أمن البحر الأحمر

أمن البحر الأحمر!

المغرب اليوم -

أمن البحر الأحمر

محمد أمين
بقلم - محمد أمين

أمن البحر الأحمر هو عصب الأمن القومى المصرى بالدرجة الأولى، لكنه أيضا مسؤولية عالمية وليس مسؤولية مصر وحدها.. وقد أدرك العالم ذلك، فتحركت الولايات المتحدة وأوروبا لصد الهجمات على السفن المتجهة للبحر الأحمر، وقال مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى إن الاتحاد يسعى لبدء عمل القوة الأوروبية لحفظ الأمن بالبحر الأحمر فى 17 فبراير الحالى!.

وأضاف أن مهمة القوة الأوروبية هى حماية السفن فقط ولن تكون جزءا من الهجمات ضد الحوثيين.. والرسالة كما نرى واضحة جدا وهى حماية السفن لا الهجوم على الحوثيين.. وهى نظرة تتماشى مع السياسة المصرية فى هذا الشأن.. فليس معنى الهجوم على السفن أننا كنا ندخل فى حرب مع الحوثيين على أرض اليمن!.

ولكن لابد من الإشارة إلى أننى لم أكن أعد الهجمات على السفن الأمريكية المتجهة عبر البحر الأحمر وأشعر بالابتهاج، لأنها تتعرض للضرب باعتبارها قوة استعمارية، فكل ذلك كانت مصر تدفع ثمنه وتتأثر به.. حتى أصبحت قناة السويس لا تعمل تقريبا، أو تراجعت فيها الملاحة إلى حد كبير وملحوظ!.

كان على جماعة الحوثى أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ على السفن الأمريكية والأوروبية، وكان لابد أن تفهم أنها ستكون فى مواجهة مع مصر، إذا استمرت فى عملياتها التى تعطل الملاحة فى قناة السويس، وكان على إيران أن تلفت نظر جماعة الحوثى إلى الخطر الذى يهدد المنطقة، نتيجة التصرفات الحمقاء لجماعة الحوثى!.

ربما ابتهج البعض وصفق عندما استهدف الحوثيون السفن المتجهة إلى تل أبيب، فشجعها ذلك على توسيع نطاق الحركة ضد السفن الأمريكية والأوروبية، مما جعلها تتجه لرأس الرجاء الصالح وتتكدس السفن فى البحر، قبل أن تحصل على موافقة الحوثى، وهو وضع شاذ كان لابد من مواجهته، وعدم التصفيق له، لأنهم يقطعون طرق الإمداد بالبضائع ويهددون العالم كله وفى القلب منه مصر!.

ويعد البحر الأحمر من أهم الممرات الدولية نظرا لموقعه بين دول الشرق والغرب ولعبه دورا مهما على مر العصور، ولدوره التجارى الذى جلب أطماع الدول الاستعمارية، لمحاولة السيطرة عليه من جانب الغرب، وزادت أهميته بشكل أكبر بعد اكتشاف نفط الخليج، فتحول أول ممر لهذا النفط إلى أوروبا وأمريكا، كما يعد الشريان الاقتصادى الأبرز الذى تمر عبره حركة التجارة العالمية، سواء من أوروبا وأمريكا إلى آسيا وإفريقيا، أو اليابان والصين والدول الغربية!.

ويعد البحر الأحمر محوريا، من الناحية الجيوسياسية والاستراتيجية، مما يستدعى حمايته والدفاع عنه من هجمات الحوثى أو أى جماعة أخرى فى المستقبل لتأثيره المروع على حركة التجارة العالمية!.

الخلاصة لابد أن تكون لمصر قاعدة بحرية فى منطقة باب المندب ومدخل البحر الأحمر وألا نترك الأمر كله لأوروبا أو أمريكا، باعتبار أن أمن البحر الأحمر مسؤولية دولية، فإن فعلوها اليوم تحت ضغط الحوثى سيأتى يوم تهدأ فيه التهديدات وتتفرغ القوى الدولية لأى أمر آخر يهدد أمن مصر من جديد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمن البحر الأحمر أمن البحر الأحمر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات الموضة يتألقن بإطلالات صيفية منعشة تجمع بين البساطة والأنوثة

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:25 2016 الأربعاء ,18 أيار / مايو

أمير قطر يتسلم رسالة خطية من الرئيس السوداني

GMT 18:16 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

زيت شجرة الشاي لعلاج التهاب باطن العين

GMT 04:56 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حركة النقل الجوي في مطارات المغرب بنسبة 1.79 %

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة "المغانا" تتبرأ من "تيفو" مباراة المغرب والغابون

GMT 22:00 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ناصيف زيتون يحي صيف النجاحات وسط حضور جماهيري حاشد

GMT 19:55 2022 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

هبوط أسعار النفط مع تنامي مخاوف الصين من فيروس كورونا

GMT 15:06 2022 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أرباح "مصرف المغرب" تبلغ 438 مليون درهم

GMT 12:29 2022 السبت ,07 أيار / مايو

أفضل أنواع الهايلايتر لجميع أنواع البشرة

GMT 17:41 2022 السبت ,09 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4,3 درجات في إقليم الدريوْش

GMT 23:50 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

"ناسا" ترصد مليون دولار لمن يحل مشكلة إطعام رواد الفضاء

GMT 20:42 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

مدريد تستعد لأشد تساقط للثلوج منذ عقود

GMT 01:34 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المودل سلمى الشيمي ومصورها

GMT 22:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مُساعد جوسيب بارتوميو يظهر في انتخابات نادي برشلونة المقبلة

GMT 15:54 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز التوقعات لعودة تطبيق الحجر الصحي الكامل في المغرب

GMT 19:12 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أمن طنجة يحقق في اتهامات باغتصاب تلميذ قاصر داخل مدرسة

GMT 23:35 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

فساتين سهرة باللون الأخضر الفاتح

GMT 23:41 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

بلاغ هام من وزارة "أمزازي" بشأن التعليم عن بعد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib