بين العلم واللا علم يموت النّاس
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

بين العلم واللا علم يموت النّاس!

المغرب اليوم -

بين العلم واللا علم يموت النّاس

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

قبل أسابيع طلب السيد حسن نصر الله من أنصاره وعائلاتهم أن يستغنوا عن استخدام التليفونات النقالة، وأشار إليها بتعبير "عملاء"، أي تلك الأجهزة، ولكنه لم يستطع أن يتنبأ بأن الضربة سوف تأتي من مأمنه "البيجر" وأجهزة اللاسلكي! وإن دل ذلك على شيء فعلى الهوة في فهم العالم المعاصر الذي يعتمد على العلم والتقنية، والهندسة الاجتماعية، وليس على إطعام الجماهير كماً هائلاً من الشعارات، وهي هوّة عميقة.

كمٌّ ضخم من التحليل استمعنا إليه في وسائل الإعلام، حول كيف حدث ما حدث في "غزوة البيجر"، كل يوصّف الموضوع من وجهة نظره، وفي الحروب عادة تكون هناك وجهات نظر مختلفة يستطيع أن يتفهمها العاقل ويفرز ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، المهم هنا ليس التحليل النظري لكيف تم الحدث، المهم ما حدث على الأرض من نتائج، وهي أن عدداً كبيراً من مقاتلي "حزب الله" أو مسانديهم تم إعطابهم على حين غرّة، بطريقة لم تكن متوقعة، سوف يتحدث عنها تاريخ الصراعات طويلاً.

المعركة كبيرة، سواء في غزة أم في لبنان، وهي قاسية وقاصمة للظهر. منظر اللبنانيين المطروحين في الشوارع بسبب تفجيرات "البيجر" يذكّرنا أيضاً بأن هناك قطاعاً كاملاً اسمه غزة تم تقريباً محوه وبشره من على الأرض، الحرب هي الحرب، وهي ليست نزهة.

الاقتراب من المشهد يجعلنا نعيد التفكير في عدد من المسلّمات، كان كثيرون قد أشاروا إليها وهي"الانشطار" أو "التفرع الثنائي" في جبهة المواجهة.

ما أمامنا أن هناك دولة اللادولة في لبنان، دولة بلا رأس، وليس من المتوقع أن يكون لها رأس في القريب، دولة أنهكتها مؤسسات ما قبل الدولة التي يشار إليها في بعض الأدبيات على أنها الدويلة التي تُسيّر الدولة.

من الواضح أن المعركة برمّتها غير متكافئة، فحتى موجة التعاضد التي شهدناها في بعض المؤسسات الغربية، وبخاصة في الجامعات مع ضحايا ما يحدث من مجازر في غزة، بدأت تتراجع، وبعضها انتهى إلى لا شيء، كما أن الخسائر على الأرض باهظة، وكل ما هو على الساحة صياح لفظي وترديد شعارات بعضها قريب إلى الشعوذة، السبب أنه ليس هناك توافق وطني، لا في لبنان ولا لدى الفلسطينيين.

مثلاً في لبنان، ليس هناك اتفاق وطني على تحويل لبنان إلى هانوي. شريحة من اللبنانيين ترغب في العيش في دولة لها قدرة على الاهتمام بحياتها واقتصادها، من دون تهديد فريق معين بالسلاح من أجل الإذعان، لقد قُتل في لبنان عدد من الشخصيات بدم بارد، من رفيق الحريري إلى لقمان سليم، وما بينهما من رجال أرادوا أن يصوّبوا مسيرة وطنهم، تلك الاغتيالات وتعطيل الدولة تمثل جرحاً نازفاً في خاصرة الحزب، حتى لو تجاهلها.

وليس من الخفي أن حرب "حزب الله" لم تحرر شبراً من فلسطين. وجوده، كما وجود الميليشيات الأخرى، هو لخدمة مشروع إقليمي لم يعد خافياً على أحد، كما أن العمل العسكري في غزة لم يحقق أي هدف سياسي، رغم التضحيات الضخمة التي كان ضحيتها أبناء غزة وبناتها وأطفالها.

المشهد في الساحة اللبنانية هو نفسه في الساحة الفلسطينية، سمته الانشطار لأن كل فريق متمسك بشعارات ليست لها نتائج إيجابية محتملة. إيران تقوم بالتجهيز والتمويل والتسليح، ولكن التقنية شيء آخر مختلف، والفكر الذي يقود البندقية، كلما كان خرافياً كان بعيداً عن التصويب. من جهة أخرى، كلما خرجت أصوات تنادي بالاقتراب العقلاني من المشهد الملتبس والصراع القائم، انهالت عليها اللعنات، حتى وسائل الإعلام التي تسعى لتقديم الحقائق توصف بأنها عبرية احتقاراً، ليس لها، ولكن للحقيقة.

هناك ثلاثة عوامل معطلة لا يراد الاعتراف بأهميتها في هذه المعركة المستمرة، الأول المجتمعات المتشظية في داخلها، والثاني القوى المقاومة التابعة إلى ما خلف البحار، والثالث افتقاد التفكير العلمي ومنه توطين التقنية المتقدمة، العناصر الثلاثة مفتقدة ومن زمن طويل في ما يعرف بـ"جبهة المقاومة"! فكيف يمكن مواجهة عدو صفوفه الداخلية موحدة وخلفه دول كبرى ويملك التقنية المتقدمة؟

في هذه الأجواء، فإن الخسائر سوف تستمر والنزيف سوف يتوسع والخسائر تدفعها الشعوب، وليس أكثر رعباً من مشاهدة الصور التي صدرت من بيروت وقت هجمة "البيجر" ومن ثم أجهزة الاتصال البينية، صور تقول لمن يريد أن يفهم كم هي عبثية تلك الشعارات، فليس لدى قادتها الحد الأدنى من حماية مناصريهم الذين يأتيهم الموت بغتة!

ليس لدي حل، ولكني على يقين من أن المجتمعات المنشطرة، والمنقسمة على نفسها داخلياً، والتي تؤتمر من الخارج وتفتقر إلى التقنية المتقدمة والقيادة الراشدة، لا تستطيع أن تحقق أي انتصار. لقد قال السيد نصر الله في أحد خطاباته إن أهم خطاب ألقاه في حياته هو الخطاب الذي شتم فيه المملكة العربية السعودية، ذلك التصويب يدل على فقدان الرشادة السياسية، والعمى في اتجاه البوصلة!!

* نقلا عن " النهار"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين العلم واللا علم يموت النّاس بين العلم واللا علم يموت النّاس



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib