رحلة إلى آثار المملكة 3
أخر الأخبار

رحلة إلى آثار المملكة (3)

المغرب اليوم -

رحلة إلى آثار المملكة 3

زاهي حواس
بقلم:زاهي حواس

تناولنا في المقال السابق جانباً من التحديات التي تواجه زملاءنا في المملكة العربية السعودية، القائمين على حفظ التراث الأثري. وكان التركيز على قضية استعادة القطع الأثرية من الخارج خلال عقود سابقة بدأت مع ما يسمى عصر اكتشاف البترول بالمملكة العربية السعودية، وما صحبه من عمليات حفر واستكشاف على نطاق واسع. وقد أكدنا نجاح المملكة العربية السعودية في استعادة آلاف القطع الأثرية ولا تزال تعمل من خلال منظومة ناجحة لإعادة كل ما تم نهبه من الأرض السعودية.

والتحدي الثاني الذي تواجهه هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة بالمملكة، هو وضع آلية محكمة لحماية المناطق الأثرية النائية غير المأهولة والبعيدة بمئات الكيلومترات عن أماكن العمران، ولا يذهب إليها إلا المغامرون من محبي رياضة السفاري. وللأسف فإن بعضهم ليسوا على الوعي المطلوب لما يجب أن يكون عليه سلوك الفرد عند الوجود في مكان أثري له تاريخ.
والمعروف أنه ليس من المنطق وضع حراسة بشرية في كل موقع أثري، خاصة لو علمنا عدد هذه المناطق واتساع نطاق بعضها الجغرافي الذي يغطي أحياناً عدة كيلومترات، وبالتالي كان من الضروري البحث عن حلول عملية لحفظ وصيانة هذه المناطق الأثرية النائية وآثارها التي لا تقدر بثمن. ولذا رأينا برامج توعية مختلفة من هيئة التراث، تهدف إلى التعريف بقيمة المواقع الأثرية وأهمية الحفاظ عليها، ومحاولة حث المجتمع على المشاركة الفعّالة في الحفاظ على التراث الأثري. وقد سبق لنا الحديث عن مسابقة رائعة أطلقتها هيئة التراث، تدعو فيها السعوديين والمقيمين بالمملكة إلى اكتشاف وحفظ النقوش والكتابات الصخرية. والهدف كما هو واضح، دفع المجتمع للمشاركة في حفظ التراث.
إن قضية المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث ليست قضية المملكة العربية السعودية وحدها، بل هي قضية عالمية من أجلها نظمت الهيئات الدولية المعنية بقضايا التراث كمنظمة اليونيسكو وغيرها من الهيئات، العديد من المؤتمرات العلمية وحلقات البحث والدراسة. وقد اتفقت معظم الدراسات في هذا الشأن على ضرورة وجود مادة أساسية للتراث الأثري وأهميته وطرق حمايته تدرس للتلاميذ والطلبة في كل مراحل التعليم المختلفة. كذلك كان من التوصيات المتفق عليها بين الدول، محاولة إعادة صياغة كتب التاريخ والحضارة بالمدارس لكي لا تكون جافة ثقيلة بما تحمل من تواريخ وأحداث، بل لكي تصبح مادة شائقة للدراسة. كذلك يأتي التركيز على الدور التثقيفي والتربوي لمتاحف الآثار والفنون، التي تغيرت وظيفتها بالفعل من كونها مجرد دور لحفظ الآثار إلى مؤسسات ثقافية مؤثرة في مجتمعاتها.
ما زلت أعتقد أن من أهم ما قمت به في مصر هو المشاركة في بناء أول متحف للطفل بمدينة القاهرة، وهو متحف يهتم بتقديم تاريخ وحضارة الأرض وعلومها إلى الطفل بطريقة مشوقة وهذا ما نحتاج إليه في كل عالمنا العربي... أن نبدأ مع أطفالنا ونعلمهم كيف يحافظون على تاريخهم وحضارتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة إلى آثار المملكة 3 رحلة إلى آثار المملكة 3



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها

GMT 02:20 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة بالمركز القومي للترجمة حول أعمال نوال السعداوي

GMT 18:34 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

فوائد نبات الحلتيت لصحة الإنسان

GMT 00:18 2014 السبت ,07 حزيران / يونيو

ضروريَّات من أجل عودة السياحة إلى مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib