نحن عشاق «الكراكيب»
أخر الأخبار

نحن عشاق «الكراكيب»

المغرب اليوم -

نحن عشاق «الكراكيب»

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

عشق المصرى والمصرية للكراكيب وتخزينها هو عشق أفلاطونى بل غرام جنونى، أختار ممن كتبوا عنها ببراعة وخفة دم، الكاتبة الكبيرة سناء البيسى، وأستاذ طب وجراحة العيون د. محسن سالم، فلنقرأ ما كتبته سناء البيسى عن الكراكيب:

«التراث حاجة والكراكيب القديمة حاجة تانية خالص‏.. وتراث بيتنا كان زمان فى يد مبروكة أمينة؛ متحف الصندرة التى تصعد إليها فوق السلم الخشبى المدعم برباط ضاغط فى أكثر من درجة مخلخلة، كى لا تقع مكسورة الترقوة لتدس فى مساحاتها الشاغرة على التوالى أشياء معوقة‏.. مثل مقعد بيانو برجل طايرة‏.. وعربة مولود شب عن الطوق وأصبح طول بعرض على وش جواز.. وسجادة متهالكة قد تصلح لتخريج شلت للأرضية‏.. ‏ورخامة اللوفومانو المشروخة المرسومة شىء إلهى كأنها جلد حمار وحشى‏.. وبراويز عرايس وعرسان اتجوزوا، وخلفوا، وماتوا‏، ‏ ودفعات تخرج أحيلت للمعاش.. وعيال مدارس قاعدة بمرايلها على قرافيصها قدام حضرات النظار.. وبرطمانات بدون غطاء‏.. وأباجورات تستحق إعدامها‏.. وكتب مدرسية شفرت مناهجها.. وشهادات كحكها أحمر، وحقائب كالحة‏، وألواح زجاج مشروخة فى المنتصف وطرفها سكين.. وشموع فرح سايحة ومعوجة‏.. وغربال سبوع، وبانيو مقشر، وبلتكانة سرير، ولوحة سيلويت لرب البيت بدون مناخير.. ورشاشة زرع لبلكونة قفلوها بقفص للنوم.. وفروة خروف».

وهذا ما كتبه بلغة عامية جميلة كوميدية لاذعة د. محسن سالم:

المصرى الأصيل..

عاشق التخزين..

تحت السرير..

فوق الدولاب..

تحت الحوض..

عالسطوح..

وفى البلكونة..

ممكن، ومش حاعترض، لكن العجيب هو ما يقوم بتخزينه!

حاجات بجد عجيبة جداً..

من أول علب الحلاوة وزجاجات البيبسى.. مروراً ببرطمانات المربى وكراريس العيال.. وجرايد ومجلات حواء والكواكب.. وفردة جزمة شمال! ولمبة محروقة.. وإيد أتارى..

وفيوزات صينى لادعة.. وسماعة تليفون من غير عدة، بسلك ملولو! وكرسى بثلاث أرجل.. وكنبة بهيكل سوستى! وحتى شرايط الكاسيت والأقلام الفاضية والبطاريات (عادى أو عربية).. إلى فرد الكاوتش القديم ومقص عربية والكبالين (فى الـ١٢٨)...! منظومة كاملة متكاملة لرعاية الفئران والعِرَس! قناعتى أن هذه العادة المصرية متوارثة ومن قديم الأزل.. لدرجة أنى بدأت أعتقد أن الهرم الأكبر مش مقبرة.. أبسولوتلى! أكاد أجزم أنه كان.. مخزن لخوفو! علشان يحط فيه جعارينه هو وإخواته.. وطوق أنوبيس المقطوع.. ومسلات تالتة تالت.. عشان بتاح (أخوه الصغير) لما يكبر يذاكر فيهم! وكراكيب وحجارة المعبد القديمة بتاعة الأسرة التالتة بحالها! لفف ورق بردى بايظة.. وأدوات تحنيط منتهية الصلاحية من الأسرتين اللى قبله! وقزايز الزيبق الأحمر الخلصانة.. وفردة مكسورة من عجلة رمسيس الحربية! على رجل كبش، وتابوت من غير قعر!

وكله مسيره ينفع! ولما الجماعة بتوع الأسرة الخامسة اشتكوا من أنهم زاحمين مدخل المعبد، فقام خوفو لم الكراكيب وعمل لهم الهرم الأكبر! المدهش أن خفرع مالقاش مكان، فحط كراكيبه فى هرم منفصل! من كام سنة واحد من أصدقائى، والدته رحمها الله عملت عملية تغيير مفصل.. بعد خروجها بالسلامة، طلب من الجراح مفصل الفخذ القديم عشان يحطه بكارتونته فى البلكونة! مين عارف.. يمكن يعوزه!

طرائف الكراكيب لا تنتهى.. فهل أنت قارئى العزيز من هواة الكراكيب؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن عشاق «الكراكيب» نحن عشاق «الكراكيب»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib