عالم يتلكَّأ في إعادة رسم خرائطه
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

عالم يتلكَّأ في إعادة رسم خرائطه

المغرب اليوم -

عالم يتلكَّأ في إعادة رسم خرائطه

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

في الأمم المتحدة تتجمَّع 194 دولة. في كلّ سنة تعقد الجمعية العامة، دورةً يلتقي فيها قادةُ العالم، يتحدَّثون عن أمهاتِ القضايا الإقليمية والدولية، ثم ينفضُّ الاجتماع العالمي الكبير، لكنْ كلُّ ما قيل في الخطب القصيرة والطويلة، لا يتحوَّل إلى أفعال، تحرك أو تغير ما يموج في العالم من أزمات سياسية واقتصادية ومناخية. مجلس الأمن بأعضائه الخمسة عشر، هو الأداة التنفيذية لحفظ السلم والأمن الدوليين، لكن القرار في يد الدول الخمس التي تملك حقَّ الفيتو. الخلافات بين الأقوياء الخمسة، كثيراً ما تحوّل هذا المجلس إلى كائن معاق ويعيق.

بعد الحرب العالمية الثانية، انقسم العالم إلى كتلتين رئيسيتين. غربية رأسمالية تقودها الولايات المتحدة، واشتراكية يقودها الاتحاد السوفياتي. ساد سلام مدجّن، فيما عرف بالحرب الباردة، وإن لم تغب الحروب الإقليمية المحدودة. منطقتا الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا، كانتا فوهتي بركان الصراع المسلح. لكن السلاح لم يصمت في مناطق أخرى. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتفكك الكتلة الاشتراكية الشرقية، انفرد الغرب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، بقوة التأثير في الفعل العالمي سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً.

اليوم نشهد عالماً جديداً يتخلق، بقدرات وسرعة غير مسبوقة. لم تغبِ الصراعاتُ الإقليمية، والاضطرابات الشعبية والمشاكل الاقتصادية. الحربُ الروسية في أوكرانيا، ألقت ثقلاً حاراً على سطح العالم، ولا يلوح ضوءٌ لحل قريب. إلى أين ستمضي هذه الحرب التي طالت، ويذكيها دعمٌ عسكريٌّ وسياسيٌّ غربيٌّ أوروبيٌّ أميركيٌّ لأوكرانيا، وتصلّب روسيٌّ يصعّد عنفَه العسكري، وتغيب التنازلات المتبادلة، التي تفتح مسارب السلام. القضية الفلسطينية لم تعد جرحاً عربياً فقط، بل تطورت إلى ناقوس دم يهزّ العالم بأسره. حربُ الإبادة الواسعة التي شنَّتها إسرائيلُ على غزة، دخلت إلى شوارع المدن في كل قارات العالم. المظاهرات التي تدافعت فيها الملايين تضامناً مع الضحايا والجرحى في غزة، وإدانة للدمار الشامل على أرضها، إعلان عن بروز قوة عالمية فاعلة سياسياً وأخلاقياً، فرضت على الحكومات في العديد من دول العالم، تعديل أو تغيير مواقفها تجاه إسرائيل. لقد تضامنتِ الشعوب، مع الشعب الفيتنامي ضد الحرب الأميركية الطويلة عليه، وانعكس ذلك التضامن على الداخل الأميركي ذاته، لكن حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، كان لها ظهيرٌ غير مسبوق، وهو وسائل الإعلام المرئية، التي أدخلت مشاهد تلك الحرب إلى البيوت والضمائر على اتساع الدنيا. القضية الفلسطينية جرح لم يندمل، بل يزداد نزفاً كل ساعة. الاستيطان الإسرائيلي الذي يقضم دون توقفٍ أجزاء من الضفة الغربية، والإصرار الإسرائيلي على رفض قيام دولة فلسطينية، وجنوب لبنان حيث يستبيح الجيش الإسرائيلي أرضَه يومياً. إيران رقعة القلق المتفجر تمدُّ أذرعها العقائدية المسلحة في أماكن مختلفة، تضربها المطارقُ الجويَّة الإسرائيلية والأميركية، يلتف حولها زنّار أسئلة متحركة. ويبقى ما يُسمى الشرق الأوسط، جبالاً من القشّ القابلة للحرق والاحتراق.

حروب أهلية في بقاع مختلفة من العالم، وعواصف إرهابية يذكيها التطرف، ومجاعات يعاني من ويلاتها الملايين. شبابٌ وكهول يغامرون بعبور الصحراء الكبرى، وركوب البحر على قوارب الموت، في هجرات المغامرات الأخيرة، نحو دول تلوح منها أضواءُ الحياة والرفاهية. أفريقيا القارة السمراء الواسعة التي تعيش فوق كنوز من أغلى المعادن، وتتدفق الأنهار فيها، وغابات تجعل من أراضيها جناتٍ خضراء، أرهقتها الانقلاباتُ العسكرية والحروب الأهلية والصراعات القبلية، وزحفتِ المجموعات الإرهابية على مساحاتٍ واسعة فيها. غابتِ التنميةُ والحكمُ الرشيد في عدد من البلدان الأفريقية، وتزاحمتِ الأطماع الخارجية، حتى تحوَّلت إلى حربٍ باردة بين المتدافعين على ما في بطن القارة وفوق أرضها. عالمنا يعيش اليوم حالةَ فقدان توازن عشوائي، تحركه أنانية انتهازية. الدول الأكثر غنى لا تعير اهتماماً بتلك التي يسحقها الفقر والاضطراب. حروب كبيرة وصغيرة، لا تحرك من لهم القدرة على كبح ويلاتها. الحديث عمَّا يعانيه المناخ في العالم، لا يجد خطواتٍ عمليةً تنفيذية، لمواجهة الكوارث التي تهدّد البشر، وما زال الفحمُ الحجري المصدر الخطير للتلوث، يشكل مصدراً أساسياً من مصادر الطاقة، دون الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الدول.

ما أُطلق عليه اسم العالم الثالث، وهو يضمُّ دولاً أفريقية وآسيوية وأميركية لاتينية، يعاني من ويلات الفقر والبطالة وتدني مستوى التعليم، دون أن تمتدَّ له يد المساعدة من القادرين، في العالم الأول والثاني.

هذه القراءةُ للواقع العالمي اليوم، لا تحمل نبرةَ تشاؤم، بقدر ما تحاول طرح أكثرَ من سؤال. هل هناك إمكانية أن تكون هناك مراجعة سياسية عالمية جادة، للخريطة الاقتصادية والسياسية والبيئية لعالمنا اليوم، وتخليق مقاربة مسؤولة، لرتق ما يعانيه العالم من فجوات، لا تهدد السلام العالمي فحسب، بل تهدد الوجود البشري؟ بعد الحرب العالمية الثانية، قدمت الولايات المتحدة الأميركية، مساعدات هائلة لأوروبا عبر مشروع مارشال، الذي حقق نهضة أوروبية شاملة في جميع المجالات. لا ننكر أن هناك عوائق عديدة اليوم، لإطلاق مشروع مماثل على مستوى العالم، لكن يبقى الأمل في أن يفيق الذين ينفقون التريليونات على السلاح، وأن يخصصوا جزءاً منها للتنمية والنهوض في البلدان المحتاجة. التنمية والتطور والتقدم والعلم، هي قوة السلم الحقيقية.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم يتلكَّأ في إعادة رسم خرائطه عالم يتلكَّأ في إعادة رسم خرائطه



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib