في بستان هشام قتالٌ على كمَأة
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

في بستان هشام... قتالٌ على كمَأة!

المغرب اليوم -

في بستان هشام قتالٌ على كمَأة

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

الكمأة، ثمرة يجود بها أديم الصحراء حين يناغيها المطرُ، فتنبت الفلواتُ من كل زوج بهيج... لها تقدير عالٍ عند أبناء البادية العربية، وكلّ أبناء الجزيرة العربية حتى بادية الشام، أو «الشامية» كما يُطلق على البوادي الممتدة من غرب الفرات حتى غرب الشام وجنوباً حتى صحاري وآكام شمال الجزيرة العربية (السعودية حالياً).

ثمرة لا تحتاج لتدخّل بشري، فقط تحتاج من البشر إلى دقّة الملاحظة، وحسن التوقيت، لأنَّ لها مواسم بعينها، غير أنَّ الكمأ في البادية السورية هذه الأيام يحتاج على ما هو أبعد من ذلك، يحتاج لسلاح وقلوب لا يتسلّل لها الخوف!

حالياً، هناك في البوادي السورية المتوزعة بين سلطة النظام وسلطة الميليشيات الإيرانية وسلطة القوات الكردية وعصابات «داعش»، كمأ كثير، وبشر مساكين أكثر يبحثون عنه سعياً وراء المال الوفير الذي يدرّه «اقتصاد الكمأة» كما وصفه خبراء اقتصاد لشبكة «إرم نيوز».

يصل سعر الكيلو غرام الواحد لبعض الأنواع منها إلى 25 دولاراً (350 ألف ليرة سورية) في بلد يفتك به الفقر والحرب والميليشيات، وعمالقة الإقليم والعالم.

تتحدث وسائل إعلام سورية عن 18 مدنياً، بينهم طفلان، قتلوا في سوريا، فبراير(شباط) الماضي، خلال جني محصول الكمأة، فيما يقدر خبير عسكري سوري أعداد من سقطوا منذ الموسم الماضي حتى اليوم بأكثر من 170 قتيلاً.

أغلب القتلى بسبب الألغام التي لم تنفجر، والأنكى من ذلك بسبب ذئاب «داعش»، أو مافيات النظام أو مافيات الفوضى نفسها.

هناك تقديرات عن القتلى الذين سقطوا خلال رحلة البحث عن الثمرة منذ العام الماضي، تصل بعددهم، حتى الآن، لأكثر من 170 قتيلاً.

يحدث هذا في بلاد سوريا أرض العسل واللبن والخير الوفير، أرض الأنهار والثمار، أرض الأودية الخصبة والمراعي المُمرعة، أرض الليمون والبرتقال والنارنج والتفاح، أرض العمارة والحضارة، سوريا هشام وعبد الملك والوليد ومعاوية.

سوريا التي غازلها الجبلي اللبناني الشموس العنيد، ابن عقل.. سعيد، حين قال:

ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي... واملئي الكأسَ لهُ حتّى الجمَامْ

أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم... ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ

أمَـويُّونَ، فإنْ ضِقْتِ بهم... ألحقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشَامْ!

كان البعض ينبز بلاد الخليج والجزيرة العربية بندرة مياهه، ووفرة رماله، وخشونه عيشه، وقلّة موارده، باختصار بأنهم: بدو غِلاظ.

قبل أن نكمل، لا بد من الإيماء للجهل الفادح حول معنى البداوة وأهلها، لدى من ينبزهم بذلك.

جهل ساطع بديمغرافيا الجزيرة العربية بين سكان الحضر والمدَر وأهل الصوف والوبَر، على أن ذاك النمط: البدوي - الحضري، تلاشى من الوجود أصلاً منذ قيام الاقتصاد الجديد ونشأة الحكومات المركزية.

بيد أننا سنجاري الهجّائين، ونقرّ لهم بقدحهم الأجوف، لكن أين اليوم هؤلاء البدو، وأين شاتموهم!؟

عِماد الأمر وجِماعه كلّه ينعقد على عروة واحدة:

الحكم الرشيد.. عندها تتحوّل الأرض ذهباً ولا يتقاتل الناس حتى الموت على كمأة برّية في أرض الخير والأنهار والثمار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بستان هشام قتالٌ على كمَأة في بستان هشام قتالٌ على كمَأة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib