صدّام حسين رُبّ قومٍ ذهبوا إلى قوم
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

صدّام حسين: رُبّ قومٍ ذهبوا إلى قوم!

المغرب اليوم -

صدّام حسين رُبّ قومٍ ذهبوا إلى قوم

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

«أنا نادم على تحطيم التمثال».

هكذا قال المواطن العراقي كاظم الجبوري أشهر عراقي هاجم تمثال الرئيس العراقي السابق، صدّام حسين، المضُحّى به في عيد النحر يوم 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006.

في يوم 9 أبريل (نيسان) 2003 شاهد مئات الملايين حول العالم، جنود المارينز الأميركي وهم يسقطون تمثال صدّام المهول، الذي كان يبلغ ارتفاعه 12 متراً، وينشرون علم أميركا على وجه صدّام... البرونزي.

كان البطل الرياضي الآسيوي، كاظم الجبوري، هو العراقي الأشهر حول التمثال في ذلك اليوم، من أيام بغداد العصيبة... وما أكثرها في روزنامة التاريخ!

في مقابلة مع برنامج «حكايتي» على شاشة «العربية» تمنّى كاظم، أن يعود صدّام، مع أنه، كما قال، كثيراً ما تمنّى قبل الغزو الأميركي تحطيم تمثال الرئيس كونه قتل كثيراً من أفراد عائلته.

لماذا يا كاظم؟

يجيب - بعد مرور أكثر من 20 عاماً على ذلك اليوم - بأن حال العراق كانت أفضل كثيراً أيام حكم صدّام مما هي عليه اليوم، في إشارة إلى الأحزاب السياسية التي تولّت السلطة بعد الغزو.

هذه الأحكام تنتمي إلى ما يُعرف بـ«الحكم بأثرٍ رجعي»؛ أي الحكم على الماضي بخبرة اليوم، ونتائج اليوم، وهذا ظلم للماضي، وجهل بالحاضر.

الحال أن صدّام حسين لم يكن الحاكم المثالي للعراق، وله حماقات كبرى، يكفي منها غزو الكويت الذي جرّ عليه، وعلى العراق، وعلى العرب، كل هذه المصائب الاستراتيجية.

لو عُدنا لمسيرة صدّام السياسية في العراق، منذ محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم 1959 إلى لحظة خنق الميليشيات الطائفية له، لوجدنا حصاداً، ليس بذاك المثالي.

نعم عهد صدّام، ليس كلّه سيئاً وشيطانياً، كما هي دعايات الأحزاب الشيعية الطائفية، ومن يصدّق «خرابيطهم» السياسية، وخرافاتهم التاريخية، ففي عهد صدّام كانت البنية التحتية جيدّة، والخدمات كذلك، كان الأمن متوفّراً، وكان العراق بعيداً عن الطائفية، بالمعنى التمييزي، وكان جملة من قادة حزب البعث والدولة، من جذور جنوبية شيعية.

صدّام لم يكن طائفياً، كان حاكماً حديدياً، يقضي بشراسة على كل من يهدّد حكمه ومصلحة العراق - حسبما يتصّورها ورفاقه - شيعياً كان أو سنّياً أو كردياً، لا فرق أمام قبضة صدّام في ذلك.

الواقع أن التاريخ سلسلة حلقات متصلة ببعضها، فأخطاء العهد القاسمي (عبد الكريم قاسم) أفضت لبزوغ العهد البعثي، وعثرات العهد الملكي، تحت قيادة نوري باشا والوصي عبد الإله، قادت إلى حكم الضبّاط شبه الشيوعيين بقيادة قاسم.

هذا أمر - وهو يسري على كل التاريخ - والأمر الآخر، أننا يجب أن نحكم على الشخصيات والعهود والسياسات ضمن سياقها الزمني.

لا يمكن لنا إدانة الإمبراطوريات القديمة مثل الرومان والفرس والبيزنطيين والعرب، بدعوى أنهم لم يحاربوا الرقيق، أو ينصروا حقوق المرأة، أو يحترموا حدود الدول... هذا كلام فارغ من العلم والعقل، لأن كل هذا الأمور «حدثت» بعد أن لم تكن حادثةً أو مُفكَّراً بها حينذاك.

وعليه، فإن الواقع العراقي البئيس اليوم، تحت حكم الجماعات والميليشيات الطائفية الرثّة، وغيرهم من فسَدة السياسة وناهبي المال العام، لا يسّوغ المديح المُطلق لصدّام وزمن صدّام.

إلا إذا كان ذلك على سبيل التسلّي ومواساة النفس الجريحة، على طريقة الشعر المنسوب للخليفة علي بن أبي طالب:

عَجباً للزمان في حالَتَيهِ / وبلاءٌ ذهبتُ مِنهُ إِلَيهِ

رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ منهُ فَلمَّا/ صرتُ في غيره بكيتُ عليهِ!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدّام حسين رُبّ قومٍ ذهبوا إلى قوم صدّام حسين رُبّ قومٍ ذهبوا إلى قوم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib