إغراء الشعبوية
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

إغراء الشعبوية!

المغرب اليوم -

إغراء الشعبوية

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

حسن أوريد، كاتب مغربي غير معروف على نطاق واسع في المشرق، لكنه من المفكرين العرب ذوي الإضافة النوعية، من مواليد ستينات القرن الماضي، وهو صوت عقلاني نقدي، صدر له عدد من الكتب، مؤخراً صدر له كتاب بعنوان «إغراء الشعبوية في العالم العربي»، وهو كتاب يسعى للبحث عن سردية جديدة، بعيداً عما عرف من سرديات جامعة، وربما قاتلة في المنطقة العربية، تقريباً منذ الحرب العالمية الأولى، من القومية إلى الإسلاموية.

يكتب: «أضحى العالم العربي بعد سورة (الربيع العربي) وكبوة (الإسلام السياسي) خلواً من أي سردية أو فكرة جامعة كبيرة: وضع سياسي جامد، دول في أتون حروب أهلية (اليمن، سوريا، السودان)، وأخرى فاشلة، مع سياسة طائفية مُعطِّلة (لبنان، العراق)، ودول راكدة، وخطابات هوية قاتلة وزاحفة على المنطق، وبطالة متفشية، وشبيبة ضائعة، وكساد اقتصادي»، ثم يكمل: «ما عدا دول الخليج».

العبارة المفتاحية هنا «ما عدا دول الخليج» وتفسيري ليس لأنها تصدِّر النفط، فهناك عددٌ من الدول العربية تفعل ذلك، فقد تَوفَّر النفط في بلاد عربية أخرى، ولكنها أُصيبت بمتلازمة «الثورية - الشعبوية» و«الإدارة الجاهلة»، فدخلت في دوامة العنف والتفكك من باب واسع، أغراني الكاتب أن اقترح سردية جديدة نابعة من تجربة دول الخليج كما أفهمها، وهي «ديفيولوجيا» Devology (الاعتماد على منهج التنمية من خلال الكفاءة).

لدينا غالبية عربية تتنازع شعوبُها بين الخوف والحرمان، بين التشريد والفشل في أجهزة الدولة، بين القتل والتهجير، لذلك بضاعة هذه الأنظمة الرائجة المعتمدة من الزعماء هي «الشعبوية» من خلال تضخيم الهويات المحلية/ الطائفية والعرقية، وتعدد الأعداء، وتهميش الجماعات المختلفة المشاركة في الوطن، تحت مسميات مختلفة، كثير منها غير عقلاني.

معظم الفكر العربي يشكو من «تداخل الأزمنة» تاريخياً ومجتمعياً، بين التقليد والتجديد، بين العِتاق والحداثة، بين فئات تعيش في رقعة واحدة، ولا تعيش في زمن واحد. تلك سمة اجتماعية - ثقافية متفاقمة، أججت الصراعات الداخلية، كل ما تم توصيفه ظاهر لذوي أهل البصيرة، هو مغيب لدى معظم الجمهور العربي الراسخ في سرديات غمرت العقول في العقود الأخيرة، وبدا فشلها واضحاً.

العالم العربي لم يفقد جاذبيته للعالم، وزيارة رئيس الجمهورية الأميركية، وهي الأكبر والأغنى والأقوى في دول العالم إلى دول الخليج قبل أسابيع، تعني أن العالم يرى أهمية هذه المنطقة، وعودة جاذبيتها، حيث تمثل النموذج الذي يمكن أن يُحتذى، وقد سمعنا الرئيس السوري الذي يرغب أن تكون سوريا كما الخليج.

هناك سردية جديدة في عالمنا العربي يمثلها «النموذج الخليجي»، هي ليست آيديولوجيا، ولكنها إن صحَّ التعبير «ديفيولوجيا» أي طريق تنموي لإنعاش المجتمعات واستدامة التنمية، سماتها التحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد متنوع، في قلبه اقتصاد الخدمات، وإقامة بنية تحتية متينة في الاتصالات والمواصلات والمواني، والاستثمار في الطاقة المتجددة، والتقنية الحديثة، وخلق بيئة أعمال جاذبة، وصناديق سيادية ضخمة، والاستثمار في الإنسان، واللحاق بموكب العلم الحديث.

لا يمكن أن نضرب صفحاً عن «تنوع العالم العربي» من حيث البنية الثقافية، والقوام الحضاري، كما في الوقت نفسه لا يمكن طمس المشتركات مثل اللغة المشتركة والشعور الجمعي، إلا أن سردية الجمع القسري «أمة عربية واحدة»، أو «أمة إسلامية» هي وهم كبير، صدقته بعض النخب، ولا يزال بعضها مصدقاً له، وانصرفت عن أسس بناء الدولة المدنية الحديثة. اليوم أصبح الوقت جاهزاً للجهر بأهمية الوحدات المتجانسة، وطرح سردية جديدة مناسبة للواقع والعصر، يفسرها مصطلح «ديفيولوجيا»، أي اعتماد التنمية منهجاً للاستقرار والتطور.

لعل من أهم الوحدات المتجانسة هو مجلس التعاون الخليجي، الذي يجمع سكانَه كثيرٌ من المشتركات، هنا نجد فعل عاملين يشكلان قاعدةً لها أهميتها، الأول التجانس، والثاني النموذج التنموي، والذي يقدم تجربة فاصلة في التنمية.

الوعي بالمشتركات الجامعة في الخليج يؤهله لأن يكون صاحب سردية جديدة في عالم عربي مضطرب، إلا أن شروط نجاح السردية الجديدة، هي التفكير الجاد والحاسم بأهمية تطوير مجلس التعاون، اقتصادياً وثقافياً وسياسياً، أي تعظيم المشتركات، وتجاوز الصغائر، والمسيرة إن تمت بتلك الثنائية، فإنها تقي هذا الإقليم شرور ما وقعت فيه المكونات الأخرى المجاورة، والتي تشرذمت، رغم ما تملكه أراضيها وما تملكها شعوبها من قوة بشرية وثروة اقتصادية.

المخاطر التي قد تعترض مسيرةً ناجحةً لمجلس التعاون أيضاً معروفة، وبعضها من أمثال تضخيم الخصوصية والهوية المحلية. فالانخراط في التجربة الكونية، يتطلب تخفيض العوائق الخصوصية، والسعي الحثيث للقضاء على الفساد، وتقديم خدمات نوعية للجميع، مواطنين ومقيمين، وتجويد نوعية التعليم، وليس فقط كميته، وسياسة خارجية شبه موحدة ومتوازنة مع الجوار وما بعد الجوار، وأيضاً سياسة سخية للاستثمار في الدول التي تعاني من خلل اقتصادي، مع وجود فرص كبيرة للتطور الاقتصادي فيها، لأن الانقسام العربي بين بحبوحة وفقر، خاصة في الدول المتجاورة، هو جذر حقيقي للاضطراب، وإغراء الشعبوية.

آخر الكلام: يقدم مصطلح «ديفيولوجيا» هنا، بوصفه سرديةً بديلةً للسرديات الوهمية، فهو يمكن أن يكون جامعاً، دون أضرار جانبية، كما هي السرديات الجامعة الأخرى التي ثبت فشلها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إغراء الشعبوية إغراء الشعبوية



GMT 18:30 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

وادي الكنوز

GMT 18:28 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يومٌ مصريٌ للتاريخ

GMT 18:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتغيّر إيران الآيديولوجيّة آيديولوجيّاً؟

GMT 18:16 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

انكسار «الطائفية» وتجدد «الأصولية»

GMT 18:14 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الغد كان أفضل

GMT 17:58 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ولا يبقى الوضع كما هو عليه!

GMT 17:54 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الميثاق الإعلامي العربي الحلم المستحيل!!

GMT 17:50 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نغمة تنال من المتحف

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib