النابش والمنبوش في الكويت

النابش والمنبوش في الكويت

المغرب اليوم -

النابش والمنبوش في الكويت

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

ساحة «السوشيال ميديا» في كل مكان - لنحصر الحديث عن مجالنا الخليجي - من أهم ساحات حشد وتوجيه الرأي العام اليوم.

في الكويت مؤخراً، وبعد يوم واحد من تحذير أطلقته الحكومة الكويتية بعزمها التصدي للشائعات، ذكرت مصادر إعلامية في الكويت، الخميس الماضي، كما جاء في هذه الجريدة، أن النيابة العامة أوقفت محاميَيْن اثنين متهمَين بإثارة الشائعات عبر وسائل التواصل لتشويه سمعة وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشؤون البلدية الدكتورة نورة المشعان.

مجلس الوزراء الكويتي كان قد حذر، في اجتماعه الأسبوعي الأخير، من «قيام بعض وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات الإخبارية في الآونة الأخيرة بنشر أخبار مخالفة للواقع بشأن إجراءات لوزارات وجهات حكومية».

محكمة الجنايات في الكويت أصدرت، قبل أيام، حكماً بالسجن سنتين مع الشغل والنفاذ بحق المغرد الكويتي الشهير باسم «نيرون». كما قامت إدارة الجرائم الإلكترونية في المباحث الجنائية باستدعاء ما يقارب 100 مغرد بتهمة الإساءة لشخصيات كويتية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ما لفتني في تفاصيل خبر مواجهة الدولة الكويتية لسلاح الإرجاف والإشاعات في «السوشيال ميديا»، ضد الحكومة الجديدة ممثلةً بوزيرة الأشغال هذه الإشارة إلى أن الوزيرة تعرضت، في يناير (كانون الثاني) الماضي، لهجوم مماثل، بعد أيام من دخولها الحكومة، وكان محور ذلك الهجوم «نبش» تغريدات سابقة للوزيرة وإعادة نشرها من جديد.

واضح أن «العهد الجديد» في الكويت عازمٌ على المُضي قُدماً، ورفض الخضوع لحملات التخويف والضجيج في منصة «إكس» أو غيرها، لكن مسألة «النبش» هذه لا بد من كلمة حولها، ولو كلمة وجيزة.

لستُ أعلمُ عن طبيعة هذا المنبوش من أرشيف وتاريخ الوزيرة التي يهاجمها هؤلاء المهاجمون، وما هو محتواه، لكن أعلق على هذه المسألة بوجوب وضع معايير حاكمة ودائمة في هذه القضية.

أحياناً يكون هذا التراث المنبوش وسيلة للإدانة، أو «قرينة» مساعدة لتلك الإدانة، وأحياناً يتم تجاوز الأمر، وغالباً يكون التمثيل بمواقف سياسية سابقة تخلى عنها صاحبها أو صاحبتها، أو هكذا يظهر، وليس للناس إلا الظاهر، وأحياناً يكون النبش من باب إلزام المنبوش بما قاله سابقاً ويفعل اليوم عكسه.

أياً يكن الدافع، ففي ظني المتواضع أن تراث أي شخص جزء من حياته؛ إذا كان قد اتخذ مواقف جديدة، فلا يجوز إذلاله وتخويفه بالماضي، لكن يصبح الأمر مختلفاً إذا كان هذا الماضي لم ينقطع بعدُ، وما زال صاحبه على «قديمه»، لكن اختلفت الأساليب أو غلبت المطامع الجديدة. كما أنه لا بد من وجود مسطرة حاكمة على الكل، وليس الانتقاء من هذه الأراشيف.

بكلمة واحدة: الماضي جزء من حياة ورحلة تطور أي إنسان، والمطلوب «حوكمة» قانونية إعلامية شاملة غير جزئية، والله أعلم وأحكم.

وحمى الله الكويت وصان مستقبلها المنشود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النابش والمنبوش في الكويت النابش والمنبوش في الكويت



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 23:13 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

جيش الاحتلال الإسرائيلي: نسيطر على 75% من قطاع غزة
المغرب اليوم - جيش الاحتلال الإسرائيلي: نسيطر على 75% من قطاع غزة

GMT 10:45 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

تاه جاهز للعب مع بايرن في مونديال الأندية

GMT 15:33 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

استقرار مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام التعاملات

GMT 10:19 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

الرجاء المغربي ينهي استعداداته لقمة وفاق سطيف

GMT 13:30 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"هواوي" تطرح أجهزة رائدة في السوق المغربية

GMT 07:05 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد إصابتها بـ”كورونا” الفنانة المصرية نشوى مصطفى تستغيث

GMT 13:00 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أحدث صيحات فساتين الزفاف لعام 2020

GMT 12:10 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي حقيقة صورة محمد هنيدي مع إعلامي إسرائيلي

GMT 00:44 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

بولهرود يغير وجهته صوب "ملقا الإسباني"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib