عُمرة الليبراليين

عُمرة الليبراليين!

المغرب اليوم -

عُمرة الليبراليين

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

الحمد لله عُدت من العمرة بطاقة إيجابية جيدة وإقبال على الحياة، ورغبة فى الهدوء والتسامح وعدم الدخول فى نزاعات أو صراعات زائلة.. وتذكرت هذه الأيام مقالات كتبتها أيام الثورة عن «حج الليبراليين» و«حوار على جسر الجمرات».. قلت فيها إن الحج منحة إلهية.. لا يحج إلا الموعودون.. وليس الذين معهم فلوس.. كنت أؤكد على فكرة أن الحج للموعودين، وكثيرون كان معهم فلوس ولم يتمكنوا من الحج.. بعضهم تقدم لحج القرعة والسياحة والجمعيات، لم يفز فى واحدة منها!

فى مقال «حج الليبراليين» كنت أُجرى حوارًا مع واحد من الناس تأثر بدعايات الإخوان والسلفيين، ويرى أن الليبراليين كفار.. واعتقد صاحبنا أننى أهزر عندما قلت إننى ذاهب إلى الحج فسألنى: إنت بتتكلم جد؟.. قلت: نعم، قال: وهل الليبراليون يحجون؟!

استغربت أنه يسألنى هكذا مع أنه يعرفنى.. قلت: هم مسلمون ويحجون.. ألم أكن أصلى معك؟.. قال: بلى، ولكنه سألنى: ولماذا قلت فى الاستفتاء لا؟.. قلت: علشان مصر.. وكانت أيامًا استغلوا فيها الدين لتمرير مشروعهم لأخونة مصر.. وكان ما كان، وكنا كما تعلمون!

الآن تذكرت الحج وأنا أؤدى العمرة بعد شوق ولهفة، خاصة بعد سنوات الثورة وسنوات الكورونا.. قمت بعمرة خاطفة ليسكن قلبى مرة أخرى، وقد ذهب المتأسلمون ولم نعد نتعرض لموجات التكفير والشيطنة، فالعمرة أيضًا دعوة من الله وإذن بالزيارة.. لا يلزمها تصريح عمرة ولا أى شىء مما يحدث الآن!

أقول إن الليبراليين هم عماد هذه الأمة، يحافظون على الوطن، ويطالبون بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وهذا لا يتعارض مع الدين فى شىء.. هم يؤمنون بالديمقراطية طريقًا إلى الحياة.. وهم يصلون ويصومون ويحجون ويؤمنون بالله.. كان المتأسلمون يقولون إنهم ضد الدين، والحقيقة أنهم يرون أن الدين له مكانه، والسياسة لها مكانها!

الليبراليون أكثر فهمًا للدين.. لأنهم فاهمون مش حافظين، لا تستطيع أن تضحك عليهم.. وقد عشنا زمنًا تستفيد الدولة من الذين يحفظون دون أن يفهموا.. فكرة الاستفادة من الجهل العام.. هذا هو الفرق بين الجهلاء الذين يسلمون بكل شىء، والعقلاء الذين يتحفظون، والعلماء الذين يتشككون ولا يسلمون بأى حجة والسلام!

وأخيرًا، علينا عبء كبير طوال الوقت لنفسر ونشرح، ونصوب الأخطاء فى المعتقدات والمفاهيم، ونصحح لهم الدين الحق، بينما نحن ليبراليون، يتهموننا بأننا ضد الدين، والحقيقة أننا نفهم الدين أفضل من المتأسلمين، ونعرف الله حق المعرفة، ونحض على الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان أيضًا.. وهذا هو الفرق!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عُمرة الليبراليين عُمرة الليبراليين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها

GMT 02:20 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة بالمركز القومي للترجمة حول أعمال نوال السعداوي

GMT 18:34 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

فوائد نبات الحلتيت لصحة الإنسان

GMT 00:18 2014 السبت ,07 حزيران / يونيو

ضروريَّات من أجل عودة السياحة إلى مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib