العودة إلى قوانين الرقابة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

العودة إلى قوانين الرقابة

المغرب اليوم -

العودة إلى قوانين الرقابة

بقلم - سوسن الأبطح

اضطر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانيان لاتخاذ إجراء غير شعبي، أثار انتقادات واسعة، عندما لجأ مؤخراً إلى حظر بيع كتاب عنوانه «صغير للغاية» لمن هم دون الخامسة عشرة من العمر، للمؤلف مانو كوز، ولاقى هذا القرار استهجاناً من قبل الناشرين والمكتبات، ونقابة المؤلفين، لطبيعته الرقابية التي يرفضها المدافعون عن حرية التعبير، وحق الكاتب في التحليق بأخيلته حيث يشاء، كما حق القارئ مهما صغر سنه في الاطلاع والمعرفة. لكن الوزير كان حاسماً وقال: «إن القرار قد اتخذ»، و«الكتاب يمثل خطراً بسبب محتواه البورنوغرافي الصريح». وللتوضيح فإن الأديب مانو كوز متخصص في الكتابة للمراهقين وحائز جوائز، وقصصه تقرر في المدارس، وقد دافع عن كتابه هذا بأنه أنجز بالتعاون مع محرر متخصص، بشأن المشاهد الحساسة، التي أدين كتابه بسببها.

لكن وزير الداخلية - وهذا نادر وغريب - حين وجد أن ثمة ما هو غير مقبول، ويتوجب اتخاذ إجراء صارم بحقه، تمكن من العثور على قانون يسمح له بذلك، فلجأ إلى الشرطة الإدارية واستخدم قانوناً يعود إلى العام 1949، ملأه الغبار، لكن من يخالفه يعاقب بدفع مبلغ يقارب أربعة آلاف يورو. ويبدو أن ثمة لجنة للرقابة على المنشورات، ينص عليها القانون لم تعد سوى شبح، ومنذ عام 1982 أصبحت مشلولة، لكنها هذه المرة، استثنائياً، كانت فاعلة.

ولسنا وحدنا من استغربنا منع كتاب للمراهقين، في بلاد الحريات، فقد أعرب المؤرخ والباحث جان إيف مولييه عن دهشته -كما معظم الكتّاب والبارزين في الحياة الأدبية- من استخدام هذا التشريع، ومن العودة إلى نصّ ظهر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كان الهدف منه حماية الأطفال من الدعاية الفاشية والعنصرية والقصص المصورة الأميركية.

عاد وزير الداخلية الفرنسي ليحتكم لهيئة استشارية فقدت نفوذها في السبعينات، ومع وصول جاك لانج كوزير للثقافة لم تعد تجتمع، أو يسمع بها أحد. ويرى المؤرخ والأستاذ الجامعي جان إيف مولييه فيما يحدث تأكيداً للأطروحة التي يدعمها، ومفادها أن حياة المجتمعات دورات «لذا فإن عصور الليبرالية تلتها فترات قمعية أكثر. ونحن اليوم نخرج من دورة ليبرالية للغاية، وندخل في دورة قمعية متزايدة». إنها خطوة إلى الوراء، بالنسبة للبعض.

وهذا إن دلّ على شيء، فهو أن الحساسيات تتغير بسرعة، وصرنا نعيش بين من تطرفوا في الدفاع عن الحريات، ومن ذهبوا في الاتجاه المعاكس واستماتوا في الاعتراض عليها، وهو ما بات يستوجب رأي العقلاء في عالم مليء بالجنون والثأريات، حيث لا مكان للتسويات والمناطق الوسطى.

يتفاجأ برنارد جوبيرت، وهو مؤلف «معجم الكتب والصحف المحظورة بموجب المراسيم الوزارية» من عام 1949 إلى يومنا هذا، وهي ليست بكثيرة، ويرى أنه عندما يُعاد تفعيل قانون لم يتم استخدامه منذ سنوات فإن الأمر مثير للاهتمام، والوزير دارمانيان بممارسته عبر قانون منسي يوقظ ممارسة كانت نائمة لفترة طويلة.

ومع أن وزارات الداخلية تلعب دور الخفير والشرطي، وفي بلاد موليير، يفترض أن يترك لوزارة الثقافة النظر في هذه الشؤون وتقدير الأمور، غير أن هذه الوزارة لا تزال تدرس الملف، وكان هذا غير متخيل قبل سنوات قليلة جداً.

وحين تتابع النقاشات حول الإسلام والحجاب في فرنسا، والغرب عامة، يخيل إليك أن الغالبية لا تزال تعيش في زمن ما قبل الاستعمار، وقبل هجوم ملايين المهاجرين باختلافاتهم وتنوعاتهم على القارة الأوروبية. صحيح أن الغريب والمهاجر هو الذي عليه أن يتأقلم مع الغالبية، لكن أوروبا أيضاً لا تستطيع أن تعيش كما في القرن التاسع عشر، وكأنها لون واحد، وانتماء موحد، فيما أصبح الإسلام الدين الثاني، والمسلمون في غالبيتهم من الشباب، ولهم ديناميكيتهم وحيويتهم.

وحين تواجه السويد مشكلة عدم وجود قانون يمنع حرق الكتب المقدسة، لأن العلمانية هي سمة أساسية في البلاد، فقد أصبح 10 في المائة من سكانها، بسبب الحروب والأزمات في منطقتنا، من المسلمين المؤمنين الذين لا يحبون كثيراً العلمانية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية تشهد استوكهولم تصاعداً في شعبية اليمين المتطرف، والأصوات العنصرية، وأصبحت الأخبار الآتية من هناك مثيرة لحساسيات كثيرين يرون في سلوك بعض المتطرفين استفزازاً، ولو قالت السلطات هناك إنها تدين ذلك.

وفي لبنان، رغم العورات والكوارث، ثمة نظام عمل به طويلاً يحفظ العلاقات بين الطوائف. يكفي أن تشتكي طائفة من أن مشاعرها قد مُسَّت، بسبب عمل فني أو كتاب أو فيلم، حتى يتدخل الأمن العام، وغالباً ما يتم المنع مراعاة للطائفة المشتكية. وهذا نهج أرَّقنا طويلاً، ونظرنا إليه على أنه متخلف، ويحدّ من الحريات، ويعطي الكلمة الأخيرة لرجال الدين، ولا يتناسب والقرن الحادي والعشرين، إلا أن ما نراه اليوم من منع لكتاب من وزارة الداخلية في فرنسا، أو حرق للقرآن متكرر في أماكن متعددة من أوروبا أغلبها في السويد وهولندا والدنمارك، يجعلنا نشعر بأننا، بحكم التجربة الطويلة والحروب الدموية في مجتمع متنوع الحساسيات، توصلنا فعلاً إلى حلول وسطية، وإن كنا لا نزال نحتاج لتطويرها.

فحرق الكتب السماوية، والسخرية من الأنبياء بالرسوم الكاريكاتيرية، لا نتيجة لها سوى تأجيج مشاعر الحقد والبغضاء. لذلك ستجد هذه الدول حتماً، بعد أن أصبح المسلمون جزءاً أساسياً من القارة البيضاء، وسيلة للتعايش بين الأديان المختلفة، كما وجدوا ذات يوم وسيلة للوئام بين المتدينين والملحدين، بوضع نظم علمانية ليبرالية ديمقراطية، يبدو أن الزمن بدأ يتجاوز بعض ممارساتها. وصار كل شيء في حياتنا بحاجة إلى إعادة تعريف من «حرية الرأي» إلى «حقوق الإنسان» و«حدود الكاتب» وحتى وظيفة وزير الداخلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى قوانين الرقابة العودة إلى قوانين الرقابة



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib