طائف ليبيا المتأخر
السلطات الفلبينية تجلي أكثر من مئة وخمسين ألف شخص بسبب اقتراب الإعصار كالماغي زلزال قوي يضرب الساحل الشرقي لإقليم كامتشاتكا الروسي قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال
أخر الأخبار

"طائف" ليبيا المتأخر

المغرب اليوم -

طائف ليبيا المتأخر

محمد الأشهب


ليس مثل المنتجعات الصيفية والشتوية أماكن مفضلة لإدارة المفاوضات بعيداً من الأضواء. ولا يخلو من وجاهة الوصف الذي أطلق على حوار الفرقاء الليبيين في الصخيرات، لدى مقارنته بحوار الطائف الذي قاد الإخوة المتصارعين في لبنان إلى ضفة المصالحة وإنهاء الأزمة.
غير أن الطائف كان بمبادرة عربية أقرتها قمة طارئة، اختارت السعودية والمغرب والجزائر إلى لجنة حكماء سطع عبرها نجم الديبلوماسي الأخضر الإبراهيمي كمفاوض بارع يعرف كيف يتجاوز المطبات والإحباطات عندما تصل الأمور إلى حافة الانهيار والأبواب المغلقة. ومما يحسب للمبادرة أنها لم تنتظر الضوء الأخضر من الأمم المتحدة ولا انتظرت إيفاد مبعوثين دوليين. ففي الجانب المتعلق بالمصالحة بين الفرقاء نزلت الدول العربية بثقلها، يوم كان يحسب لمواقفها بمعيار التأثير المباشر.
على رغم أن عوامل داخلية وإقليمية تضافرت وقتذاك في توجيه دفة أزمة لبنان، بالنظر إلى وجود البلد في عمق وتماس الصراع العربي – الإسرائيلي واستباحة أراضيه كقواعد خلفية معلنة أو متسترة، فإن مبادرة الطائف كشفت وعياً تاريخياً لناحية جذب أطراف الصراع إلى دائرة الوفاق وإنهاء مظاهر الاقتتال. ولم يكن غير العمل العربي المشترك مؤهلاً لاختراق الأزمة وتبديد معالمها.‬
مياه كثيرة جرت تحت الجسور العربية منذ ذلك الوقت إلى اليوم. أشدها وطأة أن مساعي حل الأزمات الأهلية صارت من اختصاص الأمم المتحدة، مع أنها لا تزيد عن تلوين بروفات عربية دخل على خطها قوى إقليمية. فالإيرانيون يحاولون تجاوز سقف الحل الخليجي في اليمن ويتمددون داخل العراق بعد أن عززوا خطواتهم في سورية. وأكثر الدول العربية تأثيراً في الأزمة الليبية لم تحل دون تغلغل تنظيم «داعش». ولا تقتصر التهديدات على المحور الأفقي في مشرق العالم العربي ومغربه، بل تشرئب أعناقها من الجنوب الذي يطوق خصر المجالات الأفريقية، من منطقة الساحل إلى «بوكو حرام».
إن لم يكن من هاجس لفرض الوحدة على الأطراف المتناحرة في ليبيا سوى التصدي للتهديدات الإرهابية التي أصبحت لها عناوين على الأرض في شكل ملاذات معروفة تمارس داخلها طقوسها المنافية لكل الأعراف والقيم، فإن المسؤوليات والانعكاسات تتضاعف. ففي أزمة لبنان التي أنهاها اتفاق الطائف كان الصراع داخلياً بقدر أقل من التمدد الخارجي، أما في الحال الليبية، فيجتمع البعدان المحلي والإقليمي دفعة واحدة، ما يفيد بأن بداية حل الأزمة يساعد في تطويق الظاهرة الإرهابية المقلقة.
لولا أن المخاوف التي تؤرق بلدان الاتحاد الأوروبي والجوار الإقليمي استقرت عند استشعار المنسوب الهائل من المخاطر الإرهابية، لما تحركت أوساط ومساع للبحث في سبل تطويق التهديدات. فقد عانى العراق على امتداد سنوات من التداعيات السلبية للمحاصصة الطائفية واستئثار نزعات مذهبية بالسيطرة على السلطة والثروة، ولم ينبثق التحالف الدولي إلا في ظل تهديدات ما يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية». وما من شك في أن الأوضاع في اليمن ستفرض نفسها على صدارة أجندة الاهتمام، جراء التدهور الأمني الذي يفسح في المجال أمام هيمنة الفوضى والاضطرابات، وأشكال التطرف، فيما الحالة الليبية التي طاولها التدهور منذ فترة لم تقرع أجراس المخاطر إلا في غضون تمدد النزعة الإرهابية.
كيفما كانت خلافات الأطراف المتصارعة، فإنه يصعب تبرير تورط أي منها في غض الطرف عن الممارسات الإرهابية، لأن ذلك يشكل وثيقة إدانة. وكما أن الانخراط في الحرب على الإرهاب أصبح ملزماً للدول والمؤسسات، فإنه لا يعفي الفصائل المتناحرة من الانضمام إلى المجتمع الدولي في سعيه لاجتثاث منابع الإرهاب والتطرف. وأول ما يفرضه الموقف الاتفاق على خطة منهجية وملزمة لنزع السلاح، كونه مصدر كل المتاعب.
في العراق، شَكّل انهيار الجيش العراقي وحلّه منطلق فوضى في انتشار السلاح والتحاق التنظيمات الإرهابية المتطرفة بما تعتبره «جهاداً» ضد الاحتلال. وفي اليمن توزعت ولاءات قطاعات في الجيش والأمن، بما أفقد المؤسسة العسكرية تماسكها، وفي ليبيا تغلغلت حالات الانفلات وتمددت في كل اتجاه، ما يؤكد أن تباعد مواقف الأطراف في أي أزمة لا يستفيد منه إلا التنظيمات الخارجة على القانون.
بين أن يوجه الأطراف بنادقهم في اتجاه العدو المشترك، وبين أن يسددوا الضربات إلى بعضهم بعضاً، تكمن مفارقة الاختيار. وثمة سباق على الأرض بدافع الهيمنة وإغلاق المنافذ لا يوازيه السباق السياسي الذي بدأ متأخراً. لكنه أفضل من ترك الحبل على الغارب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طائف ليبيا المتأخر طائف ليبيا المتأخر



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib