وزير الخارجية السعودي في كييف

وزير الخارجية السعودي في كييف

المغرب اليوم -

وزير الخارجية السعودي في كييف

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

زار الأمير فيصل بن فرحان العاصمة الأوكرانية كييف، كأول وزير خارجية سعودي يزورها منذ 30 عاماً، حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي بمقر الرئاسة هناك، كما التقى مدير مكتبه ووزير خارجيته.

وشهد الأمير فيصل توقيع اتفاقية التعاون ومذكرة التفاهم بين البلدين التي تتضمَّن تعاوناً مشتركاً لتقديم مساعدات إنسانية من السعودية لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار، عن طريق «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، ومذكرة تفاهم لتمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار منحة مقدمة من الحكومة السعودية عبر «الصندوق السعودي للتنمية».
ولا شك أنَّ زيارة الأمير فيصل ليست بالعادية نظراً للظروف والتوقيت، والسؤال هنا: لماذا الآن؟ وما الرسالة؟ وللإجابة عن ذلك، دعونا ننطلق من قصة وصول الوزير إلى كييف، التي روتها إيمان شيخين، مراسلة قناة «الإخبارية» السعودية؛ وهي رواية لها مدلولات، وليست مجرد «فيتشر» صحافي.
قالت المراسلة إنَّ طائرة الأمير فيصل وصلت إلى بولندا، ثم استقل الوزير والوفد المرافق له القطار برحلة استغرقت 10 ساعات للعاصمة. وينطلق هذا القطار «من الحدود البولندية الغربية حاملاً على متنه الوفود الرسمية برئاسة قادة أو مسؤولين إلى داخل أوكرانيا».
وأضافت أنَّ هذا القطار كان عادياً قبل عام، إلا أنَّ الحرب «أكسبته قيمة وصيتاً»، كونه بات «الشريان الوحيد الذي حمل رسائل الغرب إلى كييف»، واستقله الرئيس جو بايدن، والرئيسان البولندي والفرنسي، والمستشار الألماني، ورؤساء حكومات بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.
وقالت مضيفة على متن قطار «وارسو - كييف»، بحسب مراسلة الإخبارية: «لقد نقلنا نحو 300 وفد عبر هذا القطار الدبلوماسي». وهنا القصة، حيث وصل الوزير السعودي إلى كييف بالقطار نفسه الذي نقل قادة المجتمع الدولي لأوكرانيا، وطوال سنة الحرب.
وهذا يعني أن السعودية حضرت في أوكرانيا حضور القادة الغربيين، وليس بشكل استثنائي، وهذا أمر مهم، يعني أن السعودية تمارس دورها القيادي، وتاريخياً، وفق توازنات سياسية تقول إن السعودية طرف دولي مهم في إرساء الاستقرار العالمي.
كما تقول لنا الزيارة إن السعودية تنطلق من مواقف متوازنة ترسخ احترام القوانين الدولية، وعدم الاعتداء على سيادة الدول، ولذلك صوتت السعودية قبل أيام، لصالح قرار الأمم المتحدة الذي نص على وحدة الأراضي الأوكرانية، وانسحاب القوات العسكرية الروسية.
وقبل هذا وذاك، فإن السعودية نفسها هي التي استضافت قمتين العام الماضي؛ الأولى سعودية - أميركية، وقمماً أخرى أميركية - خليجية - عربية، وكذلك قمة سعودية - صينية، وأخرى صينية - خليجية - عربية.
وعليه، فإن زيارة الأمير فيصل بن فرحان هي امتداد للجهود السعودية الدبلوماسية الراسخة بالإغاثة، والاستقرار، وترسيخ السلام، والقيام بدور الطرف الفاعل دولياً، دون أن تستدرج للعبة الاستقطاب السياسي، ولذلك تحظى السعودية أيضاً بعلاقات متوازنة مع الروس.
هذا الموقف السعودي هو ما يخول الرياض الدور والثقل لتكون طرفاً فاعلاً دولياً، ولذا فلا غرابة أن نجد الإشادة الملحوظة بالزيارة، لكن الأهم هنا هو أن هذه الزيارة تذكير مستمر بأن للرياض سيادة وقراراً، وعقلانية سياسية راسخة لا تحتاجها المنطقة وحسب، بل إن المجتمع الدولي بأمس الحاجة لها اليوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير الخارجية السعودي في كييف وزير الخارجية السعودي في كييف



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود

GMT 05:07 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

جافي يكشف عن معاناته البدنية وسبب استبداله
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib