كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة

المغرب اليوم -

كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة

بقلم - عماد الدين حسين

إحدى المشكلات التى يعانيها جانب لا بأس به من العقل السياسى المصرى فى المرحلة الراهنة هى الاعتقاد بأن التمنيات والرغبات والطلبات لابد أن تتحقق فورا بين غمضة عين وانتباهتها.

قابلت كثيرا من المواطنين والزملاء والأصدقاء وبعضهم يسأل بكل براءة: لماذا لم يحقق الحوار الوطنى حتى الآن مطلب إقامة الديمقراطية الكاملة فى مصر، كما هو الحال فى أمريكا والبلدان الغربية المتقدمة؟
والبعض الآخر يسأل: ألا يعتبر فشلا ذريعا للحوار الوطنى أن يتم القبض على بعض السياسيين أو الحقوقيين أو الحكم عليهم بينما الحوار الوطنى ما يزال مستمرا.
أو سؤال آخر: ولماذا لا يصدر الحوار الوطنى بيانات واضحة ومحددة بشأن كل الأحداث المهمة التى تمر بها البلاد؟! وأقول لكل هؤلاء إنه من المستحيل أن نتحول إلى دولة ديمقراطية كاملة فى التو واللحظة مثلما هو الحال فى دول متقدمة كثيرة. لكن ليس معنى كلامى أننى أؤمن بما يقوله البعض أحيانا بأننا دولة لم تنضج بعد لكى تكون ديمقراطية. واعتقادى أن مثل هذا الكلام يستخدم أحيانا كستار لعدم الشروع بأى صورة فى اتجاه التعددية والديمقراطية.
يقينى الواضح أن كل الشعوب سواسية ويمكنها جميعا أن تصبح ديمقراطية وتعددية إذا اتبعت الشروط والمقومات المطلوبة.
وبالتالى فمن المهم أن نضع أقدامنا على أول الطريق الصحيح بحيث نصل إلى مصاف الدول المتقدمة بعد وقت معلوم من السنوات، بدلا من أن نصبح مثل سيزيف فى الأسطورة الإغريقية الشهيرة، الذى يصعد من أدنى السفح إلى أعلى الجبل المدبب حاملا الصخرة الثقيلة فوق ظهره، وحينما يصل القمة تتدحرج الصخرة للأسفل فيعود لما بدأه كل مرة. الحوار الوطنى لا يملك مهارة السحرة فيحول المجتمع الشمولى إلى مجتمع ديمقراطى فى لمحة عين، لأن التحول الديمقراطى الصحيح هو نتيجة سياق محدد وتراكم مجتمعى شامل فى مجالات كثيرة خصوصا السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وبعدها يصبح التحول الديمقراطى مجرد نتيجة عملية لهذا الواقع.
الإجابة على السؤال الثانى، هل ستصبح حياتنا السياسية «بمبى» بمجرد أن الحوار الوطنى قد بدأ ولن يحدث ويقع ما يعكر هذه الأجواء الوردية، الإجابة هى لا، لأن هناك واقعا سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومجتمعيا حصيلة عقود طويلة من ثقافة سياسية محددة، لن تختفى للأسف بمجرد رغبتنا فى ذلك، بل ستظل موجودة معنا لفترة، لكن الفارق المهم هو أن وجود سياسات واضحة ومحددة وإيمان حقيقى بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة هو الذى سيخفف من هذه الثقافة السلبية ويجعلها تتراجع شيئا فشيئا، إلى أن تصل إلى الصورة التى نتمناها، والعكس صحيح وهو أن عدم التصدى لهذه الممارسات سيجعلنا ندور فى حلقة مفرغة ولن نتقدم أبدا.
وبالتالى فعلينا ألا نندهش حينما يقع حادث مزعج هنا أو هناك ويراه البعض نكوصا عن السير فى الطريق الصحيح. هو أمر مزعج بطبيعة الحال، لكن النضال السياسى الحقيقى لابد أن يتعامل بمرونة مع هذا الواقع ولا يصاب باليأس فى كل مرة يقع فيها حادث مماثل.
ومن الطبيعى أن نفهم أن هناك لوبيات كثيرة مستفيدة من أوضاع معينة وبالتالى فالمتوقع أن تدافع عما تعتقد أنه مصالحها أو مكاسبها، ومن هنا يمكن تفهم أنها ستعارض أى محاولات للتغيير، وسوف تتعامل معه باعتباره سيقود للأسوأ.
الحوار الوطنى ليس بديلا للبرلمان أو الحكومة، وهو ليس حزبا سياسيا مطالبا بأن يصدر بيانا بشأن أى حادث يقع هنا أو هناك. وهناك وجهة نظر تقول إن ذلك قد يضع الحوار فى جانب معين، فى حين أنه يطرح نفسه ممثلا لكل الوطن.
لكنى أؤمن بأنه فى أحداث معينة لابد أن يتكلم ويكون له دور كما حدث فى واقعة الحكم على باتريك زكى وهو الأمر الذى قوبل باستجابة سريعة ومقدرة من الرئيس السيسى بالعفو عنه.. وبالتالى فدوره هو أن يكون حلقة وصل بين المجتمع والدولة وله مهمة محددة وهى تحديد أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة.
ولا مانع أن يتحول إلى مؤسسة قائمة لا تكون بديلا للمؤسسات القائمة بل مسهلا وجسرا للوصول إلى بداية الطريق السليم. ختاما من المهم أن نكون واقعيين وليس وقوعيين وأن نقرأ هذا الواقع بصورة صحيحة حتى يمكننا أن نغيره للأفضل بأقل الأضرار الممكنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib