«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 16

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (16)

المغرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 16

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

أمير المؤمنين (المأمون) هو: سابع خلفاء العباسيين، شهد عصره ازدهاراً بالنهضة العلمية والفكرية –ومن مواقفه العاطفيّة:
أنه كان مشغوفاً بحب جارية يقال لها نسيم، وكانت ذات عقل وأدب وفضل وكمال، وكان لا يفارقها في الحضر ولا في السفر، ثم بعد ذلك مال إلى جارية أخرى أحسن منها، وأعرض عنها، فاغتمّت ولم تجد حيلة في استعطافه، غير أن لها جارية رومية أحسن منها في العقل والأدب، فاتفق أن المأمون حصل له بعض ضعف، ففصد، فحصل له الشفاء، فأهدت إليه نسيم الجارية المذكورة، ومعها جام بلّور، وغطّته بمنديل ديبقي مكتوب عليه بالذهب هذه الأبيات:

فصدت عرقاً تبتغي صحة/ ألبسك الله به العافية
فاشرب بهذا الجام يا سيدي/ مستمتعاً بهذه الجارية
واجعل لمن أهداكها زورة/ تحظى بها في الليلة الثانية

فأعجب المأمون ما رأى من الجام والجارية، وفي هذه الليلة، رضي عن نسيم وواصلها.
أما الثانية: فهي (حمنه الهاشمي)، لها من الأموال ما لا يسعها ديوان ولا تأكلها نيران، وكانت تحب المأمون على البُعد، وأرادت أن (تجيب خبره) –فما كان منها إلاّ أن (تستعين بصديق) فكاهي يقال له (يحيى بن أكثم)، وطلبت منه أن يدعو المأمون باسمها إلى بستانها، وهذا ما حصل:
وكانت قد زيّنته بأحسن ما تقدر عليه، واتخذت فيه أنواع الطيور من الفاخت والقمري والطواويس والهزار والتي كانت تغنّي وتغرّد من رؤوس الأشجار، وقد كانت زيّنت مائة جارية بطرر وشعور وخدود ومباسم ساطعات الأنوار، وعليهن من ألوان الثياب ما يعجز عنه الوصف، وفي وسطهن مناطق الذهب الأحمر، وتقدمت إليهن وقالت لهن: إذا رأيتنّ المأمون ويحيى، تَعادين ما بين الأشجار. وفعلن ما كانت أمرتهن، فتضاعف السرور على المأمون، وأُعجب بذلك عجباً شديداً، ثم قال ليحيى: هذا هو الصيد، فردَّ عليه يحيى: يا ليت معي كلباً. فقال له المأمون وهو يمزح ويضحك: أنا كلبك. فركض يحيى خلفهن واصطاد خمس جوارٍ، كل واحدة منهن تقول للقمر: (قوم وأنا أجلس بدالك)، وعندما شاهد إعجاب المأمون بهن، وعرف أن (السنارة ستغمز) استغلها فرصة، وقال: والله يا أمير المؤمنين، كل هؤلاء بكوم، وصاحبة البستان (حمينه) بكوم آخر، وأخذ يحثه على أن يتزوجها، فوافق. وما إن علمت حمنه بذلك حتى أمرت ليحيى بعشرة آلاف دينار، مع البستان.
ورجع المأمون إلى قصره، وزُفَّت إليه في تلك الليلة، وهي التي حملت له بابنه العباس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 16 «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 16



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib