العباس المرآة الشيعية السعودية

العباس... المرآة الشيعية السعودية

المغرب اليوم -

العباس المرآة الشيعية السعودية

مشاري الذايدي
بقلم: مشاري الذايدي

كتب الناقد السعودي المعروف محمد العباس مقالة أحسب أنها علامة في السياق الشيعي السعودي. كتب العباس، وهو العارف بهذا المجتمع كونه من نخبة المثقفين فيه، مقالته تحت عنوان أخاذ (ما يصْعُب ويجب قوله في الصحوة الشيعية) في جريدة «صبرة» الإلكترونية.
الكاتب محمد العباس حاول الإجابة عن سؤال قديم متجدد في حلبات النقاش السعودية، وهو: لماذا لم يظهر نقد شيعي سعودي داخلي للخطاب الأصولي المسيس، على غرار ما حصل في الساحة السنية السعودية بغزارة؟!
الرجل كان شجاعاً، ويعرف هول ما يتحدث عنه لدى الداخل الشيعي، ولعل عنوانه الأخاذ يشي بهذا الشعور.
قال محمد العباس، ضمن ما قال، وهو جدير بالإصغاء له كله:
«نادراً ما يتم التطرق للشق الشيعي من الصحوة، وتحديداً في منطقة القطيف». وشرح عنوان مقاله بـ:
«مقتضى رؤية برنارد قارده في كتابه (اللغة والنضالات الاجتماعية) القائمة على قاعدة (ما يصْعُب ويجب قوله)، وذلك لتسريع حالة التعافي من ارتداداته».
ثم يخاطب، وهو يعلم كيف ستكون ردة الفعل الغاضبة على مكاشفته لدى حراس التوتر و«الغيتو»، فيقول:
«يتحتم على المجتمع الشيعي في القطيف النظر في المرآة، لا التحديق في ظهرها». ولفت انتباهي هذا التشابه العجيب بين أثر «الصحوة»، أي الحركيين الإسلاميين السنة، في المجتمع السعودي عامة، ونظيره الشيعي في البيئة الخاصة، على الأخص إقليم القطيف التاريخي، إذ يقول محمد العباس:
«تغول تيار الصحوة -وهو هنا يعني النسخة الشيعية- للقبض على كل مفاصل الحياة، وتفسيق كل من لا يتجاوب مع لافتاتها المتطرفة حد التكفير».
وتحدث عن بيانات تهديد للمثقفين الليبراليين، وقوائم تكفير، واستخدام منابر المساجد للتبشير بالصحوة، وبث الذعر في نفوس المخالفين، وصولاً إلى الاعتداءات الجسدية.
باختصار، تعبئة المجتمع بنمط هستيري أعمى، ومسخ الهوية، وشطب الهوامش الطبيعية، و«السرديات» الأخرى، وأنماط الفن المغايرة، مثل الموسيقى والرسم والمسرح والشعر، ما لم تكن ضمن النهج «الحسيني».
هذه المكاشفة الصريحة جديدة. نعم، سبق العباس نقاد على درجة من الجرأة والعمق، مثل كامل الخطي، لكن العباس أحدثت مقالته غضبة ملحوظة من كارهي التغيير و«الخروج من (الغيتو) المذهبي»... وهذا الأخير هو عنوان مقالة علق بها الصحافي الزميل الكاتب السعودي حسن المصطفى، وهو ابن بجدة هذه البيئة، على مقالة العباس، ونشرها هو الآخر في «صبرة».
حسن المصطفى لاحظ الانقضاض على الأستاذ العباس، فخاطب هؤلاء الغضبى، وقال: «لا ينبغي التعامل مع نص العباس بحساسية وجفاء -كما فعل بعضهم- بل علينا جميعاً أن نؤمن بـ(حرية التعبير)، والحق في الاختلاف».
كل هذا دلالة تعافٍ وصحة وحيوية، وخروج من كهف الأوهام (أوهام الجميع)، فكلنا في الهم... صحوة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العباس المرآة الشيعية السعودية العباس المرآة الشيعية السعودية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل تهزّ "سوق الجملة" في مدينة تطوان المغربية

GMT 06:41 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الكوكب المراكشي في "قفص الاتِّهام" بسبب مِلفّ السعيدي

GMT 12:37 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بوصوفة يشيد برونارد ويعتبر المدرب الأفضل بإفريقيا

GMT 05:08 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

"فورد" تطلق سيارتها الحديثة "موستانغ ماخ إي" الكهربائية

GMT 11:03 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة اسماعيل الحداد لا تدعو إلى القلق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib