«داعش» بين الوادي الكبير والحقد الخطير

«داعش» بين الوادي الكبير والحقد الخطير

المغرب اليوم -

«داعش» بين الوادي الكبير والحقد الخطير

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

الهجوم «الأسود» على مسجد تابع للطائفة الشيعية في العاصمة العُمانية، خلال مناسبة عاشوراء الأخيرة، خطير في مكانه وزمانه.

لأول مرة - وفق ما هو معلن - تشهد سلطنة عُمان هجوماً من هذا النوع، تقف خلفه شبكة «داعش»، ويكون المنفذون من أهل عُمان، لذلك سارع بعض المعلقين من عمان وخارجها إلى نفي أن العملية إرهابية مدبرة، ثم اختار البعض منهم إلصاقها بالجنسية الباكستانية، وحاول بعض الانتهازيين من جماعة «الإخوان» تحميل دول مناهضة لـ«الإخوان» وِزْر هذه العملية، بدعوى أن سياسات السلطنة ودودة مع محورهم... «الممانعِ» زعموا.

لكن كل هذه التخرصات طارت كأوراق الخريف الصفراء أمام عاصفة بيان الشرطة السلطانية العمانية، الذي وضع النقاط على الحروف، وكشف عن أن الجناة ثلاثة إخوة عُمانيين «لقوا حتفهم نتيجة إصرارهم على مقاومة رجال الأمن... ودلّت التحرّيات والتحقيقات على أنهم من المتأثرين بأفكار متطرفة».

قُضي الأمر إذن، خصوصاً بعد بث تنظيم «داعش»، عبر منصة «أعماق» التابعة له، صور العملية ومبايعة الإخوة الثلاثة «أبا حفص»؛ خليفة «داعش» الحالي، كما جرى بث فيديو خلال تنفيذ العملية صوّره أحد «الإخوة الدواعش».

«داعش» هي مَن نفذت جريمة قتل الناس في «مسجد علي بن أبي طالب» في الوادي الكبير بمسقط خلال مناسبة عاشوراء المعروفة.

هي إذن جريمة مركّبة... أولاً ضد الأمن العماني والسلم الوطني، ثم هي جريمة طائفية خطيرة.

كيف تفاعل «الدواعش» مع جريمة الوادي الكبير بمسقط؟

احتفل أنصار «داعش»، كما في مطالعة خاصة لـ«بي بي سي»، بالهجوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأعرب عدد منهم على «فيسبوك» و«تلغرام»، عن فرحتهم بالهجوم، ونشروا تعليقات مُسيئة للطائفة الشيعية، وأشادوا بـ«المهاجمين» التابعين لـ«داعش».

نعم «داعش» تعادي الجميع، والكل إما «كافر أصلي» وإما «مرتد»، ما عدا «الدواعش»، وربما بعض «العوام» كما يقولون.

لكن أخطر ما في عناصر التجنيد «الداعشي» الحالي هو التركيز على أن «داعش» هي الذراع المنتقمة من الهيمنة الشيعية، وهم بذلك يميزون أنفسهم عن جماعات سُنِّيَّة، مثل «حماس» و«القاعدة»، يعدّونها ضمن الفلك الإيراني.

هذا التكتيك «الداعشي» قد يشكل عنصر إغراء لبعض البسطاء من الموجوعين من قهر ميليشيات تابعة لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن... هذا هو واقع الحال، والبعض قد يتعامل مع شيطان «داعش» لمكافحة شيطان طائفي آخر.

اليوم نرصد هذا التكتيك «الداعشي» الجديد والخطير، ونحذر منه الكل؛ مَن يغريهم هذا الخطاب الانتقامي المدمر، والطرف الآخر الذي يوغل في تثبيت نمط تسلط طائفي انتقامي غرائزي مستقوياً بإسناد إيراني، وتخبط، أو لؤم، غربي، وغياب عربي.

«داعش» ضد الجميع... وحمى الله دار السلام والوئام؛ سلطنة عُمان وأهلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» بين الوادي الكبير والحقد الخطير «داعش» بين الوادي الكبير والحقد الخطير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib