«لسه الحياة ممكنة»
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 57 ألف شهيد والأمم المتحدة تحذر من انهيار غذائي شامل إرتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس إلى 82 شخصا واستمرار عمليات البحث والإنقاذ إنتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات فقط من إقالته بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين. الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عمليات واسعة في غزة وتدمير مواقع لحركة حماس شمالاً وجنوباً مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين في هجمات روسية متفرقة على أوكرانيا إلغاء عشرات الرحلات الجوية من وإلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان ضخم في البلاد حركة حماس تصر على تعديلات الاتفاق والمفاوضات مع إسرائيل بلا تقدم في الدوحة انتشار مفاجئ لأعراض هضمية يثير القلق ومخاوف من موجة فيروسية جديدة ضواحي الناظور الحوثيون يعلنون استهداف مطارات وموانئ إسرائيلية ويؤكدون استمرار دعم غزة إرتفاع عدد قتلى الجيش التركي في العراق إلى اثني عشر جندياً بسبب استنشاق غاز الميثان أثناء مهمة عسكرية
أخر الأخبار

«لسه الحياة ممكنة»

المغرب اليوم -

«لسه الحياة ممكنة»

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

شفرة إسعاد يونس هى البساطة، الباسوورد هو التلقائية والعفوية، البساطة عندها ليست السطحية، والتلقائية والعفوية عندها لا تعنى الخفة، خلف تلك البساطة يكمن عمق وتسكن حكمة ويتنفس منطق وينبض عقل، وفى أعماق الضحكة تتذوق ملح الدمع ومرارة الألم، إسعاد يونس كتابتها مثل أدائها التليفزيونى والتمثيلى، خيط واحد يربطهما جميعاً، إنه الصدق، هى صديقتك على الورق وعلى الشاشة أيضاً، وبحثاً عن هذا الصدق قرأت كتابها الممتع «لسه الحياة ممكنة»، الذى أصدرته دار نهضة مصر، التهمته فى جلسة واحدة، استمتعت بالأسلوب الساخر واللغة العامية التى تحمل ثراء الوجدان المصرى، ابن فجر الضمير ووريث أقدم حضارة، الكتاب «جدارية» لحياة فنانة عاشت ألف عمر وألف حياة، «بورتريه» لتجارب من الصعب أن تتوافر لغيرها، عافرت وتعثرت وقامت، وخدشت جدار الصمت والتجاهل بأظافرها، وضحكت عندما فتح الستار وبكت بعد إغلاقه، الأب طيار وسيم اختطفه الموت وسرقه من بناته فى بداية الأربعينات، تشارك «إسعاد»، كبرى الثلاث بنات، أمها تربية البنتين «إيمان وأحلام»، تحملت ما لم تتحمله الجبال، بركان موهبتها الفياضة تعرفه جيداً وتثق فيه، الحياة لم تكن وردية، والطريق كان مليئاً بالأشواك، البيت كان يتنفس فناً فى كل ركن؛ شقيقة ترقص الباليه، وشقيقة أخرى تغنى أوبرا، والكبرى تحتضن وترعى، هزتنى مناطق الشجن العميق أكثر من مرة؛ فى حديثها عن شقيقتها «إيمان» التى احتملت ثلاثة وعشرين عاماً طفلاً ولد بنقص أوكسجين حاد نتيجة خطأ فى ولادة قاسية، احتملت وقاومت بكل صبر وحب ورضا، عندما كتبت عن مأساة سعاد حسنى التى رفضت أن تكون إلا «زوزو» وكُسرت عندما نظرت فى المرآة فوجدت «زوزو» قد تبخرت، فى كتابتها العذبة عن أمها، تلك الخلطة السحرية من الصرامة والحنان، عن عمار الشريعى وصلاح جاهين وعبدالله فرغلى.. إلخ، أنت فى هذا الكتاب تضبط «إسعاد» الطفلة الشقية فى كثير من الصفحات، وأيضاً تحس بـ«إسعاد» التى تحمل على كاهلها تجارب وخبرات وضربات وعثرات ومعافرات ومقاومات مثل أساطير الإغريق التى يخرج من نارها الأبطال مصهورين بالنجاح، تم تعميدهم بالتفوق والإصرار، لم تتقوقع، بل شاركت الشباب نوافذهم التواصلية، واقتحمت «فيس بوك» وكتبت عن روحه وفلسفته بقلم محلل لا مستهلك فقط، مؤمنة فى كل صفحات الكتاب بقدرة الشباب على التجاوز والنجاح وانتشال مصر من أى أزمة، تؤمن تمام الإيمان بالتواصل معهم وبأن بداخلهم طاقة تغيير تصنع مصر المستقبل، وهذه النظرة للشباب نادرة بين مثقفينا للأسف، عين إسعاد يونس هى كاميرا بقوة ألف جهاز رنين مغناطيسى، تلتقط وتصور وترسم العصارة السارية فى الأحشاء وترصد ما تحت الجلد وما هو داخل الشرايين، لا يوجد عندها ما هو بديهى، أو يعدى وخلاص، أو هو كده، فما هو عادى بالنسبة لك تحوله عين «إسعاد» إلى فيلم سينمائى هوليوودى، هو خليط من الجدية والعبث، فهى تفضح سن اليأس الرجالى وتنزع من الذكور كل أسلحتهم الفتاكة التى يجلدون بها المرأة التى تجاوزت الأربعين، وتصرخ من فلسفة الروبابيكيا المصرية، وتبكى على حفلة قتل جماعى لفنان جميل اسمه محمد شبل بسكين اللا مبالاة.

«لسه الحياة ممكنة» كتاب مكانه غرفة القلب لا رف المكتبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لسه الحياة ممكنة» «لسه الحياة ممكنة»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 12:23 2025 الخميس ,26 حزيران / يونيو

كولومبيا تخصص يوماً للاحتفال بنادي الوداد

GMT 03:29 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

تباين أداء مؤشرات أسعار العملات المشفرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib