معللتي بالوصل والموت دونه

معللتي بالوصل والموت دونه

المغرب اليوم -

معللتي بالوصل والموت دونه

مشعل السديري
مشعل السديري

سبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.

ومقالي اليوم كله عن (الحق) – الذي هو (الموت) -

والذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع غير الشائق، هو مشاهدتي لمقابلة مقدم البرامج التلفزيونية (طوني خليفة) مع الزعيم الفلسطيني المرحوم (صائب عريقات)، الذي يؤكد أنه مات وتوقف قلبه ثلاث دقائق كاملة قبل أن يعود للحياة، وأنه شاهد خلال ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من أهوال، ولما حاول المحاور أن يحكي له عنها، رفض ذلك باعتبارها من الأسرار، عموماً لا أريد أن أكذب السيد عريقات، وبطبيعة الحال لا أريد أن أصدقه.

فهذا شاب هندي اسمه (محمد فرقان) تعرض إلى حادث خطير ففقد وعيه، وبعد محاولات الأطباء عدة ساعات أعلنوا وفاته، وقبل دفنه لمح أحدهم تحرك أصابعه، ونقلوه للمستشفى.
وما هي إلا فترة حتى بدأ يرفس كالحصان، وهو الآن من أفضل لاعبي (الكريكت) في الهند، وعندما سألوه ماذا شاهدت خلال موتك؟! قال لا شيء مجرد سكون مطبق تمنيت ألا يتوقف، وأصبحت بعدها لا أخاف من الموت إطلاقاً، بل إنني أتمناه اليوم قبل باكر.

وأختم لكم بهذا الموقف الذي أعتبره (زبدة الكلام)، وهو يتعلق بمن يحلمون لا شعورياً (بهادم اللذات) – الذي هو الموت ما غيره -، ويحلمون به في مناماتهم.
وقرأت عن مقابلة للصديق الفنان (محمد عبده) قال فيها: سبق لي أن حلمت بموتي، وكنت وقتها أشعر بالفرح والسعادة، وعندما كفنوني أخذت أبكي، ووصف هذه الحالة بأنها مجرد تهيئة لنفسه للموت.

وعلق على هذا الكلام أعداد كبيرة، غير أن أكثر ما أعجبني فيها تعليق لامرأة ترمز لاسمها بـ(hima) قالت فيه: الله يعطيك الصحة والعافية وطول العمر، أيها الإنسان الطيب المتواضع الجميل في كل الأوصاف – انتهى

واستطعت أنا بطريقتي الخاصة، أن أقتطع أبيات شعر في أغنياته تعرض فيها (أبو عبد الرحمن) للموت، منها بدون ترتيب: (والموت لي صارت الفرقا على كل حالي)، (واشا اموت ولا يعلم بقصتي حد إلا انا)، و(لا ضاعت الفرصة ترا الموت حسرات)، و(اموت وأعرف بس وش جاك مني)، و(أموت في اللبس الخفي المبين)، بل إنه غنى قصيدة أبي فراس الحمداني التي قال فيها: (معللتي بالوصل والموت دونه/ إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر).

وليس معنى ذلك أن الأخ محمد متشائم بل بالعكس، فمن معرفتي الوثيقة به لم أجد هناك إنساناً متفائلاً ومحباً للحياة والناس أكثر منه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معللتي بالوصل والموت دونه معللتي بالوصل والموت دونه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل تهزّ "سوق الجملة" في مدينة تطوان المغربية

GMT 06:41 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الكوكب المراكشي في "قفص الاتِّهام" بسبب مِلفّ السعيدي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib