عولمة الديمقراطية الأميركية بموسيقى الجاز
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

عولمة الديمقراطية الأميركية بموسيقى الجاز

المغرب اليوم -

عولمة الديمقراطية الأميركية بموسيقى الجاز

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

دمقرطة العالم، النغم الأميركي الأخير. الرئيس جو بايدن وفريقه السياسي، يرفعون شعاراً ساخناً ويلحّون على تصديره إلى الدنيا في أكياس يختلط فيها الحلم بالوهم.
عقد الرئيس مؤتمراً عالمياً انتقائياً هدفه، تعبئة الرأي العام العالمي من أجل نشر النموذج الأميركي السياسي في أنحاء المعمورة. من الواضح أن الرئيس بايدن جعل من اسم حزبه الديمقراطي، وصفة تبشيرية سياسية أرادها أن تعبر أصقاع الدنيا. لا أظن أن السياسيين والمثقفين في العالم قد نسوا ما حدث سنة 1973 في جمهورية تشيلي عندما وصل إلى الرئاسة سلفادور اللندي الاشتراكي في انتخابات شفافة ونزيهة بشهادة القريب والبعيد، وقام مجموعة عسكرية بقيادة الجنرال بينوشيت بانقلاب ضده وقتله قصفاً بالطيران بترتيب من المخابرات الأميركية، وقد اعترف بذلك هنري كيسنجر نفسه وزير الخارجية الأميركية آنذاك. دول كثيرة في أميركا اللاتينية هزّتها انقلابات لم تنكر الولايات المتحدة الأميركية وقوفها خلفها. تلك الانقلابات التي أسقطت أنظمة وصلت إلى سدة الحكم عبر عمليات انتخابية لم يشكك أحد فيها. ما حدث في تشيلي على يد الانقلابي الجنرال بينوشيت من اعتقالات وتعذيب وقتل وتغييب، مأساة مروعة ما زالت تدمي قلوب مئات الآلاف من الشعب التشيلي، الذين فقدوا أحباءهم بفعل بطش المجموعة الانقلابية الدموية.
لو تبنى الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن شعاراً آخر غير الديمقراطية، ربما وجد آذاناً تصغي وأصواتاً تبارك ما يدعو إليه. محاربة الفقر والأمية والمرض هي ما يعاني منه اليوم الملايين من البشر في أكثر من قارة في العالم. ولو قامت الإدارة الأميركية بحملة عالمية بوضع خطة متوسطة وطويلة المدى، لمواجهة ذلك المثلث المرعب الذي يفتك بالبشر، وتعبئة القدرات الدولية المالية والبشرية له، لكانت تلك المبادرة، باباً إنسانياً تصل عبره الولايات المتحدة الأميركية إلى رحاب العقول والقلوب.
للولايات المتحدة الأميركية مواقف لا يمكن نسيانها في التاريخ القريب بإيجابياتها وسلبياتها. حشد القوة الأميركية في الحرب العالمية الثانية لمواجهة النازية والفاشية، ودورها في النصر الإنساني على هاتين القوتين الدمويتين الغاشمتين، سيبقى خالداً في السجل التاريخي الإنساني. ودعمها أوروبا الغربية عبر مشروع مارشال الذي كانت له اليد العليا في إعادة إعمار أوروبا الغربية بعد الدمار الرهيب في الحرب.
لكن تدخلها العنيف في مناطق شتى من العالم من أجل تكريس هيمنتها وما كانت تعدّه مجالها الحيوي، والوقوف في وجه الدومينو الشيوعي كما أسمته، في كوريا وفيتنام، كل ذلك لا يمكن القفز عليه ومن عاصره من البشر ما زالوا على قيد الحياة.
اليوم ترعد الإدارة الأميركية وتزبد وتهدد روسيا بحجة الدفاع عن أمن أوكرانيا، لكن تناسى الساسة الأميركيون موقف دولتهم فيما عرف بأزمة خليج الخنازير عندما نشر الاتحاد السوفياتي صواريخه في جزيرة كوبا وهي الخاصرة الحيوية الحساسة للأمن القومي الأميركي. لقد هدد الرئيس الأميركي آنذاك جون كيندي باستعمال كل الأسلحة ضد تلك الصواريخ السوفياتية التي نُصبت في كوبا. روسيا اليوم، لا يختلف موقفها من وجود حلف الناتو في خاصرتها الأوكرانية، عن ذلك الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية في مطلع الستينات ضد الوجود العسكري السوفياتي في كوبا.
نعم، لا يختلف اِثنان على أن في السياسة هناك الكيل بعشرات الماكاييل وليس بمكيالين فقط، ولكن لكل مكيال معياره وقوته ومكانه وظرفه والأيدي التي تملأه. هناك الكثير مما أنتجته الولايات المتحدة الأميركية واستورده الناس، بل تسابقوا إلى بعضه مثل التعليم والتقنية والأدب والموسيقى والهندسة وغيرها، حتى لبس القرن العشرون الجينز الأميركي واستمع إلى موسيقى الجاز وأغاني ألفيس بريسلي ومايكل جاكسون طواعية وإعجاباً، لكن الأنا السياسي الذي يريد الأميركيون اليوم، صب كيانات العالم فيه وهو الديمقراطية المصنعة في أميركا، فهو أمر مختلف إلى أبعد حد.
الوعاء السياسي لأي أمة، ليس لباساً أو قائمة طعام أو موسيقى.
العولمة بكل تجلياتها، كانت حلقة تطور لم يفرضها طرف على آخر، بل وجد الجميع في كل بقاع العالم، أنهم في رحابها بحكم التطور الذي ساهمت فيه البشرية جمعاء ولا تستطيع دولة أو مجموعة دول أن تدعي أن العولمة من إبداعها أو إنجازها. النظام السياسي لا يمكن عولمته، فذاك ليس موسيقى أو لباساً أو طعاماً، بل هو نتاج تشكل هويات الأمم بما فيها من جيولوجيا إنسانية تاريخية وثقافية ودينية واقتصادية وحتى جغرافية. الديمقراطية الغربية القائمة على التعددية الحزبية والانتخابات الحرة، شكلت حلقة تطور إنسانية مهمة دون شك في ذلك، لكن هذه التجربة تواجه اليوم عشرات الأسئلة الحارقة. موجة الشعبوية التي تشهدها بعض الدول الأوروبية ووصلت إلى عقر دار أميركا ذاتها، ولم تخل من شحنات عنصرية عدوانية. أصوات اليمين المتشدد في بعض هذه الدول تزداد ارتفاعاً واتساعاً، وكل ذلك يرفع الغطاء عن قدسية النموذج الغربي الذي يريد الرئيس الأميركي أن يصدره إلى كل الدنيا، معتبراً إياه الرسالة السياسية التي يبشر بها اصقاع الأرض.
النموذج السياسي الأميركي ذاته، لم ينبت من بذور أميركية، بل كان نتاجاً أوروبياً. توماس جيفرسون أحد أبرز آباء الدستور الأميركي تأثر بنيوتن وجون لوك وزار فرنسا والتقى مرات ومرات عالم الرياضيات الفيلسوف كوندرسيه، وإعجاب جيفرسون ورفاقه بفردريك العظيم ملك بروسيا الفنان والفيلسوف التنويري. كان الدستور الأميركي تجسيداً لفكر ترعرع في أوروبا. موسيقى الجاز التي تهفو إليها قلوب الأميركيين أيضاً كانت إبداعاً مستورداً من أفريقيا. الديمقراطية الأميركية لا يمكن تصديرها مع الهامبورغر ولباس الجينز أو موسيقى الجاز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عولمة الديمقراطية الأميركية بموسيقى الجاز عولمة الديمقراطية الأميركية بموسيقى الجاز



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 19:03 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 17:51 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عالم صيني كشف تسلسل كورونا

GMT 22:18 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

الاعتداء على نزيلة في مستشفى الرازي في برشيد

GMT 08:54 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" منزل زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 19:12 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يخصص 100 مليون يورو لضم نجم لاتسيو

GMT 13:33 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"ناشرون" تصدر رواية "ألف لام ميم" للكاتبة زكية الخضراوي

GMT 05:40 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجان داعشيان يحملان أفكارًا وحشية ضد المجتمع البريطاني

GMT 11:47 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

شهادات تنسج ذكريات ومناقب الإعلامي الراحل عبد الجليل فنجيرو

GMT 07:10 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتراف أب بقتله لابنه الصغير وتقطيع جثته في العرائش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib