إنجاز أبطال وعجز فصائل
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

إنجاز أبطال... وعجز فصائل

المغرب اليوم -

إنجاز أبطال وعجز فصائل

بكر عويضة
بقلم : بكر عويضة

قهر السجان للأسير مُتوَقَّعٌ. ليس في الأمر جديد. غير أن التميز في هذا الوضع يتمثل في خصوصية تنوّع أساليب القهر الإسرائيلي لكل أسير فلسطيني يقبع بإحدى زنازين أيٍّ من قلاع ما تُسمى السجون في إسرائيل، لأن كلاً منها بالفعل قلعة يكاد يكون مستحيلاً اختراق تحصيناتها. كما صار معروفاً، سجن جلبوع واحد من الأكثر تحصيناً بين تلك القلاع بأسوارها العالية، وجدرانها الملّغمة بالأسلاك الشائكة. لذا، أنْ يخترق ستة أسرى فلسطينيين كل تحصينات أمن ذلك الحصن، وأن يتمكنوا من حفر نفق يُخرجهم من ظلمات سجانهم، إلى فضاء حرية أرضهم المحتلة، ولو لبضعة أيام، هو في حد ذاته واحدة من أبدع آيات إمكانية أن يُبدع الفلسطيني المقهور في إيقاع القهر بمرارة أشد، على سجانيه ومحتلي أرضه. أمِن عجب إذنْ، إذا قيل في وصف أولئك الستة إنهم أبطال؟ كلا، على الإطلاق.
حقاً، إنجازٌ بطولي يستحق صفة الإعجاز أنْ ينجح أسرى فلسطينيون في هز هيبة الأمن الإسرائيلي ككل، وإحداث شرخ في جُدُر تحصينات السجون المخصصة للفلسطينيين تحديداً. سوف يوثَّق هذا الحدث في سجلات التاريخ بشكل بارز، والأرجح أن يرجع إلى وقائع الهروب من قلعة جلبوع الإسرائيلية، في مستقبل الأيام، باحثون كثرٌ من مختلف بقاع العالم، ولأهداف عدة تتوخى الوقوف بدقة على النجاح في حفر النفق ثم الانطلاق من عتمته إلى النور. ذلك هو الشق الأساس في النظر إلى ما جرى. ثمة شق آخر، ربما يتوقف عنده باحثون في شؤون الحركات الوطنية عموماً، وما يُعنى، خصوصاً، بتطور أساليب وفنون المواجهة بين الطرف الأقوى في السلاح والتجهيز، هو المُحتل للأرض طبعاً، والآخر الأضعف سلاحاً، لكنه الأمضى عزيمة، وهو المتمثل في كل مُقاوم لأي احتلال. إذا حصل هكذا تدقيق مستقبلاً، لعل من الجائز الافتراض أن يتوقع المعنيون، فلسطينياً، تساؤلات لن تسرّهم، ولعلها لم تخطر على بال أي منهم.
يمكن تخيّل أن أول تلك التساؤلات سوف يأتي على النحو التالي: كيف تخفق التنظيمات الفلسطينية ككل، خصوصاً «حركة الجهاد الإسلامي»، أولاً، كونها فصيل الأسرى الستة، ثم حركة «حماس»، ثانياً، من منطلق أنها تنفصل بحكم قطاع غزة، في توفير ملاذ آمن للأسرى الفارين، اعتباراً من يوم وقوع الفرار؟ من الجائز أن يُقال إن هكذا إخفاق كشف عن عجز صاعق في أداء الفصائل الفلسطينية. أَمَا كان ممكناً لمن يجيد حفر الأنفاق داخل قطاع غزة، وبينه وبين مصر، توجيه أولئك الشبان نحو كيفية الوصول إلى مقرات آمنة؟ كلّا، رُبّ قائل يسارع فيجيب، وربما يضيف أن التساؤل في حد ذاته سخيف، ويعبِّر عن سذاجة في فهم تعقيدات الصراع الميداني ضد عدو بحجم إسرائيل. حسناً، ذلك رد يجب أخذه في الاعتبار. إنما، هل يمكن الرد عليه بطرح تساؤل مختلف على النحو التالي: لماذا يفشل أمن إسرائيل في العثور على جلعاد شاليط طوال أكثر من خمس سنوات أمكن خلالها لأمن «حماس» أن يخفيه جيداً، بينما تتمكن الأجهزة الإسرائيلية من اكتشاف مخابئ الأسرى الستة، واحداً بعد آخر، في ظرف أيام؟ تُرى، أكان ذلك التمكّن، لدى أجهزة «حماس» من مستوى خارق بالفعل، لدرجة أنه شلّ إمكانية كل الأجهزة في إسرائيل ففشلت في الوصول إلى استرجاع «ابن الجميع» -كما أُطلق على شاليط، تعاطفاً، في المجتمع الإسرائيلي- أم يجوز الافتراض أن مسؤولي الأمن الإسرائيلي، التزاماً بقرار سياسي، أطالوا أمد اختطاف ابنهم حتى وقت معلوم، ما دام إسرائيل مطمئنة إلى حُسن التعامل معه، بغرض أن يصبح إحدى أوراق المساومة، لاحقاً، سواء في صفقة تبادل أسرى، أو في التفاوض على وقف إطلاق نار عندما تنفجر واحدة من حروب إعادة خلط الأوراق، كي يُعاد رسم خرائط التحرك المسموح بها على مسرح تعطيل أي توصل إلى تسوية تتيح للفلسطينيين مجال التنفس بلا قلق من التحسب لاحتمال حرب جديدة تدق الأبواب؟
لست أزعم دراية بخفايا ليس لديَّ ما يوثّق زعمي بشأنها. إنما هي حيرة تعيد فرضها، أحياناً، تعقيدات تراجيديا جديدة يمر بها الحال الفلسطيني. حقاً، طوبى لكم أبطال إيقاع شق في قلاع السجان الإسرائيلي، عبر نفق سجن جلبوع. ثُم، أمَا حان للسادة قيادات الفصائل الفلسطينية أن تلمّ الشمل، علّها تغار من نجاح الأسرى الستة، فتنجح في ترميم شقوق خلل الأداء داخل فصائلها؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنجاز أبطال وعجز فصائل إنجاز أبطال وعجز فصائل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib