تركيا وحرب «المنطقة الآمنة» في سوريا
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

تركيا وحرب «المنطقة الآمنة» في سوريا؟

المغرب اليوم -

تركيا وحرب «المنطقة الآمنة» في سوريا

ناصيف حتّي
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي

يكثر الحديث عن احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية مختلفة نوعياً بحجمها وبأهدافها في سوريا، عن العمليات الأربع («درع الفرات» عام 2016، «غصن الزيتون» عام 2018، «نبع السلام» عام 2019، و«درع الربيع» عام 2020)، التي قامت بها تركيا منذ اندلاع الحرب في سوريا. الهدف الذي أعلنت عنه تركيا هذه المرة يقضي بإقامة منطقة آمنة بعمق 30 كلم ضمن الأراضي السورية على الحدود التركية. يطلق على هذه العملية التي يجري التحضير لها اسم «نبع السلام - 2». وستؤدي إذا ما حصلت إلى إقامة وجود عسكري تركي، مفتوح في الزمان، إلى حين يتم الانتهاء مما تعده أنقرة مشكلة الخطر الكردي في شمال سوريا، وبالخصوص ما تمثله «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). وتبدو المؤسسة العسكرية متحمسة بشكل خاص للقيام بعملية من هذا النوع، فيما الرئيس إردوغان يصرح بأننا لا نأخذ إذناً من أحد لمكافحة الإرهاب في سوريا، والمقصود بالطبع التمركز العسكري الكردي في شمال سوريا. وتركيا تبدي اهتماماً خاصاً بمنطقة غرب وشرق الفرات كمصدر قلق للأمن القومي التركي، ولو أن منطقة شرق الفرات تبقى خارج قدرة تركيا على التأثير الفعلي فيها بسبب الأولوية التي تحظى بها في الاستراتيجية الأميركية في سوريا، وهي إحدى نقاط الخلاف بين الطرفين الحليفين الاستراتيجيين، العضوين في منظمة حلف شمال الأطلسي.
وقد وجهت واشنطن أكثر من رسالة حازمة إلى تركيا بهذا الخصوص، سواء رسائل دبلوماسية أو أخرى من نوع استعراض عضلات عسكرية من خلال طلعات جوية أو تحرك على الأرض، لرسم خطوط حمراء أمام أي مغامرة عسكرية تركية شرق الفرات.
تدرك تركيا جيداً أن القيام بعملية عسكرية في شمال سوريا، كما أشير، تستدعي في الحد الأدنى عدم وجود ممانعة شديدة أميركية وروسية، كل بالطبع لأسباب خاصة به. روسيا التي تدعو الأكراد إلى «فهم دروس التاريخ» لا تحبذ عملاً عسكرياً تركياً من النوع الذي يجري الحديث عنه. ولو أن موسكو تتفهم مخاوف تركيا من أن يتحول شمال سوريا إلى قاعدة كردية للحرب على تركيا، مع ما قد تحمله من متغيرات مستقبلية إذا ما تكرس هذا الوضع على الأرض على أمن تركيا. وتفضل موسكو حلاً تفاوضياً بين الطرفين. ولكن تطور علاقات التعاون السياسي والعسكري والاستراتيجي بين الطرفين في الشرق الأوسط وآسيا والدور الذي تنشط أنقرة للقيام به وسيطاً للسلام في الأزمة الأوكرانية، تدفع تركيا للرهان على إمكانية تغيير الموقف الروسي، الشريك الثاني إلى جانب إيران في «مسار أستانا» لتسوية الأزمة السورية، في ظل وجود نقاط اختلاف ونقاط تعاون عديدة ومتغيرة في إطار التفاهم الذي أسس وأطلق هذا المسار.
وعلى صعيد آخر، وإلى جانب دور تركيا المهم كعضو في «الناتو»، تزداد أهمية الدور التركي في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية على «المسرح الاستراتيجي» الأوروبي الواسع وعلى جواره المباشر، خصوصاً في منطقتي البحر المتوسط والشرق الأوسط اللتين تحتضنان نقاطاً ساخنة عديدة من أزمات وحروب تجري بأشكال مختلفة. وتلجأ تركيا لاستعمال ورقة «فيتو» بشأن انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الناتو. وتشترط لرفع الفيتو تخلي الدولتين المعنيتين عن ما تعده تركيا دعماً تقدمه لأطراف كردية تنشط في هاتين الدولتين تحت عناوين مختلفة، فيما تنشط الدبلوماسية في إطار البيت الأطلسي لرفع الفيتو التركي من خلال توفير عناصر طمأنة لذلك. أمر ليس بالسهل ولكنه ليس بالمستحيل وما يزيد من أهمية هذا الدور إعادة التموضع التركي في السياسة الخارجية، وبشكل ناشط ومتعدد الاتجاهات، بعيداً عن العناوين الآيديولوجية التي حملتها أنقرة لسنوات، باتجاه إعادة بناء الجسور وتطبيع العلاقات مع قوى مختلفة وأساسية في المنطقة كانت على علاقات صدام معها. هذه كلها تعدها أنقرة بمثابة أوراق تفاوضية يفترض أن تساعدها في توفير عدم المعارضة الأطلسية، وأيضاً الإقليمية، لإقامة «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا.
يحصل هذا التصعيد عشية الانتخابات الرئاسية وانتخابات الجمعية الوطنية اللتين ستجريان السنة المقبلة. وتشكل إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا إحدى النقاط الأساسية في المعركة الانتخابية بسبب الإجماع الواسع في تركيا الذي يحظى به «الخطر الكردي» على الحدود الجنوبية.
إن القيام بهذه العملية، من منظور العديد من المراقبين، يسمح لتركيا بتحقيق أهداف استراتيجية أساسية ثلاثة أيضاً؛ أولاً التخلص من عبء اللاجئين السوريين في تركيا، من خلال تسكينهم في المناطق التي تقع شمال سوريا. ثانياً العمل على تغيير البنية الديموغرافية لتلك المناطق، وقد بدأت به من قبل مما يساهم أيضاً في إضعاف «الخطر الكردي» من خلال سياسة التغيير الديموغرافي، وثالثاً إقامة منطقة نفوذ مباشر وكلي في شمال سوريا. منطقة تعزز من الموقف التفاوضي التركي يوم ستأتي التسوية في سوريا.
وتذكر تركيا باتفاقية أضنة مع سوريا التي تم التوصل إليها عام 1998، والتي جاءت في «اللحظة الأخيرة» لتمنع حصول غزو تركي لسوريا وحرب بين البلدين بعد إيواء سوريا لحزب العمال الكردي ولزعيمه عبد الله أوجلان. وقبلت سوريا بالتخلي عن «الورقة الكردية» حينذاك تلافياً لحرب حتمية. أحد بنود الاتفاقية يسمح لتركيا بحق الملاحقة العسكرية ضمن سوريا لمسافة خمسة كلم (وليس 30 كلم وإقامة منطقة آمنة).
فهل سنشهد غزواً تركياً لسوريا لإقامة «منطقة آمنة»، أم أن اللاعبين الإقليميين والدوليين في «المسرح الاستراتيجي السوري» قادرون على التفاهم والتوصل إلى تسوية مع تركيا لمنع حصول المزيد من التعقيدات في الحروب السورية، حروب النفوذ الدائرة تحت مسميات وعناوين مختلفة في «قلب» منطقة الشرق الأوسط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا وحرب «المنطقة الآمنة» في سوريا تركيا وحرب «المنطقة الآمنة» في سوريا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib