الاجتماع في مكة من أجل الاعتدال

الاجتماع في مكة من أجل الاعتدال

المغرب اليوم -

الاجتماع في مكة من أجل الاعتدال

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

بموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تنظّم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، في مكة المكرمة، مؤتمراً إسلامياً تحت عنوان «التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها»، خلال الفترة 13 – 14 أغسطس (آب) الحالي. يقول الخبر المنشور إن المؤتمر سيشارك فيه 150 عالماً و85 مفتياً وشيوخ ومفكرون وأكاديميون يبحثون موضوعات: الوسطية، والغلو، والانحلال، والتطرف والإرهاب، والتسامح والتعايش بين الشعوب.

أي سعي في ممشى الاعتدال والتسامح وتعزيز التعايش والوئام بين شعوب الأرض، وغرس كل القيم التي تؤدي إلى قطف هذه الثمار، هو شأن حميد ومسعى مجيد.

مَن يمثّل الإسلام اليوم؟ من هو مصدر التلقّي الذي يَركن إليه عموم المسلمين في كل بقعة من هذه الأرض؟

المسلمون اليوم في كل مكان من الأرض، ليس في الدول المسلمة فقط، حتى في عُمق الجغرافيا المسيحية الغربية، ثمة حضور وتفاعل وفعل للمسلمين، وكثير منهم صار يحمل جنسية تلك البلدان، بل بعضهم صار «زعيماً» سياسياً مثل عمدة لندن ورئيس حزب المحافظين في بريطانيا، سابقاً، ناهيك بنواب برلمان وعُمد مدن، ونخب مجتمع، وقادة أجهزة أمنية حتّى.

الطلب على صنع ثقافة معتدلة وحاضنة لقيمة التسامح والتعايش، طلب عالٍ ومِلحاح منذ زمن، داخل البلدان المسلمة وخارجها، لأن إيجاد هذا الخطاب و«تمكينه» لم يعد شأناً إسلامياً فقط، بل هو شأن «عالمي»، فمن يتضرر من حصاد التطرف الإسلامي هم كل سكان الأرض، مثل أي تطرف آخر.

لكنّ الوصول لهذا الهدف يعني قدراً كبيراً من الشجاعة والدعم السياسي، وأهم من ذلك الاستمرار والعمل المؤسسي الدائم، وقبل ذلك الوصول إلى كلمة سواء واضحة حول مسائل مثل:

الخلافة الإسلامية، وهل هي شرط لصحة الوجود الدولتي للمسلمين، أم أن الخلافة بكل تطوراتها واختلافاتها مجرد مراحل زمنية بشرية؟

معنى الشريعة الإسلامية، وهل هي معنى مُتفق عليه، وهل هل كتلة صلبة تُؤخذ هكذا بكاملها وكمالها، أم تُترك، كما هو خطاب سيد قطب وأشباهه، أم أن الشريعة في جانب عظيم منها «جهد بشري» يقوم على عمليات تفكيرية بشرية مثل القياس والاستنباط والأعراف وغير ذلك مما يعرفه الخبراء؟

معنى المواطنة الحديثة، وإنها هي مناط المسؤولية القانونية وهي وعاء الانتماء اليوم، وليس مفهوم «الأمة» العابر والغامض والهادم للوطنية؟ مع الاحتفاء طبعاً بالعناصر العاطفية والتاريخية التي تربط شعباً ما بإطار حضاري أوسع يُعبّر عنه بالأمة.

سال حبر كثير وحُرّرت ألوف مؤلفة من الصفحات عبر التاريخ الحديث حول هذه القضايا، وبعضها عمل عظيم وكشف جديد، فما مصير كل هذا؟!

بالتوفيق لكل الساعين لخير الناس من أجل كل الناس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاجتماع في مكة من أجل الاعتدال الاجتماع في مكة من أجل الاعتدال



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib