ظاهرة عولمة الإرهاب
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 57 ألف شهيد والأمم المتحدة تحذر من انهيار غذائي شامل إرتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس إلى 82 شخصا واستمرار عمليات البحث والإنقاذ إنتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات فقط من إقالته بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين. الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عمليات واسعة في غزة وتدمير مواقع لحركة حماس شمالاً وجنوباً مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين في هجمات روسية متفرقة على أوكرانيا إلغاء عشرات الرحلات الجوية من وإلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان ضخم في البلاد حركة حماس تصر على تعديلات الاتفاق والمفاوضات مع إسرائيل بلا تقدم في الدوحة انتشار مفاجئ لأعراض هضمية يثير القلق ومخاوف من موجة فيروسية جديدة ضواحي الناظور الحوثيون يعلنون استهداف مطارات وموانئ إسرائيلية ويؤكدون استمرار دعم غزة إرتفاع عدد قتلى الجيش التركي في العراق إلى اثني عشر جندياً بسبب استنشاق غاز الميثان أثناء مهمة عسكرية
أخر الأخبار

ظاهرة عولمة الإرهاب

المغرب اليوم -

ظاهرة عولمة الإرهاب

محمد الأشهب

ما استطاعه حراك الشارع العربي في إطاحة علامات الاستبداد، من قبيل إلغاء حال الطوارئ، وعودة الجيش إلى ثكناته، وبلورة معالم تعددية خلافات الرأي والانتماء، وما إلى ذلك من الظواهر السلبية، يبدو في طريقه لأن يصبح واقعاً مفروضاً. لم يأت على ظهور الدبابات والانقلابات، بل أملته حرب لا هوادة فيها على الإرهاب.

نقيض الظاهرة يكمن في الحرية وصون حق الحياة والاختلاف وإقامة دولة المؤسسات الديموقراطية، واحترام حقوق وكرامة الإنسان. غير أن سطوة الإرهاب الأعمى الذي يضرب في كل اتجاه، باتت تحتم فرض قبضة حديد، أقله لبناء سياج أمني يحد من الانفلات ويغطي الثغرات التي ينفذ منها الإرهابيون الجدد. وإنه لأمر مثير أن تنفجر كل هذه الأحداث المأساوية بعدما كادت دول وشعوب تطمئن إلى أنها عبرت في اتجاه الضفة الأخرى لما بعد ثورات وانتفاضات.

لا فارق بين السمات المشتركة للأعمال الإرهابية، أكانت تضرب في المنطقة المغاربية أو الخليج أو بعض البلدان الأوروبية والإفريقية. لكن التجربة التونسية تحديداً تطرح تساؤلات جدية حول الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى مفترق الطرق، ومن بينها ضريبة الجوار الجغرافي. وبينما ينزع العالم المتحضر إلى الإفادة من عولمة الاقتصاد والفكر والاختراع والمدى الذي بلغته الثورة التكنولوجية الهائلة، تطل ظاهرة عولمة الإرهاب بوجهها البشع. مؤكدة أن القرية الصغيرة التي تصورها الفكر الإنساني الخلاق اختزالاً لشساعة العوالم والحضارات والأجناس والعقائد، صارت في تجليات مأساوية عنواناً للإرهاب والعنف والانتقام من كل ما هو حضاري وإنساني.

في التداعيات السلبية للجوار أن دولة الكويت الآمنة أصابتها شظايا الحروب المذهبية. كما أن تونس الخضراء ابتليت بوشاح الدم الأحمر الذي يتدفق عبثاً في جوارها الليبي. ولا مناص من أن العدوى في طريقها إلى الانتشار كما الهواء الملوث. والظاهر أن الذين أبدوا المزيد من الانشغال بتدويل الظاهرة الإرهابية وخشية أن تستولي التنظيمات الإرهابية على أسلحة دمار، فاتهم أن العنصر البشري تحول إلى قنابل موقوتة تسلبه إرادة التحكم والعقل.

ليس غريباً أن من نزع عن الطائرات المدنية هويتها وروح اختراعها لتقريب المسافات وتحقيق الألفة بين البشر بمختلف الأجناس واللغات والأديان. وحولها إلى سلاح تدمير لن يتوقف أمام صنواتها من عربات ووسائل النقل التي أصبحت نذير شؤم عبر تفخيخها بآليات الدمار. وحين لا يتأتى لهذه الوسائل أن تكون في متناول اليد، يأتي دور الإنسان الممنطق بالأحزمة الناسفة والمتفجرات لينوب عنها في إلحاق الأذى بالآخرين. أي عجز أكثر من هذا يهوي على قيم الوجود الإنساني في لحظة متهورة منفلتة عن كينونة الإنسان الذي ينشد المحبة والإعمار ومهمة الاستخلاف على الأرض.

الإرهاب كان منذ القدم، إذ يحفل التاريخ بنماذج يغيب عنها العقل وتسود الغرائز ومنطق التصفيات، وفي العالم العربي تحديداً سبق موجة ما يعرف بالربيع العربي، وكثيراً ما كان يستهدف رمزيات حضارية وسياسية ارتبطت بأدوار مؤثرة في الساحة السياسية، إلا أنه زاد استفحالاً بعد انتكاس تحولات عميقة كان الشارع العربي يعول على أن تجلب الحرية والعدالة الاجتماعية والفرص المتكافئة وبناء مجتمعات منتجة. هل لذلك علاقة بانهيار نظم لم تخلفها أخرى قادرة على الإمساك بزمام الأمور، عبر التداول الديموقراطي، أم أن لإفرازات «الفوضى الخلاقة» تداعيات في شكل انهيار قدرات مقاومة التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية؟

في أي حال لا تعود المياه إلى مجاريها. وما من شك في أن الحماس الدولي الذي يرتفع بريقه وزخمه، كلما كان ضحايا الأحداث الإرهابية في أماكن خارج الرقعة‬ العربية، يلوذ إلى التراخي والفتور إذ تكون ساحاته عربية الانتماء، وإن سقط ضحايا أجانب فقد تداعت بلدان الاتحاد الأوروبي إلى إقرار خطة مواجهة متعددة الواجهة، إجرائياً وقانونياً واقتصادياً وفكرياً. وعندما بدا لبلدان المنظومة ذاتها أن الهجرة غير الشرعية المتنامية في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط تتسع أكثر، تم إقرار خطة مواجهة لا تستثني البعد العسكري. لكن جامعة الدول العربية ومؤسسة القمة العربية لا تتحرك أمام اتساع رقعة الحريق الإرهابي. وإذا كان العالم يتفرج على تمدد دولة «داعش» المصنفة رأس حربة في الظاهرة الإرهابية، فأي شيء يمكن توقعه حين يضرب الإرهاب في شكل انفرادي أو جماعي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة عولمة الإرهاب ظاهرة عولمة الإرهاب



GMT 14:40 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

جوتا.. وفتيات العنب

GMT 14:39 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

هاآرتس

GMT 14:37 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

أفيقوا أيها النواب!

GMT 15:13 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

وثائق وحقائق

GMT 15:11 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

متى يصمت المحللون والمعلقون؟!

GMT 15:10 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

جنازة جوتا و«إللّي اختشوا ماتوا»

GMT 15:08 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

عن السلم والإذلال والمسؤوليّة الذاتيّة

GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib