لماذا تريد أمريكا «التيك توك» وعندها «الفيسبوك» 2
زلزالان بقوة 4.9 و4.3 درجات يضربان ولاية باليكسير غربي تركيا دون تسجيل خسائر أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج
أخر الأخبار

لماذا تريد أمريكا «التيك توك» وعندها «الفيسبوك»؟ (2)

المغرب اليوم -

لماذا تريد أمريكا «التيك توك» وعندها «الفيسبوك» 2

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

طرحنا سؤالًا فى نهاية المقال السابق، وهو لماذا لم تكتف أمريكا بالفيسبوك وأشباهه الأمريكانى، وتصر على امتلاك هذا التيك توك اللعين من وجهة نظرها؟، إذا كانت أرباح التيك توك مليارات، فالفيسبوك أرباحه هو الآخر مليارات، هذا الطرح خاطئ وبعيد كل البعد عن الدقة والحصافة، وآسف أن أقول لك إنه طرح سطحى، حين نفكر من منطلق أن المنافسة على تلك التطبيقات مالية فقط، وتتعلق بالأرباح والمكاسب المادية، فالموضوع أكبر من ذلك، إنها قضية أمن قومى لأمريكا، وحفاظ على هوية،

ومحاولة منع اختطاف العقل الأمريكى والسيطرة عليه وتوجيهه عبر آلاف الأميال من بكين وشنغهاى، وهى أيضًا ليست قضية منافسة صناعية، ورغبة فى احتكار اقتصادى فقط، فعندما تعلم عدد وأسماء الشركات الأمريكية العملاقة التى تصنع منتجاتها فى الصين ستطرح هذا الأمر جانبًا، فيكفى أن تعرف أن معظم أجهزة iPhone وiPad وMacBook تُصنَّع فى الصين من خلال شركات مثل Foxconn وPegatron، وأجهزة الـ Surface إنتاج ميكروسوفت وبعض ملحقاتها تُصنع فى مصانع صينية، وأن تسلا التى يمتلكها أكبر داعم لترامب فى الانتخابات وأغنى رجل فى العالم وهو إيلون ماسك، تمتلك مصنعًا ضخمًا يُسمى Gigafactory Shanghai، ويُعد من أكبر مصانعها عالميًا لإنتاج السيارات الكهربائية وتصديرها إلى آسيا وأوروبا، وهناك براندات شهيرة أمريكية معظمها يصنع فى الصين مع بعض المحاولات للهجرة إلى فيتنام والهند وإندونيسيا، مثل «نايكى» و«ليفايس»، وهناك جنرال موتورز وكاتربيلر وفورد... إلخ، إذن المسأله ليست رفضًا أمريكيًا لمشاركة الصين اقتصاديًا أو منع المنفعة، لكنها كما نؤكد دومًا معركة «داتا»، لنبدأ بالفلسفة التى يعتمد عليها كل تطبيق فى تجميع الداتا التى ستستخدمها البلد المهيمن فى رسم الخريطة العقلية وإعادة رسمها من جديد كما تريد، فلسفة فيسبوك (Meta) تتلخص فى أنه بنى ليجمع معلومات تُصرِّح بها أنت بنفسك، اسمك، عمرك، أصدقاؤك، المدينة، العمل، التعليم، الصور، الإعجابات... إلخ،

بمعنى أنه يجمع بيانات هوية واضحة ومعلومات اجتماعية معلنة تبرعت أنت من تلقاء نفسك بالإفصاح عنها، أما فلسفة تيك توك فتعتمد على أن التطبيق قد بُنى ليعرف من أنت؟، دون أن تقول أو تتعمد أن تقول شيئًا، ومن خلال الذكاء الاصطناعى يحلل كل ثانية من سلوكك، كم ثانية تشاهد كل فيديو؟، هل أعدت وكررت مشاهدته؟، هل توقفت فجأة؟، وأين توقفت؟، هل اتسعت حدقتا عينيك أمام فيديو معين؟، ما هى الـ Body language وكيف تتحرك عيناك وإبهامك؟، تيك توك لا يهتم قوى بما «تقول»، ولا بالمحتوى مثل الفيسبوك، بل يهتم بما تفعل بدون وعى، وهنا تكمن قوته وخطورته، يتسرب إلى مصارين الروح، وعمق العمق، هو ليس واعظًا اجتماعيًا، وكما يقول المثل البلدى لو قلت ريان يا فجل ح يذيع، المهم ح تذيعه إزاى، التيك توك الصينى مثل البوفيه الصينى فيه كل الأكلات من الدود للخفاش!، فيسبوك يعتمد على «دوائرك الاجتماعية»، أى من هم أصدقاؤك ومتابعوك، وما يشاهدون، وما يفضلون، تيك توك يعتمد على «تحليل اللاوعى»، ما يشد انتباهك حتى لو لم تتفاعل،

هذه النقطة جعلت خوارزمية تيك توك توصف بأنها أقرب إلى خوارزمية دماغ الإنسان فى قدرتها على التنبؤ بما تريد أن ترى قبل أن تدركه أنت، التيك توك بمثابة مختبر سيكولوجى بحجم الكرة الأرضية فى الفضاء الافتراضى، وليس مجرد شبكة اجتماعية للتعارف، التيك توك يتفوق فى طريقة تجميع البيانات، فهو يجمعها بدقة أعلى، ويحللها صوتيًا وإيقاعيًا ومرئيًا، وليس كالفيس بوك نص وصورة، ويعتمد على التحليل العصبى السلوكى، بيانات فيسبوك تُخزن فى سيرفرات داخل أمريكا وأوروبا، وتخضع نسبيًا لقوانين، بيانات تيك توك مصدرها شركة صينية، تُدار من خلال سيرفرات فى سنغافورة وأمريكا (مع مراقبة جزئية من الصين سابقًا)، وهذا ما جعل واشنطن تعتبره خطرًا أمنيًا، الفيسبوك يجمع بيانات أكثر من حيث الحجم، لكن التيك توك من حيث العمق والحساسية أفضل فى تجميع البيانات، هو ليس مجمعًا، لكنه محلل، لا يجمع مثلما يجمع الفلاح ثمار البطاطا أو لطع القطن، لكنه يجمع كما يجمع النحل رحيق الزهور، يمتصه لينتج لنا منتجًا جديدًا مسكرًا من السكر، ومسكرًا من الخمر، الكاوبوى الأمريكانى ينتفض، وانتفاضته ليست من أجل المال فقط، ولكنها من أجل الحفاظ على عقل العم سام من استلاب التنين الأصفر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تريد أمريكا «التيك توك» وعندها «الفيسبوك» 2 لماذا تريد أمريكا «التيك توك» وعندها «الفيسبوك» 2



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib