روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

روسيا وأوكرانيا: اللوم على التاريخ!

المغرب اليوم -

روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

هناك مقولة مشهورة جداً للأديب الروسي الأكثر شهرة ليو تولستوي في رائعته الخالدة رواية «الحرب والسلم»، التي يقول فيها إن أقوى المحاربين هم هذان الاثنان؛ الزمن والصبر.
تذكرت هذه المقولة الفلسفية التي يتداولها الروس، والتي أصبحت جزءاً من العقيدة التي تحكمهم وتحولت إلى حكمة يديرون بها أمورهم وشؤون حياتهم، تذكرتها وأنا أتابع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثالث بدون أن تحسم المعركة لصالح أي طرف من الأطراف، وحتماً وبشكل مؤكد طال أمد هذه الحرب بشكل أكثر مما كان يتوقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه. وكما كان متوقعاً تناولت العديد من مراكز صناعة القرار والمحللين والأكاديميين أسباب ما حصل بين روسيا وأوكرانيا وعلى من تقع اللائمة بشكل رئيسي، تم تقديم العديد من النظريات والبراهين والأسباب، وفي الكثير من الأحيان كانت تتجه هذه الأسباب إلى لوم الولايات المتحدة بشكل رئيسي وحلف الأطلسي (الناتو) بشكل عام على تحمل المسؤولية الأساسية لما آلت إليه الأمور اليوم في الصراع الحاصل بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بسبب توسع الحلف جغرافياً في المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي السابق وبالتالي النفوذ الروسي أيضاً، وهي مناطق جغرافية كانت تعتبرها روسيا جزءاً من مدار أمنها القومي غير المباشر.
ولكن هناك نظرية أخرى يجب التمعن فيها بشكل معمق، وهي نظرية التاريخ الروسي نفسه؛ فاليوم الكل يحلل في حقبة سقوط الاتحاد السوفياتي فقط، والضعف الذي كانت عليه الدولة الروسية بعد السقوط، ثم صعود نفوذها مع تولي الرئيس الحالي فلاديمير بوتين مقاليد الحكم فيها بعد مد نفوذه على المناطق المؤثرة حول العالم لبسط هيمنة سوفياتية الشكل روسية المظهر مجدداً.
إلا أن التاريخ الروسي القديم يؤكد لنا أن هذا تماماً هو النهج الروسي الساعي دوماً للتوسع المستمر وبسط النفوذ خارج حدود الجغرافيا التقليدية لروسيا التاريخية، وقد خاضت روسيا عبر السنوات المختلفة حروباً بدواعٍ دينية تارة ودواعٍ اقتصادية تارة أخرى ولأسباب سياسية تارات ثالثة، كان الغرض منها توسيع نطاق نفوذها الجغرافي وضم ما تستطيع ضمه من أراضٍ إليها، وكان أكبر دليل على صدق هذه المقولة ما قام به جوزيف ستالين نفسه خلال حقبة حكمه التوسعية، وبالتالي إذا علمنا التاريخ درساً أو شيئاً من الممكن الاستفادة منه، يعلمنا أن طباع الشعوب والأمم لا تتغير بسهولة، وأن الطبع التوسعي للعقيدة الروسية كان سيستمر في كل الأحوال، كما أثبتت لنا الأيام اقتطاعه أجزاءً من بولندا وجورجيا وأوكرانيا، بالإضافة لأقاليم أخرى داخل روسيا التاريخية نفسها لا تزال فيها شبهة الاحتلال.
روسيا تاريخياً لها حضارة عظيمة، حضارة تميزت بالأدب الرفيع والفنون الرائعة والإبداعات الإنسانية التي لا يمكن إغفالها، وهي منارة للعقيدة الكنسية الأرثوذكسية الشرقية، وهي هويتها التي تحرص على إبرازها، وبالتالي هي ليست جزءاً من الغرب، هي أرثوذكسية شرقية بامتياز. وهذا جزء من المعاناة التي لديها، فهي تريد أن تحظى بمكانة تستحق هذه الإمكانيات وتعكس هذا التاريخ، وعليه فإن روسيا اليوم هي قوة عظمى ولكنها ليست القوة العظمى، وهذا الموضوع حسم لصالح المعسكر الغربي منذ فترة ليست بالقصيرة، فبوتين وزمرته التي تحيط به حريصون على تغيير هذا الواقع في أقرب فرصة.
القراءة التاريخية لأحداث اليوم التي يتابعها العالم بشغف واهتمام، من المهم أن تحظى برؤية تاريخية دقيقة حتى نعرف كيف بدأت صغائر هذه الأمور وانطلقت حتى وصلت للصورة الكبيرة المعقدة التي تحدث أمام أعيننا هذه الأيام.
هناك عبارة رائعة الدلالة وبالغة الأهمية أوردها المؤلف الروسي الكبير دوستويفسكي في روايته المهمة «الإخوة الأعداء» أو كما تعرف تحديداً بالنص الروسي «الإخوة كرامازوف» التي يقول فيها الأهم هو ألا تكذب على نفسك، وهذه العبارة قد تختصر المشهد الذي يحصل اليوم فيما يخص تبريرات روسيا لغزوها لأوكرانيا وإبداء الأسباب ولوم الآخرين وتبرير الموقف وإغفال دور التاريخ في هذه المسألة المعقدة والبالغة الأهمية.
اليوم روسيا في وضع دقيق والمغامرة التي دخلت عليها في أوكرانيا كلفتها الكثير جداً من فقدان الهيبة العسكرية في ظل التأخر الكبير في حسم المعركة، وتقارير عن هروب مجندين من جيشها، واضطرارها للاستعانة بمقاتلين مرتزقة من دول أخرى، والحصار الاقتصادي الذي سيكبد الاقتصاد الروسي الضعيف خسائر فادحة، يؤكد لنا أن المغامرة التي أقدمت عليها روسيا كانت غير محسوبة وفيها محاولة بائسة لاعتماد نظريات أصولية وطنية في جغرافيا متغيرة. وإن نجحت روسيا في ذلك فإنها ستخلق سابقة تسمح لغيرها من الدول التي لديها الدعاوى ذاتها بالتقليد الأعمى لروسيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib