خنجر في الخاصرة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

خنجر في الخاصرة

المغرب اليوم -

خنجر في الخاصرة

سوسن الأبطح
بقلم - سوسن الأبطح

ضربة للديمقراطية وحرية التعبير، موافقة مجلس النواب الأميركي، بأغلبية ساحقة، على قرار يساوي بين «معادة الصهيونية» و«معاداة السامية». الأمر ليس مجرد خلط بريء بين مفهومين، لا رابط بينهما، بل هو نتيجة متوقعة، خاصة أن مناصري إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، يتهمون كل من لا يدين حماس بشكل صارم، أو ينتقد إسرائيل، أو حتى يجلي شيئا من حقيقة المذابح التي ترتكبها بحق أبرياء فلسطين، بتهمة «معاداة السامية» في نوع من التخويف والتهديد، وكي لا يتمكن كائن من توجيه تهمة لإسرائيل، فما بالك بمحاكمتها على جرائمها!الصهيونية لها جذور دينية مسيحية، قد تعود إلى القرن السابع عشر؛ حيث ظهرت في الأوساط البروتستانتية المتطرفة، فكرة ضرورة تجميع اليهود في فلسطين، لاستعجال عودة المسيح. وأعيد التقاط خيوط الفكرة في الأوساط اليهودية في القرن التاسع عشر، ردا منهم على المجازر التي تعرضوا لها في عدة دول أوروبية منها إسبانيا وإنجلترا وروسيا، وكان آخرها ألمانيا. مشروع تيودور هرتزل يقضي بأنه لا بد من دولة قومية لليهود، ولسوء حظنا أن القرعة وقعت على فلسطين، وكان ثمة اقتراح حول الأرجنتين وحتى أوغندا.

وبما أننا لسنا من اضطهد اليهود، ولا أحرقناهم فاتهامنا بـ«معاداة السامية» نوع من التبلي السياسي، لأننا لا نعرف عن فحوى هذه العنصرية الغربية المزمنة، سوى ما قرأناه في الكتب. أما «معاداة الصهيوينة» فهو دفع لمشروع استعماري، يقيم بيننا، ينتهج قتل الأبرياء ويمارس الفصل العنصري، بأبشع أشكاله، بشهادة ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا التي وصفت الوضع في غزة بأنه «أسوأ بكثير من الذي عشناه تحت الفصل العنصري».

وبالتالي فإن معركة إسرائيل العالمية، لاستخدام حجة «معاداة السامية» ودمجها بـ«معاداة الصهيونية»، إن نجحت بالفعل، فهي مأساة أوروبية وعالمية ستدفع ثمنها المجتمعات غالياً، لأنها ستحجب أي رواية تختلف عن السردية الإسرائيلية، وتفتح الباب على حروب دينية، وخلط في المفاهيم، وفوضى في الصورة، وزجّ للعالمين في أتون العنصرية، كل هذا لدرء مصطلح واحد يختصر كل المأساة هو: «احتلال»، وضرورة زواله.

فبما أن العداء للسامية هو عداء نسل حام ويافث أي (الشعوب الهندو أوروبية والأفريقية) لسلالة سام، ونحن منها، فلماذا طردنا عنوة حتى من انتمائنا لجدنا الأول؟!

حقاً إنه جدل، لا شك عقيم، والقصد منه بلبلة الأفكار، وشغل العقل عن أصل المشكلة السياسية التي نعيشها اليوم.

«الديمقراطية» الغربية تنتحر وهي تأخذ منحى تصاعدياً، في تكميم الأفواه. منذ غزو العراق عام 2003 كان ملحوظاً أن الرأي العام لا مجال فيه لأي تلاوين، وعلى الجميع، أن يصطف خلف القوات العسكرية التي يجب أن تؤدب صدّام ولو قتلت العراقيين جميعاً، ونهبت الآثار، وحولت بلداً بملايينه الأربعين إلى شعب بلا جيش ولا مؤسسات، أو مقومات. ومع أن الأيام أثبتت زيف كل الادعاءات التي بررت الغزو وعلى رأسها، حيازة العراق أسلحة الدمار الشامل، فإن فضيحة كهذه لم تكن خلاصتها مزيداً من الديمقراطية، بل حرية في التعبير أقل. ولم يعترض أحد على المفردات التبشيرية المسيحية لقائد الحملة يومها الرئيس الأميركي جورج بوش الابن الذي قسم العالم إلى فسطاطين لا ثالث لهما «الخير والشر»، ورأى «أن الإرهابيين يمقتوننا، لأننا نعبد الرب بالطريقة التي نراها مناسبة».

ومع الحرب بين أوكرانيا وروسيا، بدت الموجة الهوجاء أكثر عنفاً، طالت كل ما هو روسي، من رؤوس أموال إلى استثمارات، ومراكز ثقافية، وحتى اضطهاد الموسيقيين، والرسامين والقطط، ومن يجرؤون على تعلم اللغة الروسية من الأوروبيين. تجندت البرامج التلفزيونية للحديث عن هزيمة بوتين المحققة، وتصوير الصراع على أنه بين الحرية والديمقراطية الغربيتين، والشرّ بطغيانه وديكتاتوريته، وقمعه، المتمثل في شخص بوتين.

اقتنع الأوروبيون أن عليهم أن يدفعوا فاتورة لا طاقة لهم بها، في الكهرباء ووقود السيارات وكل شيء، ما داموا يدافعون عن قيمهم السامية التي كافحوا مئات السنين من أجلها. ومع هجوم حماس على غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم يكتفِ الإعلام الغربي بتضخيم الواقعة، بل يكرر بث الأكاذيب ولا يزال، وكأنما لا بد من بهار وملح وكثير من التوابل. سمعنا رئيس الولايات المتحدة نفسه يتحدث عن قتل الأطفال عمداً، ثم إنه لا يزال بعد شهرين وموت ما يزيد على 20 ألف فلسطيني، يدّعي دون أي دليل، أن حماس ارتكبت عمليات اغتصاب، مستخدماً عبارة «عنف جنسي» خلال الهجوم على تجمعات سكنية، رابطاً بين ما لا يمكن ربطه، حين يقول في الوقت نفسه إن الهدنة انهارت بسبب رفض حماس الإفراج عن شابات رهينات، وكأنما يغمز من قناة تعرض الرهينات للمصير نفسه.

وتكميم الأفواه عن التفوه ولو بكلمة ضد إسرائيل سابق لفعلة حماس. فقد تبنى النواب الفرنسيون في الجمعية العامة منذ عام 2019 نصاً يوسع تعريف «معاداة السامية»، ليشمل «معادة الصهيونية»، أي أنه يساوي بين المفهومين.

وفي حملة إعلامية عالمية منسقة، يتهم اليوم كل من يتحدث عن ارتكابات إسرائيل واستباحتها للمحرمات في حربها على غزة، بالمعاداة للسامية. ووصل الأمر حدّ النظر إلى الكوفية بوصفها خطرا، وعلم فلسطين بعدّه تهمة، ومنعت في فرنسا مظاهرات مؤيدة لفلسطين، فيما بدا سلوكاً حضارياً إنسانياً، الالتحاق بمظاهرة ضد «معاداة السامية» لم يكن ينقصها إلا الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تعب المحللون وهم يفسرون سبب غيابه.

لا تزال الحملة في أولها، وإذا دققت، رأيت أن من يصمتون في أوروبا خوفاً وتردداً، أصبحوا كثرة. وربما تسعى إسرائيل من خلال كل هذا الطغيان والجبروت لحتفها، إذ لا تستطيع أن ترتكب كل موبقات الأرض، وترمي الآخرين، إذا ما اعترضوا أو حتى تساءلوا، بتهمة «العنصرية» و«التحريض على الكراهية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خنجر في الخاصرة خنجر في الخاصرة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib