بين الجنوب العالمي والشمال العالمي
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

بين الجنوب العالمي والشمال العالمي

المغرب اليوم -

بين الجنوب العالمي والشمال العالمي

ناصيف حتّي
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي

من أهم سمات التحولات الجارية على المستوى الدولي والتي تؤسس لقيام نظام عالمي جديد، أو ما يعرف بنظام «ما بعد الحرب الباردة»، أو ما بعد انتهاء «لحظة الأحادية الأميركية»، كما وصفها الكاتب الأميركي شارلز كروثمر، نظام لم تستقر بعد قواعده وأنماط علاقاته بشكل كلي، بروز مفهوم الجنوب العالمي. مفهوم ليس بجديد ولكنه أخذ بالاستقرار في أدبيات العلاقات الدولية لوصف أحد التحولات الرئيسية التي شهدها ويشهدها العالم، والتي تنعكس في أنماط جديدة من التحالفات والتفاعلات. انتهت ثنائية شرق غرب التي طبعت الحرب الباردة والتي قامت على ثنائية قطبية استراتيجية عقائدية. وسقطت نظرية «الغرب والآخرون» the west and the rest التي جاءت في غداة سقوط نظام الثنائية القطبية وشعور الغرب بالانتصار التاريخي. وتراجع وزن ودور حركة عدم الانحياز بسبب التحولات التي حصلت. وحصل الأمر ذاته بالنسبة إلى ثنائية شمال جنوب التي ولدت في التسعينات مع الدعوة لقيام نظام اقتصادي عالمي جديد. لقد صرنا نتحدث اليوم عن جنوب عالمي مقابل شمال عالمي، وهذا ليس بالطبع بالمفهوم الجغرافي، بل بالمفهوم التنموي والسياسي والاقتصادي الشامل. ويمكن القول إن مفهوم الجنوب العالمي يرث، بشكل كبير وليس كلياً بالطبع، مفهوم عدم الانحياز. وقد أخذ مفهوم «الانحياز المتعدد» الذي انطلق من الهند، وهي من الدول الأساسية المؤسسة لحركة «عدم الانحياز»، يستقر في وصف العلاقات الدولية اليوم، حيث لم تعد التحالفات جامدة ومقفلة، بل تحصل حسب كل مسألة أو بالقطعة كما يمكن وصفها. فدول قد تتحالف في قضية تجمعها مصلحة مشتركة، وتختلف في مسألة أخرى لها فيها مصالح مختلفة أو متناقضة، الأمر الذي أحدث سيولة وتشابكاً وتداخلاً في أنماط التحالفات الدولية في كثير من القضايا. ولم تبقَ خارج ذلك الدول الحليفة استراتيجياً كما نشهد في حالات كثيرة فيما يتعلق بالدول الغربية الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وضمن البيت الأوروبي بشكل خاص أيضاً.

الجنوب العالمي ينتمي إلى مناطق ثلاث هي: آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. تضم هذه دولاً تعاني من انخفاض كبير في مستوى النمو، أو ذات نمو منخفض جداً، يضعها في حالة من الأزمات البنيوية المستمرة مع تداعيات خطيرة ومختلفة. وكذلك تضم دولاً نامية بسرعات مختلفة، إلى جانب بالطبع قوى صاعدة نجحت في توظيف إمكاناتها المختلفة وتبني مكانتها، وبالتالي دورها على الصعيد الدولي، وقوى أخرى تعززت مكانتها وموقعها الكبيران والوازنان على المستوى الدولي، مثل الصين الشعبية والهند. تتسم مجمل هذه الدول بديموغرافيا كبيرة نسبياً وبخاصة على المستوى الشبابي. من جهة أخرى يضم الشمال العالمي إلى جانب الدول الغربية، من حيث انتمائها الجغرافي، دولاً أخرى من خارج الغرب الجغرافي مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا. يلاحظ مثلاً أن كثيراً من دول الجنوب العالمي بشكل خاص تصوت في الأمم المتحدة خارج الاصطفافات أو التحالفات التقليدية التي كانت قائمة. ومن أدل الأمثلة على ذلك التصويت فيما يتعلق بالحرب الروسية – الأوكرانية، وفي الكثير من القضايا التي تندرج تحت العناوين التنموية المختلفة، وكذلك فيما يتعلق بالتحديات الجديدة والمتزايدة في المخاطر التي تحملها مثل قضايا البيئة والتصحر والجفاف والتلوث، وهي قضايا مترابطة وفي حاجة إلى تعاون شامل وفاعل، وبالتالي فعال بعيداً من الاصطفافات التقليدية والجامدة والمواقف المسبقة. المواقف التي كانت تندرج في تحالفات تقليدية فقدت الكثير من مضامينها مع التحولات الجارية، والتي أوجدت تحديات تستدعي مقاربات مختلفة وخلاقة وتعاونية وعملية للتعامل معها بنجاح.

من الأمثلة العملية والحيوية على هذه التحولات، والتي تفرض ذاتها على إعادة صوغ العلاقات الدولية على أساس المصالح المشتركة المتشابكة والتناغم والتكامل بين مختلف أوجه هذه السياسات للدولة المعنية، التحولات الحاصلة في العالم العربي من خلال صوغ علاقات ناشطة وفاعلة في الوقت ذاته مع القوى الدولية المختلفة التي تنتمي إلى الشمال وإلى الجنوب. القوى الدولية مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية وروسيا الاتحادية والصين الشعبية التي تتنافس مع بعضها بعضاً في الإقليم الشرق أوسطي بدرجات مختلفة وفي قضايا مختلفة. ولكن لا يمنع ذلك الأطراف العربية المعنية من أن تكون لها علاقات متوازنة مع هذه القوى المختلفة والمتنافسة في الإقليم. إنه عالم التعددية القطبية المعقدة الذي يستقر اليوم، والذي يقوم على المصالح الحية والحيوية، باختلافها وتكاملها، وليس على العناوين والشعارات العامة والاصطفافات المسبقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الجنوب العالمي والشمال العالمي بين الجنوب العالمي والشمال العالمي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
المغرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib