إيران أكبر عدو لنفسها

إيران أكبر عدو لنفسها

المغرب اليوم -

إيران أكبر عدو لنفسها

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

ارتكب النظام الإيراني برده الهزلي على إسرائيل خطأ استراتيجياً مكلفاً لا يمكن معالجته بسهولة، أو قريباً؛ حيث أطلقت طهران نحو الثلاثمائة مسيّرة، وبعضاً من الصواريخ، ومن دون وقوع ضرر يذكر.

خطأ إيران الاستراتيجي أنها حرصت على حماية صورتها الدعائية أكثر من منافعها السياسية، وبالتالي سددت لنفسها ضربة لم يستطع الخصوم تسديدها لها منذ الثورة الخمينية، وحتى لحظة الرد الإيراني الهزلي الأخير.

الرد الإيراني على قتل إسرائيل نائب «فيلق القدس»، وخمسة آخرين، في القنصلية الإيرانية بدمشق، أثبت للعالم أن إيران دولة شريرة لا يمكن الوثوق بها، وقبل حصولها على السلاح النووي، فكيف إذا حصلت عليه؟! وما أثبت ذلك هو النظام نفسه وليس الخصوم.

ما فعلته طهران كان تهوراً، وضد كل ما كان يروج عن الصبر الاستراتيجي، ونسج السجاد، الذي يعني أن بمقدور السياسي الإيراني الصبر سنوات، وعدم استعجال النتائج، بل إن الرد الهزيل أظهر أن درجة القلق الإيرانية مرتفعة، رغم ارتفاع معدل سن صناع القرار هناك.

وتهور المسن خطر، سياسياً، وقيل: «احذر من المسن الذي في عجلة من أمره»، وسياسياً يعني ذلك أن المسن لم يعد يثق بالمؤسسات والمشروع، ويريد سرعة الإنجاز وتلميع صورة النظام على حساب الأهداف الاستراتيجية.

إيران أثبتت أنها دولة مشاغبة وعدوة لنفسها، ومن دون جهد يذكر من إسرائيل ودول المنطقة، وأسقطت حجج كل المدافعين عنها في الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة، وهو ما يعرف باللوبي الإيراني، وباتت على أجندة الانتخابات الرئاسية الأميركية بشكل حقيقي.

وها هو ذا الكونغرس الأميركي ينتفض لحماية إسرائيل التي رفعت عنها إيران، بردها الهزلي، الحرج حول الحرب في غزة، التي لم تعد موضوع الساعة، ولا الموضوع الأساس، وذكّرت إيران بنفسها أنها الخطر الحقيقي بالمنطقة، على السلام والاستقرار.

إيران، وبردها الهزلي، أثبتت أن الدفاع المشترك في المنطقة قابل للتنفيذ، وحتمي، ويكفي التذكير أن جلّ المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل تم التصدي لتسعة وتسعين في المائة منها، وجلها خارج إسرائيل، وبعضها في العراق، منطقة النفوذ الإيراني!

ورد إيران الهزلي ذكّر كل المنطقة بأنها دولة لا يمكن الوثوق بها وهي غير نووية، فكيف سيكون الحال مع إيران النووية؟ والقصة لا تقف عند دول المنطقة فقط، أو الغرب والولايات المتحدة.

الصين الآن تدعو لضبط النفس، ومثلها الروس، لأنه لا طرف دولي يتحمل تعطيل الملاحة البحرية، وإشعال حرب ضخمة في الشرق الأوسط وبأسلحة بدائية، وعقلية سياسية عاجزة عن فهم العواقب.

كما ارتكبت إيران أيضاً خطأ استراتيجياً، حين اتضح أن ردها الهزلي كان بسبب مقتل نائب «فيلق القدس»، وليس دفاعاً عن غزة، أو «حماس»، ما يقول لأبناء المنطقة إن الإيراني أهم بالنسبة لطهران من القضية الفلسطينية.

كل ما سبق يقول لنا إن إيران ارتكبت خطأ استراتيجياً ما قبله شيء، وما بعده شيء آخر، وعواقبه كبيرة جداً، حيث ذكّر المنطقة بضرورة السعي لإنجاز السلام، واتفاقيات الدفاع، وأن «إيران نووية» هو خطأ قاتل سيدفع العالم أجمع ثمن القبول به.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران أكبر عدو لنفسها إيران أكبر عدو لنفسها



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود

GMT 05:07 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

جافي يكشف عن معاناته البدنية وسبب استبداله
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib