برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ

المغرب اليوم -

برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

في معرض الكتاب الحالي ببغداد، أتحف الشاعر الفلسطيني تميم برغوثي، الحضور بقصيدة سالت فيها المشاعر عن الحسين وزينب والعراق... وبني أمية طبعاً.

جاء في القصيدة التي أثارت الجدل:

إن العراق حسينٌ آخِرَ الأبدِ

ودهره أمويٌ ما له شرفُ

حاول البرغوثي تسويغ ذلك بأن ما قِيل ليس رأيه بل رأي شخصية زينب في القصيدة.

لكن في ظنّي لو كان غيرُ تميمٍ قالها لقُبل التفسير، لكنَّ الرجل معروفٌ بميوله السياسية وذائقته الثورية الجامحة.

ثم إن هجاء معاوية وبني أمية عامّة، تقليدٌ ثوري سواء من اليسار أو «الإخوان» ومتفرّعاتهم، طبعاً قبل ذلك كله من الأدب الشيعي عبر العصور.

دَعْنَا من هجاء المدوّنة الشيعية، منذ «نهج البلاغة» وشرحها، حتى اليوم، فهذا يندرج تحت عنوان الصراع الطائفي الديني. نتحدث عن الهجائيات من داخل القبّة السنّية، فالعلماني منها يندرج تحت راية يسارية ثورية، والثاني تحت راية إخوانية أو إسلاموية ثورية بشكل عام.

سيّد قطب، أشهر رماحه ضد بني أمية، بخاصة في كتابه «العدالة الاجتماعية» في طبعته الأولى غير «المنقّحة» وصبّ غضبه على الخليفة الأموي عثمان بن عفّان، وقال عن بني أمية كلهم، بعدما اتهم معاوية بالجاهلية الأولى: «أميّة بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها، وما كان الإسلام إلا رداءً تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات».

الجدل حول شخصية معاوية، قديم متجدّد، لذلك صار الموقفُ منه معياراً من معايير الحكم على الآخرين.

عبد الله بن المبارك، وهو من رموز أهل السنّة في بواكير العصر العبّاسي، نُقل عنه القول: «معاوية عندنا مِحنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً، اتهمناه على القوم، أي: الصحابة».

أحمد بن حنبل، وهو رمز السنّة الأول، عراقيٌّ بغداديٌّ من أسرة ناصرت الدعوة العباسية، انتقد من يطعن في معاوية قائلاً: «هذا قول سوءٍ رديء، يُجانب هؤلاء القوم، لا يُجالسون، ونبيّن أمرهم للناس».

وقال الذهبي المؤرخ الدمشقي الشهير: «ملكُ الإسلام».

هؤلاء كلّهم لم يكونوا من علماء السلطان، كما يُقال، وكلهم أيَّدوا موقف الحسين ضد يزيد، لكنهم انتبهوا لخطورة الطعن في شرعية الدولة الأموية، فهي الدولة التي كرّست الحضارة الإسلامية، ومدّت شراع الدولة في مشارق الأرض ومغاربها، ودشّنت الهوية العربية الإسلامية (عبد الملك أول من سكّ العملة الإسلامية مثلاً).

الحقيقة أن هجاء بني أمية في المطلق -وتزكيتهم في المطلق- نوعٌ من الصِّبيانية العلمية والقراءة التاريخية الشعبوية.

أخيراً نقف مع ومضات من تحفة جرير حين وفد على عبد الملك بن مروان:

أَتَصحو بل فُؤادُكَ غيرُ صاحِ

عَشِيَّةَ هَمَّ صحبُكَ بِالرَواحِ

وخالِدته في مدح الأمويين:

أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا

وأندى العالمينَ بُطونَ راحِ؟!

وهذا البيتُ المِعياريُ الفاصل:

رأى الناسُ البصيرَةَ فاستقاموا

وبَيَّنَتِ المِراضُ من الصِّحاحِ

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib