قراءة الشهيق
وفاة أيقونة المسرح العراقي إقبال نعيم عن عمر يُناهز 67 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني ‏نتنياهو: هناك حظوظ جيدة للتوصل إلى اتفاق في غزة مراسل القناة 13 العبرية:أكد مسؤولون في فريق التفاوض أن "إسرائيل" ستوافق على تغيير انتشار القوات على محور موراغ في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدمًا ملحوظًا في الطريق إلى اتفاق.*. حركة حماس توافق على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان منظمات دولية تدين خطط كاتس لتهجير الفلسطينيين وتصفها بالمخطط الوحشي ضد التهدئة ارتقاء 39 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم كتائب القسام تعلن تنفيذ عملية شرق خان يونس واستهداف آليات الاحتلال واغتنام سلاح جندي إسرائيل تعلن استلام شحنة جرافات D9 الأميركية بعد الإفراج عنها من إدارة ترامب بعد أن كانت مجمدة خلال الفترة الماضية المغربي غانم سايس مدافع نادي السد القطري يعود إلى التداريب بعد غياب دام لأربعة أشهر بسبب الإصابة نادي بوتافوغو يُعين الإيطالي دافيد أنشيلوتي نجل كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي في منصب المدرب الجديد للفريق.
أخر الأخبار

قراءة الشهيق

المغرب اليوم -

قراءة الشهيق

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

أنا بالحقيقة إنسان، بالصدفة فرنسي» (فولتير)
معرفة القادم هاجس ولد مع الإنسان منذ يومه الأول، فالخوف كان التوأم الصامت والصاعق في الوقت ذاته. ما حول الإنسان ومن حوله، هما القوة التي تحف به دائماً وتعطيه حيوية المبادرة والعمل والإبداع. الطبيعة بما فيها من ظواهر تهب الحياة، وتنذر بغائب قادم مجهول، كانت العدو الذي ما من صداقته بدّ. بعقله ركب الإنسان ظهر المجهول الخطير، وطوعه عنوة واستعبد الطبيعة وسخر كل ما بها لغاياته، وحقق نجاحات لا تتوقف عبر فجاج الزمن الطويل. لكن المجهول القادم بقي الهاجس القوي المخيف الذي ما كان للإنسان قدرة على امتطائه وترويضه. تمكن العلم من قراءة الطقس، وتغيراته القريبة والبعيدة، لكن ما سيكون من فعل البشر للبشر، بقي السر الأكبر. مراكز البحوث، والعلماء والمفكرون، يسهرون على تحليل وتفكيك قضايا الحرب والسلام، وتُعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، للبحث في مختلف القضايا التي تواجه البشر. لكن الضربات الكبيرة والصغيرة، كثيراً ما تكون من أبناء وبنات المجهول.
العوام من الناس لهم أدواتهم الخاصة التي أبدعها تشوقهم لمعرفة الآتي، بل الكثير من الزعماء والأثرياء شاركوهم في ذلك. اكتشف الحذاق قوة ذلك التشوق مبكراً، واخترعوا فنوناً يقولون عبرها للمتشوقين لمعرفة ما هو آت لهم. يجلس الغني والفقير والمتعلم والأمي أمام العرَّاف وهو يخلط أوراق اللعب ليقرأ للحائر القلق غبار الخيال الجميل. عرَّاف آخر يقرأ كف المريد، ويكتب فيه ما حضَّره من سطور الوهم، ويسهب في القول. قارئ الفنجان له فن سحري آخر، إذ ينظر إلى وجه مرتشف القهوة، ليبدأ في دور الطبيب النفساني، وهو يسرح في حلقة الفنجان الذي تتلوى فيه الخطوط الناطقة، وينطلق لسانه بالقول بعد أن يضع الدنيا الآتية كلها في فضاء فنجان صغير.
اليوم في هذا العالم الذي فاض بالعلم، وتعملق فيه الفكر والوعي، وعمَّ التعليم، لا يزال الناس، أو الكثير منهم، بما من فيهم حملة الشهادات العليا، يجلسون بين يدي العرَّافين، بحثاً عن إجابة لأسئلة صامتة في قلوبهم، وحتى في عقولهم.
هل سيأتينا العلم المتدفق، بفن أو تقنية جدية لقراءة ما يخفيه القادم لنا؟ الذكاء الصناعي ينذر أو يبشر بولادة عصر جديد من المعرفة لا نعلم مدى حدودها. قراءة ما في داخل البشر، وقياس نبضات طموحهم وأحلامهم ومخاوفهم، هل سيكون له عرَّافوه العلماء، سحرة حقبة بشرية غير مسبوقة. الشهيق الذي يرشف فيه الإنسان في ثوانٍ قليلة، بأنفه هواء الحياة، مسكوناً بأسرار الوجود وطلاسم البقاء، وعندما يدفع الإنسان بزفيره ما رشفه من شهيق، يتخلق في داخله تكوين يتراكم من تحولات كونية لا تتوقف. كل ما في الإنسان سيكون معروضاً على قراءة يلدها التقدم العلمي المتدفق.
عندما قاد سيغموند فرويد ثورة علمية طبية جديدة، عُرفت بعلم النفس عبر فيها إلى داخل «الأنا» الإنسانية، عند ذلك بدأت رحلة اكتشاف سرية وسحرية لكيان مجهول في داخل الإنسان، فاقت اكتشاف كولومبس للقارة الأميركية.
زراعة الأعضاء، ونقلها من إنسان إلى آخر، قفزة علمية كان أثرها غير محدود في معادلات الحياة. هل سيأتي فيه اليوم الذي يتمكن فيه العلماء من نقل ما في الرؤوس، وزراعته في رؤوس أخرى؟ عالم أو شاعر أو فنان أو باحث، يشرف على الموت أو الخرف، ويوصي بنقل ما خزنه في دماغه عبر سنين طويلة، إلى ابنه أو حفيده أو غيرهما، لم يعد ذلك من المستحيل. ستتغير كثير من المفاهيم، بما فيها مفهوم الثروة. السطو على المخزون العلمي لدى الأشخاص، لا نستبعد أن يكون ممكناً في سنوات مقبلة. في محطة تفتيش إلكترونية مثل المطارات وغيرها، يصير سحب كل ما في رؤوس العلماء والمبدعين ممكناً بنسخها أو أخذها من مالكيها وهم في غفلة يهيمون.
العلم قوة تصير خطراً مرعباً إذا انفلت من عقال الأخلاق والضوابط الإنسانية. منذ أن اخترع العقل البشري السلاح النووي، صارت الحياة البشرية على هاوية ليست لها حافة. في أي لحظة يقفز فيها مجنون إلى هرم القرار الأعلى في دولة تمتلك السلاح النووي، تصبح حياة الناس لا قيمة لها. معادلة الحياة تسكنها القدرات المتناقضة. العلم قوة تسمو بالحياة، لكنها تهدد بتدميرها في الوقت ذاته. المأساة الإنسانية الكبيرة هي أن المرض يعدي والصحة لا تعدي. الشاعر الهندي الكبير طاغور التقى بالدوتشي الإيطالي بينيتو موسوليني الفاشي في روما، وكان بينهما حديث طويل، وتحمس موسوليني لاستقلال الهند عن بريطانيا، وتخلقت بين الاثنين كيمياء مودة، لكن موسوليني لم يتأثر بما سمعه من طاغور عن الحرية والإنسانية والتسامح، بقدر ما اندفع نحو أدولف هتلر، النازي الألماني، وتحالفا في رحلة دم طويلة قتلت الملايين من البشر. المعرفة سلطة كما قال الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، لكن المأساة عندما تكون المعرفة العلمية مصنعاً لقوة تنتج أدرع الهلاك غير المحدود، ويصير الإنسان الفرد، والجماعة البشرية كلها، في مهب المغامرات المريضة.
لا جدال اليوم في أن الطبيعة تعيش حالة هزال يطال كل من يعيش وما يعيش فوق الكرة الأرضية، والفاعل في ذلك هو ما اخترعه واكتشفه العلماء، الذي أصبحت له سلطة مطلقة منفلتة يصعب بل يستحيل كبحها. ما سُمي الذكاء الصناعي، هل سيكون قوة مضافة إلى نزعة الخير وفرحة الحياة وسعادة البشر، أم سيكون طاقة تقتحم أخص الخصوصيات الفردية للناس، وتذكي نوازع سيطرة الأقوياء.
العلم صار قوة تخيف. الطب نجح في فهم الجسد، وتشخيص ما به من مرض، وقدم فرويد علماً دخل إلى وجدان الإنسان، لكن بموافقة مريضه. الآن قد يصبح كل الإنسان مباحاً للآخرين، ما بداخله وخارجه دون أن يدرك ذلك. شهيقك سيقرأه عرَّاف بدلته سوداء وربطة عنقه مزخرفة وهو يبتسم، دون أن تدري.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة الشهيق قراءة الشهيق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 19:41 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

المغربيتان عرافي وعقاوي تتأهلان إلى نصف نهاية سباق 1500متر

GMT 14:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

زكريا العامري يمثل عمان في رالي الإمارات للسيارات

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

فروسينوني الإيطالي يعلن تعيين باروني مديرًا فنيًا للفريق

GMT 22:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شرفات أفيلال تكشف حقيقة قرب توليها رئاسة جامعة مغربية

GMT 06:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

إشاعات عن بوادر علاقة إيجابية بين ترامب وكيم جونغ أون

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 02:16 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

200 مليون سنتيم مداخيل مدرسة الوداد

GMT 05:37 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني شاكر يستعد للإعلان عن أغنية "مصر محتاجانا" الأسبوع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib