لغز أعمدة الرجاجيل
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

لغز أعمدة الرجاجيل!

المغرب اليوم -

لغز أعمدة الرجاجيل

زاهي حواس
بقلم - زاهي حواس

إن الاكتشافات الأثرية العظيمة غالباً ما تأتي عن طريق الصدفة وبلا أي تخطيط مسبق، وقليل من تلك الاكتشافات هو ما يتم بعد بحث شاق مضنٍ قد يستمر لسنوات عديدة حتى يخرج إلى النور، ولا عجب في ذلك، فعلم الآثار هو من أحدث العلوم على الأرض، إلا أنه يتطور وينمو بسرعة مذهلة، بل ويتفرع منه الآن علوم فرعية أخرى. وعلم الآثار كما هو واضح من التسمية يبحث عن وفي آثار الماضي بكل أشكاله وأنواعه، ومن المفترض أنه بمجرد العثور على الأثر تتم دراسته وتفسيره وبالتالي نشره، فيكون شهادة ميلاد جديدة لجزء من التاريخ. ولكن هناك حالات نادرة يوجد فيها الأثر ظاهراً أمامنا بل شامخاً ومستقراً، ومع ذلك لا نعرف عنه شيئاً! لا تاريخ وجوده، ولا حتى وظيفته. ويظل أمر تلك الآثار مرهوناً بظهور أدلة أثرية أخرى تميط اللثام عنها، وبالتالي يستطيع الأثري نشر معلومات مؤكدة أو على الأقل منطقية ومقنعة عن الآثار التي ظلت لسنوات، أو لقرون طويلة، مجهولة لا يعرف عنها شيء.
ومن أروع أمثلة الآثار المحيرة ما يعرف بأعمدة الرجاجيل، وهو موقع أثري معروف بمنطقة الجوف التي تصنف باعتبارها من أقدم المواقع الاستيطانية في المملكة العربية السعودية. ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين في عصور ما قبل التاريخ. وأعمدة الرجاجيل هي عبارة عن خمسين مجموعة من الأعمدة الأسطوانية؛ سواء التي لا تزال قائمة في مواضعها الأصلية وبارتفاعات تصل إلى ثلاثة أمتار، أو تلك الملقاة على الرمال في صورة سليمة أو محطمة إلى أجزاء.
تم نحت الأعمدة من الحجر الرملي الأحمر، ويتراوح عدد كل مجموعة من الأعمدة من ثلاثة إلى سبعة أعمدة. وتغطي هذه المجموعات مساحة دائرية كبيرة تشرف على سهل رملي كبير. وعلى الرغم من وجود الأعمدة بهذا العدد والشكل بل والحالة الأثرية الجيدة، فإن المعلومات عنها لا تزال غير معروفة، ولا يزال الأمل معقوداً على دراسات أثرية جديدة مقبلة من خلالها نستطيع كشف سر أعمدة الرجاجيل. ولا بد هنا من لفت الأنظار إلى أن العمل الأثري بالمنطقة يعد من أصعب الأعمال نظراً للكميات الضخمة من الرمال التي تغطي الموقع، وتعد تحدياً لأي مشروع حفائر في المستقبل.
وكما ذكرت، فإن أعمدة الرجاجيل وعلى قدر ضخامتها فإن المعلومات التاريخية حولها شحيحة وتكاد تكون منعدمة. ولذلك فإن باب النظريات والآراء ما زال مفتوحاً على مصراعيه لتفسير وظيفة أعمدة الرجاجيل وكنهها. وإلى حين أن يكشف لنا المستقبل عن حقيقة هذا الموقع الأثري الضخم والثري، فإن الآراء تذهب إلى كون أعمدة الرجاجيل جزءاً من مجمع ديني ضخم، أو بمعنى آخر مجمع لمعابد دينية مختلفة تعود إلى قبائل مختلفة. وربما يكون قد تم تشييدها خلال عصر ما قبل التاريخ؛ خلال الألف الرابع قبل الميلاد. وقد حاول البعض ربط هذه الأعمدة الحجرية بموقع الأحجار الضخمة الموجودة في إنجلترا التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، أو بمعبد حتحور في وادي مغارة بسيناء.
مثل تلك المواقع هي التي تثير خيال الأثري وتحفزه على التفكير في كل تفصيلة خاصة بالموقع، فيبدأ مثلاً بالتفكير في تحديد مكان المحجر الذي اقتطعت منه الأعمدة، وهو في الغالب يكون قريباً من موقع الإنشاء، ثم يأتي البحث عن طرق قطع الأعمدة وطرق نقلها ونصبها في مواضعها. وبعدها يأتي سؤال آخر: هل تم البناء في وقت واحد؟ أم أنه تطور ونما بمرور الزمن؟ أسئلة كثيرة دائماً ما تكون هي في النهاية مفتاح اللغز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز أعمدة الرجاجيل لغز أعمدة الرجاجيل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib