السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة
التحول الرقمي بالمغرب يواجه خطر اختراق واسع بعد اكتشاف ثغرة في Forminator إخلاء طائرة تابعة لشركة الطيران "رايان إير" في مايوركا بسبب إنذار كاذب وإصابات طفيفة بين الركاب زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان
أخر الأخبار

السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة

المغرب اليوم -

السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

ربما كان في تعبير "الدولة العميقة" مبالغة، ما نعنيه في العنوان أن كل الشكل الاحتفالي الذي راقبه العالم في مؤتمر الحزب الجمهوري، وأخيراً في مؤتمر الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، مع كل الخطب التي ألقيت، لا يخرج عن كونه منصات دعاية، فالجمهور الأميركي مولع بالشكل والتعبير عن العواطف، ومهتم بالقضايا الداخلية أكثر منه بالقضايا الخارجية، لذلك خلت كل تلك الاحتفاليات من الحديث عن السياسات الخارجية. الأخيرة تمكن متابعتها في الدراسات الجادة الآتية من مراكز التفكير والمجلات المتخصصة.

ليس صدفة أن تنشر مجلة "الشؤون الخارجية" الأميركية في عدد (أيلول/سبتمبر – تشرين الأول/أكتوبر 2024) مجموعة دراسات معمقة عن نجاح السياسة الخارجية الأميركية أو فشلها، المهم ما هي النصائح التي تقدمها لأي من الفريقين الذي سوف يصادفه الحظ في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؟

لفتتني مقالتان مطولتان، الأولى للسيدة كوندوليزا رايس، وهي المسؤولة السابقة عن الأمن الوطني ومن ثم وزيرة خارجية في عصر بوش الابن، عنوان الدراسة هو "أعمدة العزلة: العالم يحتاج أميركا وأميركا تحتاج العالم". أما المقالة الثانية فهي لريتشارد هاس الدبلوماسي السابق ورئيس مجلس العلاقات الخارجية لعقدين حتى العام الماضي، ومؤلف عدد من الكتب في السياسة الخارجية، أشهرها "السياسة الخارجية تبدأ من الداخل"، عنوان مقالته لافت "المشكلة مع الحلفاء: كل يحتاج إلى كتاب لعبة مختلف" (إشارة إلى كتاب "اللعبة" المعروف في كرة القدم الأميركية).

ما سوف أعرضه هنا ليس ملخصاً للمقالتين، ولكن إطلالة على أهم ما ذهبت إليه تلك الأفكار من أجل توضيح الصورة، في كيفية تصور الدولة العميقة الأميركية إن صح التعبير لمسار الشؤون الدولية، والمقالتان نُشرتا في هذا الوقت، ربما من أجل أن تدرسهما الحملتان الجمهورية والديموقراطية.

تبدأ رايس بالقول إن أهم ما يجب تذكره في أوقات الأزمات، هو استعادة كيف تصرفنا في الأزمات السابقة، من بيرل هاربر (الاعتداء الياباني على أرض أميركية في الحرب العالمية الثانية)، إلى ما حدث في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 من اعتداء إرهابي على أرض أميركية. كلا العملين يذكراننا بأن الولايات المتحدة تواجه أعداءً على مستوى الدول وعلى مستوى الجماعات الإرهابية قد تكون أعمالهم غير متوقعة. على مستوى الدول، تأخذ الصين اليوم مكان الاتحاد السوفياتي في مرحلة الحرب البادرة، إلا أن الاختلاف، أن الصين قوة اقتصادية بدأت نهضتها بالاعتماد على التقنية الأميركية ورأس المال الأميركي، والفرق أنه مع الاتحاد السوفياتي، وبخاصة بعد أزمة كوبا في بداية ستينات القرن الماضي أُنشئت قناة اتصال خلفية تستخدم لتقليل الأزمات الكبيرة أو تفاديها، مع الصين هذه القناة غير موجودة، وبالتالي الصدام في بحر الصين ممكن أن يقع من خلال عدد من السيناريوهات المفاجئة، بخاصة أن الصين تراكم الآن كماً من التقنية النووية لم تكن متوافرة لدى الاتحاد السوفياتي.

روسيا ما زالت تشكل تهديداً، ولكن قوتها ليست كبيرة، فقد اعتقدت أنها سوف تحتل العاصمة الأوكرانية في ثلاثة أيام عندما اندلعت الحرب في شباط (فبراير) 2022، لذلك كان جيشها المتقدم مموناً لثلاثة أيام ذخيرة ومعيشة فقط، ولكن تبين بعد أكثر من سنتين، ومع تعاون غربي نشط، أن القوة الروسية التقليدية ليست كفوءة. أما التحالف المحتمل بين روسيا والصين وشمال كوريا والهند، ففيه من الشقوق الكثير. لا تأمن روسيا للصين، ولا الأخيرة لروسيا، لأسباب تاريخية، ولا تتنازل الواحدة للأخرى عن القيادة، أما شمال كوريا فيقودها زعيم نزق، غير ممكن توقع تصرفه، كما أن بين الهند والصين مشكلات لم تُحل، فهذا التحالف لم يتحول إلى صف واحد، كما أن الصين تواجه مشكلة الشيخوخة في سكانها وعدم المساواة بين الجنسين وبيروقراطية حزبية لم تستطع السياسات الاقتصادية الليبرالية التأثير فيها سياسياً.

ما اعتمدته الولايات المتحدة في السنوات الماضية أنها تبنت الغموض الاستراتيجي تجاه الصين واعتمدت المنافسة لا المخاصمة، ولكن ذلك لم يأخذ بالحسبان أن أكبر قوة بحرية اليوم في العالم هي البحرية الصينية ولديها أكبر مخزون نووي، ومع تصاعد تطور الذكاء الاصطناعي الذي يتسارع فيها، فهي تشكل خطراً على المصالح الأميركية. التعاون بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران يشكل تهديداً محتملاً للاستقرار العالمي، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، من هنا تحتاج الولايات المتحدة إلى عقيدة استراتيجية مختلفة وحلفاء أقوياء حتى تتجنب المفاجآت غير السارة.

ريتشارد هاس يأخذ منحى آخر، فيرى أن الولايات المتحدة في سياستها الخارجية استخدمت القوة الناعمة والقوة الصلبة حتى الآن للتأثير على أعدائها وحلفائها، ولكن عليها الآن أن تستخدم قوة المعلومات، فما زالت مؤسساتها البحثية والجامعية هي الأفضل على مستوى العالم، وعليها أن تحتفظ بتفوق المعرفة وعدم تشجيع الشركات الأميركية على تصدير المعرفة حتى لو توافرت أيد رخيصة في الخارج، كما عليها أن تمنع الطلاب الأجانب من دراسة أنواع من التقنية الحديثة إلا إذا تخلوا عن جنسياتهم وأصبحوا أميركيين.

التحدي هو القدرة على الابتكار والقدرة على التوقع اليقظ والاعتماد على عمل استخباري معمق لاكتشاف نيات العدو. العقبات التي تواجه أميركا اليوم مركبة من عاملين: تحدي ثورة وسائل الاتصال التي تنشر معلومات وأخباراً مضللة بكثافة، وفرزها يحتاج إلى منهجية دقيقة، أما العامل الثاني فهو البيروقراطية الأميركية الثقيلة التي تُعوق اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

ما تقدم هو ملخص كثيف للمقالتين، وقارئ النصين يكتشف أن الحيرة التي تواجه مخطط السياسة الخارجية هي بين القوة والربحية، والخلل الذي يمكن أن تخلفه في معادلة الردع، وعدم وجود كتب مختلفة للمشكلات المختلفة والمعقدة التي تواجه متخذ القرار في واشنطن، للأصدقاء والأعداء على حد سواء، وقد كُتب النصان كخريطة طريق للإدارة المقبلة، وإشارة إلى الحيرة التي تعانيها مؤسسات رسم السياسة الخارجية الأميركية في ظل الانقسام الداخلي والوضع الدولي المعقد.

*نقلا عن النهار

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة السياسة الخارجيّة للدّولة العميقة



GMT 20:15 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

زهرة مدنية

GMT 20:14 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

العبودية الرقَمية... وهم ينظرون!

GMT 20:11 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

زمن بين القاهرة وطهران وطرابلس

GMT 20:09 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

كفانا عنترية وعواطف

GMT 20:08 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

قانون الإيجار القديم.. رؤية خبير

GMT 20:06 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

نتنياهو ــ ترمب... صفقة حقيقية أم ماذا؟

GMT 20:03 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

لماذا سكت الشعراء؟!

GMT 00:41 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
المغرب اليوم - أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي

GMT 14:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "ملافسينت" لأنجيلينا جولي يحقق 480 مليون دولار

GMT 18:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

العناية بالشعر الجاف و الهايش فى الصيف

GMT 02:59 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سيرين عبدالنور تكشف عن دورها في "الهيبة - الحصاد"

GMT 21:36 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

وفاة 7 أشخاص في حادث إنقلاب سيارة في إقليم ورزازات

GMT 20:59 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 09:47 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عارضة الأزياء جيجي حديد في إطلالات مثيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib