نيسان الأقوى من النسيان
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

نيسان الأقوى من النسيان

المغرب اليوم -

نيسان الأقوى من النسيان

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

بدءاً في فلسطين، مروراً بلبنان، وصولاً إلى تونس، يطل شهر أبريل (نيسان) كل عام حاملاً معه ذكرى أكثر من حدث غير عادي، ليس غريباً أن يستعصي على النسيان. تأبى أحداث تمر بها الشعوب إلا أن تفرض حضورها على الواقع، رغم غياب رموزها الأساسيين، وحتى بعد رحيل أبطال مسارحها المتعددة الأماكن والأزمنة. مفيد أن يحدث هكذا استحضار، شرط ألا يكون لمجرد الرغبة في جَلْد الذات، أو إطلاق العنان للبكائيات علّها تعوِّض ما خلَّفت الهزائم من نكبات على الأرض، وانهيارات في النفوس، بل لأن ثمة فوائد يمكن قطف ثمارها إذا ترافق استدعاء الماضي، مع تعلم الدروس مما جرى، ثم البدء بتجنب تكرار الأخطاء، والانطلاق في وضع خطط طرق عدة، تتوخى بناء الغد الأفضل.
كنتُ صبياً، لكنّ إدراكي أحاسيس الألم التي تنبض بوجع والدي، إذ يفيض دمع الندم من عينيه، لم يكن صعباً. باختصار يا ولدي، يقول المُهجّر القابض على جمر اللهب بين ضلوع القلب، كان يجب أن نبقى في بئر السبع. الفارق في العمر، وفي تجربة المعايشة، بالطبع، لم يكن يمنع الصبي من محاولة الفهم بعمق أكثر، أولاً، وربما بغرض التخفيف عن والد نال منه تعب الكد، وإرهاق العمر، أبعد مما يحتمل، لذا كنتَ تجدني أسارع إلى القول إن الرحيل إلى قطاع غزة، لم يكن محض اختيار ذاتي، وإنما وقع إثر تصاعد مآسي الظلم الصهيوني، وارتكاب المرعب من فظائع المجازر. كلا؛ لم يكن ذلك كله كافياً لإقناع رجل وقر في القلب منه إيمان مطلق أن ضياع البلد، أي بلد، يبدأ حين تقرر جموع من أهله الفرار إلى أقرب ما تسمى «مناطق آمنة» في قواميس ساسة العالم الكبار، الممسكين بخناق القرار الدولي، الذين هم أيضاً مشعلو نيران الحروب، إذا أرادوا، ومحققو السلام، إن شاءوا، يظنون أنهم صنّاع حاضر الشعوب، وأنهم المسيّرون للصراع بين الأمم بما يحقق مصالحهم قبل غيرهم.
في التاسع من أبريل عام 1948 أقدمت عناصر من عصابات «إرغون» و«شتيرن» الصهيونية على ارتكاب مجزرة دير ياسين. يراوح تقدير المصادر الفلسطينية والعربية لعدد الضحايا بين 250 و350، بينما تكتفي مصادر غربية بالزعم أن العدد كان في حدود 109 فحسب. في العرف الغربي ذاته، مقتل إنسان واحد كافٍ لأن يُعد جريمة. إذنْ، بصرف النظر عن العدد، يظل واضحاً أن ارتكاب تلك المجزرة فتح الباب أمام فرار آلاف العائلات طلباً للنجاة من بطش عصابات الإرهاب الصهيوني. لكنّ الفلسطيني النازح إلى دول الجوار العربية، سوف يعيش، أو قل إن أجيال لاجئي المخيمات الفلسطينية، سوف تعيش لتشهد من مآسي تدخُّل منظمات العمل الفلسطيني في الشؤون الداخلية لتلك الدول المضيفة ما تسبَّب بآلام ليست هينة للطرفين. مثلاً، قبل سبعة وأربعين عاماً من هذا اليوم (13 - 4 - 1975) جرت محاولة اغتيال استهدفت بيار الجميل، الزعيم الماروني المعروف، ومؤسس حزب «الكتائب» اللبناني. على الفور وُجهت أصابع الاتهام إلى الطرف الفلسطيني، فوقع هجوم مسلح على حافلة في منطقة «عين الرمانة» أدى إلى مصرع سبعة وعشرين فلسطينياً ولبنانياً. منذ ذاك اليوم، بدأ طوفان حرب أهلية في لبنان سوف يدفع لبنانيون وفلسطينيون ثمنها الفادح من دمائهم ومستقبل أجيالهم.
بعد ثلاثة عشر عاماً، في الخامس عشر من أبريل 1988 فوجئت تونس بذراع إسرائيل الطويلة تطالها، عندما تمكنت فرقة «كوماندوز» يقودها من تل أبيب إيهود باراك، من النزول على الساحل التونسي، ثم الوصول إلى مقر القائد الفلسطيني خليل الوزير، وقتله أمام أفراد من عائلته. أن يوضَع «أبو جهاد» على رأس قائمة الرؤوس الفلسطينية المطلوب تصفيتها إسرائيلياً، ليس بالأمر المُستغرب، بل مُتوقع، ويمكنني الذهاب أبعد بالقول إنه كان الأكثر خطراً على إسرائيل بين قيادات حركة «فتح» التاريخية كلها، لسبب واضح خلاصته أن الرجل كان الأشد تمسكاً بمبدأ الحركة الأساس، الذي شدد دائماً على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. الغريب، حقاً، هو وجود خليل الوزير، ورفاقه القياديين، في تونس بعد لبنان، ومن قبل الأردن. لماذا لم يكونوا في دمشق، أليست هي الأحق باستضافة المناضلين لأجل العودة إلى فلسطين؟ طبعاً. إنما، ورد في الأمثال منذ زمن ما مضمونه أن معسول الكلام يُعجب الموهومين، حتى لو أنه معاكس تماماً للفعل الصادق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيسان الأقوى من النسيان نيسان الأقوى من النسيان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib