جيشا مصر والسودان حماة الأوطان

جيشا مصر والسودان... حماة الأوطان

المغرب اليوم -

جيشا مصر والسودان حماة الأوطان

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

مرة أخرى تحمي القوات المسلحة السودانية البلاد والشعب من مؤامرات النظام البشيري السابق، من خلال إحباط المحاولة الانقلابية التي قامت بها مجموعة بقيادة نحو 21 ضابطاً من «المدرعات والمظلات»، حسب الأخبار المتداولة.
رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إثر وصوله إلى مقر سلاح المدرعات، أعلن أن القوات الأمنية ستحمي وحدة البلاد بكل ما أوتيت من قوة.
بينما كشف رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، أن الانقلاب جرى بالتنسيق بين عدة جهات من داخل الجيش وخارجه، كاشفاً أن النظام السابق ما زال يشكل خطراً على الثورة والتغيير والمرحلة الانتقالية في البلاد. واعتبر أن تلك العملية التي أحبطتها القوات المسلحة تستدعي مراجعة أعمال الفترة السابقة من المرحلة الانتقالية.
هذا في السودان، أما في مصر فقد نعت البلاد المشير محمد حسين طنطاوي قائد الجيش المصري السابق، الذي فارق الحياة بعد حياة مديدة جاوزت 80 عاماً.

 

هو الرجل الذي وضعته الأقدار في مرحلة من أخطر الفترات التي مرّت بها مصر، فترة الربيع العربي التي كانت مؤامرة خطيرة نتيجتها تسليم البلاد إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، من خلال رجلهم «الظاهري» محمد مرسي، الذي كان ينفذ توجيهات مكتب الإرشاد «الإخواني» بكل ولاء حزبي.
عبر المشير طنطاوي المضيق الصعب والأمواج المتلاطمة، وجنّب مؤسسة القوات المسلحة آثار الانهيار السياسي المصري بالحفاظ على وحدة مؤسسة الجيش، ورفض الذوبان في كوب «الإخوان»، وفي الوقت نفسه، تجنب المواجهة المباشرة معهم في عز «التمكين» لهم من الولايات المتحدة... «الأوبامية».
معادلة صعبة، لكن الرجل نجح فيها، حتى حانت لحظة ثورة الشعب المصري على حكم الجماعة في ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تعليق نادر، راثياً المشير طنطاوي، في كلمة له بمناسبة افتتاح مشروعات تنموية شمال سيناء، قال؛ إن طنطاوي خلال الاستحقاقات الانتخابية التي جرت عقب ثورة يناير (كانون الثاني) من العام 2011 حتى الانتخابات الرئاسية في العام 2012، كان له موقف مؤثر، ففيما كانت المؤشرات كلها تؤكد تولي فصيل معين لمقاليد السلطة (يقصد جماعة الإخوان) كان يقول بنبرة حزن وألم: «هل من المعقول أن يتذكره التاريخ بأنَّه من سلّم البلاد لهؤلاء؟»، مضيفاً أن هذا ما كان يؤلمه لعلمه وفهمه بالأضرار التي ستمسُّ مصر نتيجة وصول هؤلاء للحكم.
الخلاصة من الخبرين السوداني والمصري، بعيداً عن الفروقات الأخرى بين البلدين، هو أن مؤسسة الجيش، رغم كل الهجمات الإعلامية عليها، هي حجر الزاوية في صون الأمن الوطني، وهي السياج المتين في حماية وحدة البلاد وهويتها السياسية.
والخلاصة الأخرى، هي أن القول بنهاية خطر جماعة «الإخوان» ومن يحالفهم، وقدرتهم على اختراق أكثر المؤسسات الوطنية حساسية، مثل الجيش والقضاء والأمن، هو قول مدّمر ومخدّر، ومرة جديدة نقول؛ المواجهة مع هذا الوجود مواجهة دائمة، لا مرحلة مؤقتة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيشا مصر والسودان حماة الأوطان جيشا مصر والسودان حماة الأوطان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 1970 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 08:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية
المغرب اليوم - الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib