زيارة قصر مارد بدومة الجندل
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

المغرب اليوم -

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

زاهي حواس
بقلم - زاهي حواس

عندما تقوم بزيارة أي موقع أثري في أي بلد بالعالم، فإنك تعتمد على ما تعرفه مسبقاً عن الموقع الذي ستقوم بزيارته ربما عن طريق ما قرأته أو شاهدته أو حتى سمعته عن الموقع. ومن المحتمل كذلك ألا تكون على علم بأي شيء عن المكان الذي ستزوره؛ معتمداً على ما ستجده عند زيارتك للمكان من معلومات مكتوبة في كتيبات تعريف بالموقع، أو على لوحات إرشادية بالمكان. وفي كل حال من أحوال الزيارة، لا شك أنك ستستمتع برؤية شيء جديد ومعرفة معلومات جديدة حتى ولو كانت من خلال مشاهداتك وتجولك في الموقع الأثري أو المكان التاريخي. على أي حال تختلف المتعة من شخص لآخر حسب درجة الشغف بالآثار وبزيارة الأماكن التاريخية، كذلك بدرجة خيال كل إنسان! فهناك من يملكون الخيال الواسع الذي يساعدهم على بناء ما حطمته الطبيعة بفعل القدم، وبالتالي يكون قادراً على تخيل نفسه وهو يسير بين طرقات وشوارع مدينة من آلاف السنين بين أهلها بملابسهم وعاداتهم وحتى لغتهم ومعتقداتهم. هذه النوعية من الناس من أصحاب الخيال هم أكثر المستمتعين بزيارة المواقع التراثية من دون غيرهم ممن لا يستوعب أهمية بقاء تلك الأطلال من الماضي ويظل يسأل نفسه ومن حوله عن جدوى كل هذا الاهتمام بتلك الأطلال والصرف عليها للحفاظ على بقائها؟!
كان من أجمل الأماكن التي زرتها خلال وجودي بالمملكة العربية السعودية منذ أشهر قليلة، موقع قصر مارد بدومة الجندل. ولحسن حظي كان يرافقني وفد علمي من هيئة التراث السعودية برئاسة الدكتور عبد الله الزهراني. ويقع القصر على هضبة مرتفعة تشرف على موقع دومة الجندل، الذي يعد واحداً من أهم مواقع الاستيطان البشري بالمملكة؛ به قامت ممالك ودول متعاقبة. ويبدو من الوثائق التاريخية أن دومة الجندل كانت من المحطات التجارية المهمة في العالم القديم، ربما بداية من العصر الآشوري أو حتى قبله. وقد ورد ذكر دومة الجندل في نصوص القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وكذلك تم ذكرها في نصوص القرن الثالث الميلادي في عصر الملكة الشهيرة زنوبيا.
وقد ذكرت التقارير الأثرية أن أقدم القطع الأثرية التي تم كشفها خلال أعمال التنقيب تشير إلى وجود مستوطنات سابقة لظهور الإسلام، التي ما زالت تحت الكشف حالياً. ويذكر كذلك وجود حصن عسكري مكان دومة الجندل في المصادر النبطية، ولكن ليس من المعروف بالتأكيد من قام بتشييده. وقد ذكر عالم الجغرافيا ياقوت الحموي نقلاً عن أبي سعد السكوني أن الملك أكيدر بن عبد الملك كان يمتلك قصر مارد بدومة الجندل.
لقد وصف العديد من الرحالة قصر مارد، غير أن تاريخ بنائه ظل غامضاً، ثم قام مؤخراً عالم الآثار المعيقل بتحديد خمس مراحل في تشييد القصر على أساس طرق البناء المختلفة، حيث تظهر أقدم الجدران طريقة بناء «أيسودومية» تتميز بدقة فائقة في ضبط البناء تعود إلى القرن الأول الميلادي.
يضم القصر وحدتين رئيسيتين؛ الأولى هي القلعة وتخطيطها بيضاوي، وقد بنيت على مساحة 42 متراً في 487 متراً. وتحتوي على أربعة أبراج في زواياها، وقد استعمل الحجر في بناء الأجزاء السفلى بينما الطوب اللبن في استكمال الأجزاء العليا. مدخل القلعة يوجد في الجنوب الغربي ويفضي إلى ساحة تؤدي عبر ممرات إلى أبراج القلعة، وكذلك إلى بئر مياه في الجنوب الشرقي. ووجود البئر هو ما سمح للأهالي بالصمود داخل القلعة أثناء الحصار. وقد هدم القصر عدة مرات عبر التاريخ وأعيد بناؤه أكثر من مرة.
أما الوحدة الثانية، فتضم سلسلة حديثة من التحصينات على طول الجانب الجنوبي من المبنى الرئيسي، وتضم جداراً وأبراجاً وساحة مفتوحة ومسجداً. ولا تزال أعمال الكشف عن أسرار قصر مارد قائمة وستحل في المستقبل كثيراً من الغموض والأسرار التي لا تزال تكتنفه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة قصر مارد بدومة الجندل زيارة قصر مارد بدومة الجندل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib