«تسويق الدول»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

«تسويق الدول»!

المغرب اليوم -

«تسويق الدول»

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

لا يزال الحديث متواصلاً عن حجم التكلفة المالية التي تحمّلتها دولة قطر جراء تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم الأخيرة، وما إذا كانت تلك المبالغ مجدية اقتصادياً. ولعل التعليق اللافت على هذا الاستفسار كان الذي قدمه أحد خبراء التسويق في مقابلة مع إحدى القنوات الإخبارية الفضائية حينما قال، إنه من الممكن اعتبار ما تم صرفه هو لأجل تنفيذ مادة إعلانية استثنائية للترويج لقطر لمدة شهر وبشكل مركز ومكثف لا يفرق بذلك عما تقوم به كبرى الشركات المتعددة الجنسية للترويج عن سلعاتها ومنتجاتها وخدماتها حول العالم وعلى مدار العام. أما بخصوص جدوى التكلفة، فتبقى وحدها دولة قطر الأقدر على الإجابة عن هذا الاستفسار؛ لأنها الوحيدة الأعلم بأهدافها الاستراتيجية من وراء هذه الحملة.
وتسويق الدول ليس بالمسألة الجديدة أبداً، فهناك العديد من الدول التي تلجأ وتتبع أساليب ووسائل تقليدية وغير تقليدية لإبراز اسمها وتسويق نفسها كعلامة فارقة ومميزة على الساحة الدولية، وذلك باستخدام القوى الناعمة في معظم الأحيان والقوى الخشنة لو اضطرها الأمر في أحيان أخرى. وذلك بسبب التنافس المحموم الحاصل بين معظم الدول التي تسعى لأن تكون إحدى أهم نقاط الجذب للشراكات الاستثمارية أو أحد أبرز المقاصد السياحية العالمية.
ولعل أبرز وأهم من كتب بشكل معمّق ورصين هو الكاتب الأميركي المعروف وجهبذ الإدارة والتسويق فيليب كوتلر، وذلك من خلال كتابه المهم الذي يحمل عنواناً ذاتي الشرح هو «تسويق الأمم» الذي ربط فيه بشكل مدهش ومفيد السياسات الاقتصادية الدقيقة للدول بالتصرفات الدقيقة للشركات والمؤسسات والمستهلكين في هذه الدول؛ بداية من التفكير الاستراتيجي وصولاً إلى تحقيق الرخاء والثروة الوطنية.
ويقدم المثال تلو الآخر من تجارب اليابان والنمور الآسيوية والهند والصين وجنوب شرقي آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية بحيث يظهر فيها كيف أن تنفيذيي الشركات وواضعي استراتيجياتها وصانعي سياسات الحكومات ومخططيها من الممكن أن يحددوا الطرق الأنسب التي ستحقق النمو الاقتصادي في ظل ظروف الأسواق الدولية.
وتسويق الأمم والدول والشعوب يأخذ أشكالاً مختلفة؛ منها أن تكون الدولة المعنية منظّمة لحدث رياضي كبير أو مناسبة فنية أو مؤتمر في غاية الأهمية أو معرض هائل، فتحظى الدولة بتغطية إعلامية للحدث وينتقل الخبر من شخص إلى آخر بسرعة البرق مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات الحديثة، وتزداد أهمية مع وجود قصص إيجابية جانبية خلال الحدث. وهناك دول تلجأ إلى استغلال كل فرصة ومناسبة لتذكير العالم بتميزها حتى ولو كان على حساب مأساة وزهق أرواح الناس، مثلما فعلت الولايات المتحدة خلال ذروة انتشار وباء «كوفيد - 19»، وذلك من خلال استغلال الفرصة لتذكير العالم بأنها الدولة الأكثر تقدماً علمياً وصحياً بدليل لقاحها الأكثر تأثيراً «فايزر» مقارنة بلقاحات الدول الأخرى مثل الصين، وروسيا، وكوبا، والهند وبريطانيا.
وهناك أمثلة الدول الاستعمارية الكبرى التي وبكل عنجهية تعرض في متاحفها الوطنية الكبرى ما سرقته من آثار قيّمة من مستعمراتها السابقة على أنها «كنوز وطنية لا يمكن التفريط فيها»، وكل ذلك يدخل في ضمن دائرة المبرر والمباح لأجل غاية تسويق الدول، مع عدم إغفال أو إنكار ما تقوم به إسرائيل بالاعتداء على أطباق عربية وفلسطينية ومنسوجات وملبوسات وأزياء ونسبها كذباً وزوراً وبهتاناً إلى إسرائيل لإيجاد مبررات واهية وجديدة للاستمرار في الترويج والتسويق لنفسها أمام العالم.
مع تحسن معدلات النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة والدول النامية يصبح من البديهي والمتوقع أن يزداد الطموح ويرتفع سقف التوقعات المرجوة للحصول على حصة أكبر وفرص أكثر من كعكة العالم الاقتصادي في ظل منافسات أقل ما يمكن أن توصف به هو الساخنة والمحمومة، وعليه سيكون طبيعياً جداً أن نشهد المزيد من الطرق والأساليب، المبتكرة والمذهلة أحياناً والصادمة أحيانا أخرى، لترويج وتسويق الدول سواء لأجل تحسين سمعتها أو تغيير صورتها أو إعادة تموضعها في خانة جديدة لها بعيدة تماما عن الصورة النمطية العالقة في الاذهان لها.
تسويق وترويج الدول أهم وأخطر من عمل الشيء نفسه بالنسبة للمؤسسات والشركات؛ لأن الآثار التراكمية الناتجة تبقى أكبر وأكثر تأثيراً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تسويق الدول» «تسويق الدول»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib