«ازدراء العلوم»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

«ازدراء العلوم»!

المغرب اليوم -

«ازدراء العلوم»

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

كما هو الحال مع كل مناسبة لتحري هلال شهر رمضان المبارك أو تحري هلال شهر شوال لاعتماد عيد الفطر المبارك، يعود الحديث مجدداً عن اعتماد رؤية الهلال بالعين المجردة أو بالمنظار المعظم أو بالتليسكوب في مقابل اعتماد الحساب الفلكي الدقيق لمعرفة ذات المسألة. والحقيقة أن هذا الحديث المتجدد يظهر لنا استمرارية العلاقة المعقدة بين الكثير من علماء الدين مع منظومة العلم بفروعها المتعددة. وهذه المسألة ليست بالجديدة كما هو معروف بطبيعة الحال، ولا تنحصر في موضوع رؤية الهلال تحديداً، ولكنها قديمة جداً، وتشمل جوانب مختلفة ومتنوعة.
حصر العلوم بمفهومها الديني حصرياً والتشكيك الشديد في فروع العلوم الأخرى التي تمثل الطب والفلك والطبقات الأرضية على سبيل المثال لا الحصر، جعل من «زندقة وتفسيق وتكفير» علماء كبار ومؤمنين من أمثال ابن الهيثم وابن سينا والرازي والكندي وغيرهم، مسألة معتادة وشبه مقبولة. وباتت هذه السابقة تؤسس لفكرة الفصل بين العلوم الدنيوية (وهو وصف تصغيري أقرب للتحقيري) والعلوم السماوية (وهي الأفكار التي ينتجها رجال الدين بشكل عام). هذه العلاقة المعقدة والمضطربة هي التي سمحت بانتشار الخرافات واعتماد الأساطير بدلاً عن اعتماد العلوم كمصدر للمعرفة.
وهذا المناخ المسموم تجاه العلوم والتشكيك المستمر فيها هو الذي سمح بظهور آراء ظاهرها ديني ولكن باطنها كوميديا سوداء. آراء مثل التشكيك في كروية الأرض وصولاً إلى الاعتقاد بأن قيادة المرأة للسيارة سوف يؤثر على مبيضيها، وبالتالي على قدرتها على الإنجاب!
عندما تصل القناعات لدى عدد غير بسيط من رجال الدين بأن العلوم بمفهومها العريض هي وسائل وأدوات لإثبات بالأدلة القطعية الكثير من المسائل الإيمانية نفسها مع الاحترام الكامل لعقل الإنسان في الوقت نفسه، حينها سيحدث تغيير غير عادي في العلاقة بين الدين والعلم، وبأن المسألة تكاملية وليست على النقيض من بعض.
هذه العلاقة ستزداد تعقيداً مع الطفرة الهائلة وغير المسبوقة في التاريخ البشري فيما يخص العلوم وتطورها. إبقاء النظرة الدونية من قبل الكثير من رجال الدين لا يمكن وصفه إلا بازدراء العلوم، وهذه المسألة ستخرجهم بالتدريج من الواقع، وتحول بالتالي آراءهم إلى خلط بين الخرافة والأسطورة. العلوم لا تتعارض مع الدين ومتى فهمت هذه العلوم باحترام وتقدير ستكون أدوات ووسائل فعالة ومؤثرة لتحقيق غاية دينية عظيمة وهي حفظ كرامة الإنسان.
هناك أجيال قادمة لن تعترف إلا بما يحترم منظومة العلوم ومنهجيتها، ولن تقبل بما يسفهها إلا بدليل على ذات المستوى من الإقناع، وخصوصاً في مجالات تطورت وباتت بإمكانها تقديم وتوفير ما يثبت قولها كالفلك والطب وعلوم النواة وعلوم طبقات الأرض والزراعة، وتصبح بالتالي أي محاولة للتسفيه أو الاستخفاف بأي منها مردودة على قائلها.
إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن أكثر من 80 في المائة من إجمالي العلماء في تاريخ البشرية موجودون في آخر سبعين عاماً، وإذا أضفنا إلى ذلك أيضاً فكرة أن البشرية لم تعرف حقباً من المعرفة التراكمية كالتي نعيشها في آخر مائة عام، فسندرك تماماً أهمية المرحلة العلمية التي نعيشها، وأن هذه مسألة جديرة بأن تؤخذ بمنتهى الجدية، وأن تؤدي إلى تغيير في أسلوب تعاطينا معها.
العلوم فتوحات وهبات ويجب احترامها على أنها كذلك، وأن العلماء في مختلف مجالاتهم يساهمون بشكل عملي في إعمار الأرض وصون كرامة الإنسان، وهما من أهم وأعظم المطالب الإيمانية الجليلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ازدراء العلوم» «ازدراء العلوم»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib