نساء ملهمات لكن لمن

نساء ملهمات... لكن لمن؟

المغرب اليوم -

نساء ملهمات لكن لمن

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

تحت عنوان نساء ملهمات، أو استثنائيات، اختارت «بي بي سي» البريطانية الاحتفال بـ«يوم المرأة العالمي»، من خلال برنامجين إذاعيين منفصلين، يقدمهما مَن وصفته الشبكة بـ«المؤرخ البريطاني ﷼ غريغ جينير».

لم يكن مفاجأة حصر الاختيار في نساء غربيات، بل بريطانيات وأميركيات على وجه التحديد، دوناً عن بقية نساء العالم.

تضمنت قائمة مؤرخ «بي بي سي» الأسماء التالية: فلورنس نايتينغل، الممرضة الأكثر شهرة في العالم فحسب، التي ساهمت في تحويل التمريض إلى مهنة محترمة. فلورنس خدمت خلال حرب القرم، أيضاً اشتملت القائمة على اسم المعالجة والممرضة ماري سيكول، وجوزفين بيكر الراقصة والمناضلة النسوية، وماري آنينغ عالمة الحفريات، وهارييت توبمان المكافحة ضد العبودية، وماري شيلي صاحبة رواية «فرانكنشتاين» التي نُشِرت في عام 1818.

ليس النقاش عن مدى جدارة هذه النسوة بالتكريم، ولا عن ريادة هذه الكوكبة من النساء في مجالات العمل والنضال لصالح قضايا أخلاقية وسياسية بعينها. بالنهاية هذه قراءة تاريخية محكومة بمرجعية تاريخيّة وذوق حضاري معين... ومن حق «بي بي سي» ومؤرخها أن يكرموا الرائدات من النساء... أو الملهمات، فالنقاش ينحصر في كون هذه القراءة محدودة معبرة عن شريحة محددة، وليس عن العالم كله.

الأمر الآخر يكمن في النقاش حول مغزى ومعنى الإلهام المراد هنا؛ إلهام لمَن؟! ولماذا؟ وبماذا؟ ثمة نسوة في التاريخ الشرقي القديم، الموغل في القدم أو القريب نسبياً، مثل زنوبيا والخنساء وشجرة الدر وغيرهن، أو رائدات العمل الخيري في بلاد الشرق العربي، ولدينا حكايات مثيرة في هذا الصدد، مثل حكاية السيدة الرائعة من قلب الجزيرة العربية، وهي موضي البسام، التي خاطرت بمالها وجاهها في حرب من حروب الجزيرة العربية لإنقاذ المطاردين من براثن الموت، وتلك قصة يطول ويعذب شرحها. ناهيك بنسوة في تاريخ شرق أوروبا أو روسيا أو الصين أو اليابان أو غيرها من بقاع الأرض.

لكن ليس من الضرورة أن يكون إلهام تلك النسوة مفصلاً على المعايير الغربية، بخاصة الليبرالية القصوى منها.

نريد القول هنا إن بعض القيم ذات طبيعة مطلقة شاملة الإنسانية، مثل نصرة الضعيف ورفض الظلم وعمل الخير للمحتاج، وبعض القيم تخص سياقاً حضارياً بعينه، وليست ذات طبيعة شاملة لا تقبل الاختيار والتمايز. إذا فُهمت هذه المسألة، انسدت أبواب شر كثيرة، وحُلت مصاريع سوء وفيرة، وانداحت للتعاون على البِرّ بين البشر أو بني «أبينا» آدم طرق لاحبة ومعارج عالية. أظن ذلك...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء ملهمات لكن لمن نساء ملهمات لكن لمن



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''

GMT 20:55 2022 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطمح لتقديم خدماتها بألف لغة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib