لماذا لا تنخفض الأسعار

لماذا لا تنخفض الأسعار؟

المغرب اليوم -

لماذا لا تنخفض الأسعار

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

إذا كان من المنطقى أن ترتفع أسعار أى سلعة مستوردة إذا ارتفعت أسعارها عالميا، فلماذا لا ينخفض هذا السعر محليا، حينما ينخفض عالميا؟!

هذا هو السؤال الذى يشغل كثيرين فى مصر، هذه الأيام وهم يتابعون ويراقبون بشغف تراجع أسعار بعض السلع الأساسية فى الأسواق العالمية.
طبقا للتقرير الشهرى الأخير عن الأسعار العالمية الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» فإن هناك تراجعات كثيرة فى أسعار العديد من السلع.
حيث انخفض متوسط أسعار الحبوب عموما بنسبة ٤٫١٪ عن مستويات شهر مايو، لكنه ما يزال أعلى بمقدار ٢٧٪ عن مستويات يونيو ٢٠٢١.
والتفسير السريع لهذا الانخفاض هو إنتاج موسم حصاد الحبوب فى النصف الشمالى للكرة الأرضية ومناطق أخرى وارتفاع توقعات الإنتاج فى روسيا واستئناف أوكرانيا لصادراتها وتباطؤ الطلب العالمى على الحبوب وضعف السيولة.كما تراجع سعر زيت الصويا بنسبة ٢٣٪ فى يوليو الحالى مقارنة بشهر مارس الماضى، وهبط سعر زيت الأولين المستخدم فى صناعة زيت الخليط «المستخدم فى القلى» بنسبة ٤٦٪ ليسجل سعر الطن ٩٧٥ دولارا مقارنة بـ١٧٩٤ دولارا فى مارس الماضى، وهبط سعر زيت عباد الشمس إلى ١٨٨٤ دولارا مقابل ٢٠٧٩ دولارا فى مايو، وتراجع سعر البن عالميا ليصل إلى ٥٫٧ دولار للكيلو مقابل ٦٫٤ دولار فى يونيو الماضى، والمتوقع تراجع سعر الكاكاو وكذلك الشاى.
وتوقع تقرير الفاو تراجع أسعار القمح بنسبة ٣٣٪ فى سبتمبر المقبل، لتصل إلى ٣٠٣ دولارات للطن الواحد، مقارنة بـ٣٨٢ دولارا للطن فى يونيو الماضى، و٤٠٤ دولارات فى أبريل الماضى. كما توقع التقرير هبوط أسعار زيت النخيل فى أكتوبر المقبل بنحو ٣٧٦ دولارا للطن ليصل إلى ٨٨٧ دولارا مقابل ١٢٦٣ دولارا فى مايو السابق.
السؤال الذى بدأنا به: إذا كانت الأسعار تنخفض عالميا، فلماذا لا تنخفض محليا؟!
هناك سلع يمكن التفهم أنها لا تنخفض لأن سعرها مهما ارتفع، فهو لم يصل إلى السعر العالمى مثل السولار على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن لجنة التسعير التلقائى رفعته مع معظم أنواع الوقود فى أوائل الشهر الجارى،فان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قال إننا نستهلك 42 مليون لتر سولار يوميا وتتحمل الدولة دعما يوميا ب178 وسنويا 63 مليار جنيه ،وانه بعد الزيادة الاخيرة فان الدولة ما تزال تدعم السولار ب 157 مليون جنيه يوميا
إضافة إلى أن أسعار البترول ما تزال مرتفعة عالميا وسعر خام القياس العالمى برنت فوق المائة دولار منذ الغزو الروسى لأوكرانيا.
لكن ماذا عن بقية السلع خصوصا غير المدعمة، أى التى تباع حرة فى الأسواق، واستوردها القطاع الخاص، وباعها للمواطنين بأسعارها العالمية، مضافا إليها هامش الربح الذى لا نعلم حجمه، فإذا انخفضت عالميا، فلماذا يظل سعرها المرتفع كما هو فى الأسواق المصرية؟
مصدر بالغرفة التجارية قال لـ«الشروق» فى الأسبوع الماضى أن هناك ممارسات احتكارية، هى السبب فى ارتفاعات الأسعار رغم انخفاض الأسعار العالمية. المصدر قال: لماذا يرتفع الأرز وهو منتج محلى بالكامل ولا علاقة له بالأسعار العالمية؟!! كيلو الأرز المعبأ الموجود بالأسواق يباع الآن حسب المصدر بحوالى ١٥ جنيها علما أنه كان يباع قبل الأزمة الأوكرانية بما يتراوح بين ٥ ــ ٨ جنيهات، وهو نفس المحصول الذى تم حصاده فى أغسطس من العام الماضى، وتم شراؤه من الفلاحين بأسعار زهيدة، وتم تخزينه بطريقة معينة ليتم التحكم بالأسعار حتى موسم الحصاد المقبل فى أغسطس المقبل.
نفس المصدر يقول إن زجاجة الزيت التى كانت تباع بـ٢٨ جنيها قبل الحرب ارتفعت إلى ٤٠ جنيها بعدها، والشركات والمصانع كان لديها مخزون لأربعة أشهر، لكن ورغم تراجع الأسعار عالميا، فإن السعر المحلى المرتفع ما يزال كما هو، والطبيعى أن تنخفض الأسعار بنحو عشرة جنيهات للعبوة اللتر كما يقول نفس المصدر.
بعض خبراء الاقتصاد يقولون إن هناك أسبابا اقتصادية متشابكة قد تجعل سعر سلعة محلية معينة مرتفعا، مثل الأرز لأن هناك عوامل أخرى تدخل فى إنتاجها تجعل سعرها مرتفعا مثل أجور الفلاحين وتكاليف النقل.
لنفترض أن ذلك صحيح فإن السؤال هو «لماذا لا تنخفض حتى بنسبة ٥ أو ١٠٪..
التساؤل قديم ومعقد ويحتاج إلى إجابة واضحة من الحكومة، خصوصا بالنسبة لسلع معينة مثل رغيف الخبز الحر غير المدعم وهو ما يحتاج لنقاش لاحق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا تنخفض الأسعار لماذا لا تنخفض الأسعار



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 17:55 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

بوادر هدنة في السودان وتوقعات بلقاء قريب بين البرهان وحميدتي
المغرب اليوم - بوادر هدنة في السودان وتوقعات بلقاء قريب بين البرهان وحميدتي

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:46 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

القلق يسيطر علي إدارة اتحاد طنجة بسبب النتائج السلبية

GMT 09:54 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

ديكورات حدائق منزلية صغيرة خارجية مميزة

GMT 08:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تعرفي على كيفية صنع صبغات شعر طبيعية لتغيير لونه

GMT 07:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

"مرسيدس الفئة S" تمثل أفضل سيارة في العالم

GMT 09:53 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

AZZARO WANTED العطر المناسب للرجل الذي لا يعرف المستحيل

GMT 14:11 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أتلتيكو مدريد يلجأ إلى أسلوب ذكي ليحشد الجماهير في الملعب

GMT 07:50 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل المعاطف للشتاء بأسعار معقولة وألوان حيادية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib