى ذلك من الظواهر السلبية، يبدو في طريقه لأن يصبح واقعاً مفروضاً. لم يأت على ظهور الدبابات والانقلابات، بل أملته حرب لا هوادة فيها على الإرهاب.

نقيض الظاهرة يكمن في الحرية وصون حق الحياة والاختلاف وإقامة دولة المؤسسات الديموقراطية، واحترام حقوق وكرامة الإنسان. غير أن سطوة الإرهاب الأعمى الذي يضرب في كل اتجاه، باتت تحتم فرض قبضة حديد، أقله لبناء سياج أمني يحد من الانفلات ويغطي الثغرات التي ينفذ منها الإرهابيون الجدد. وإنه لأمر مثير أن تنفجر كل هذه الأحداث المأساوية بعدما كادت دول وشعوب تطمئن إلى أنها عبرت في اتجاه الضفة الأخرى لما بعد ثورات وانتفاضات.

لا فارق بين السمات المشتركة للأعمال الإرهابية، أكانت تضرب في المنطقة المغاربية أو الخليج أو بعض البلدان الأوروبية والإفريقية. لكن التجربة التونسية تحديداً تطرح تساؤلات جدية حول الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى مفترق الطرق، ومن بينها ضريبة الجوار الجغرافي. وبينما ينزع العالم المتحضر إلى الإفادة من عولمة الاقتصاد والفكر والاختراع والمدى الذي بلغته الثورة التكنولوجية الهائلة، تطل ظاهرة عولمة الإرهاب بوجهها البشع. مؤكدة أن القرية الصغيرة التي تصورها الفكر الإنساني الخلاق اختزالاً لشساعة العوالم والحضارات والأجناس والعقائد، صارت في تجليات مأساوية عنواناً للإرهاب والعنف والانتقام من كل ما هو حضاري وإنساني.

في التداعيات السلبية للجوار أن دولة الكويت الآمنة أصابتها شظايا الحروب المذهبية. كما أن تونس الخضراء ابتليت بوشاح الدم الأحمر الذي يتدفق عبثاً في جوارها الليبي. ولا مناص من أن العدوى في طريقها إلى الانتشار كما الهواء الملوث. والظاهر أن الذين أبدوا المزيد من الانشغال بتدويل الظاهرة الإرهابية وخشية أن تستولي التنظيمات الإرهابية على أسلحة دمار، فاتهم أن العنصر البشري تحول إلى قنابل موقوتة تسلبه إرادة التحكم والعقل.

ليس غريباً أن من نزع عن الطائرات المدنية هويتها وروح اختراعها لتقريب المسافات وتحقيق الألفة بين البشر بمختلف الأجناس واللغات والأديان. وحولها إلى سلاح تدمير لن يتوقف أمام صنواتها من عربات ووسائل النقل التي أصبحت نذير شؤم عبر تفخيخها بآليات الدمار. وحين لا يتأتى لهذه الوسائل أن تكون في متناول اليد، يأتي دور الإنسان الممنطق بالأحزمة الناسفة والمتفجرات لينوب عنها في إلحاق الأذى بالآخرين. أي عجز أكثر من هذا يهوي على قيم الوجود الإنساني في لحظة متهورة منفلتة عن كينونة الإنسان الذي ينشد المحبة والإعمار ومهمة الاستخلاف على الأرض.

الإرهاب كان منذ القدم، إذ يحفل التاريخ بنماذج يغيب عنها العقل وتسود الغرائز ومنطق التصفيات، وفي العالم العربي تحديداً سبق موجة ما يعرف بالربيع العربي، وكثيراً ما كان يستهدف رمزيات حضارية وسياسية ارتبطت بأدوار مؤثرة في الساحة السياسية، إلا أنه زاد استفحالاً بعد انتكاس تحولات عميقة كان الشارع العربي يعول على أن تجلب الحرية والعدالة الاجتماعية والفرص المتكافئة وبناء مجتمعات منتجة. هل لذلك علاقة بانهيار نظم لم تخلفها أخرى قادرة على الإمساك بزمام الأمور، عبر التداول الديموقراطي، أم أن لإفرازات «الفوضى الخلاقة» تداعيات في شكل انهيار قدرات مقاومة التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية؟

في أي حال لا تعود المياه إلى مجاريها. وما من شك في أن الحماس الدولي الذي يرتفع بريقه وزخمه، كلما كان ضحايا الأحداث الإرهابية في أماكن خارج الرقعة‬ العربية، يلوذ إلى التراخي والفتور إذ تكون ساحاته عربية الانتماء، وإن سقط ضحايا أجانب فقد تداعت بلدان الاتحاد الأوروبي إلى إقرار خطة مواجهة متعددة الواجهة، إجرائياً وقانونياً واقتصادياً وفكرياً. وعندما بدا لبلدان المنظومة ذاتها أن الهجرة غير الشرعية المتنامية في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط تتسع أكثر، تم إقرار خطة مواجهة لا تستثني البعد العسكري. لكن جامعة الدول العربية ومؤسسة القمة العربية لا تتحرك أمام اتساع رقعة الحريق الإرهابي. وإذا كان العالم يتفرج على تمدد دولة «داعش» المصنفة رأس حربة في الظاهرة الإرهابية، فأي شيء يمكن توقعه حين يضرب الإرهاب في شكل انفرادي أو جماعي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة عولمة الإرهاب ظاهرة عولمة الإرهاب



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib